بوش يدعو مدفيديف إلى علاقة عمل وثيقة.. وميركل تزوره السبت المقبل

أزمة الغاز مع أوكرانيا أولى تحديات رئيس روسيا الجديد

TT

حصل الرئيس الروسي الجديد ديمتري مدفيديف على اعتراف دولي بمنصبه الجديد على الرغم من شكوك بعض المراقبين الاوروبيين من سلامة انتخابات الرئاسة التي اجريت يوم الاحد الماضي. ورحبت دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة والصين، بانتخاب مدفيديف، بينما اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عزمها زيارة موسكو خلال ايام. وأكد رئيس اللجنة الانتخابية الروسية فلاديمير تشوروف، أمس، بعد فرز كل بطاقات الاقتراع، ان مدفيديف حصل على 70.28 في المائة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن تشوروف قوله ان المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف حصل على 17.72 في المائة من الاصوات، والقومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي على 9.34 في المائة والمرشح الموالي للغرب اندري بوغدانوف الى 1.29 في المائة. وكشف ان نسبة المشاركة في عملية الاقتراع يوم الاحد الماضي بلغت نسبة 69.78 في المائة. وقد أجرى الرئيس الاميركي جورج بوش أمس اتصالا هاتفيا بمدفيديف، ليعرب له عن رغبته في اقامة «علاقة عمل وثيقة». وقال الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان «الرئيس بوش اتصل هذا الصباح برئيس روسيا الاتحادية المنتخب». وأضاف: «الرئيس بوش قال لمدفيديف انه يتطلع الى العمل معه وانه يأمل بان يتمكنا من اقامة علاقة عمل وثيقة تساعدهما في حل المسائل الدولية المهمة». وأوضح ان «الرئيس بوش قال انه قرأ باهتمام ملاحظات مدفيديف الاخيرة حول الحريات الشخصية واستقلالية وسائل الاعلام وحكم القانون ومكافحة الفساد. والرئيس تمنى للرئيس المنتخب وعائلته كل الخير».

من جهتها، أعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل نيتها بزيارة موسكو السبت المقبل للقاء الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين وخلفه المنتخب مدفيديف. من جهته، اتصل الرئيس الصيني هو جينتاو مساء أول أمس بالرئيس الروسي الجديد وهنأه على انتخابه ودعاه لزيارة الصين في اقرب وقت ممكن. وقال: «بفضل الجهود المشتركة للجانبين، شهدت الصين وروسيا تنمية عميقة وشاملة في شراكة التنسيق الاستراتيجية بينهما». واشار البيان الى ان الرئيس الصيني «دعا مدفيديف الى زيارة الصين في أقرب وقت».

من جانبه، صرح مدفيديف ان روسيا والصين «تواصلان تحقيق التقدم في التعاون الفعلي في مجالات مثل التجارة والاقتصاد بالاضافة الى التنسيق الكبير في الشؤون الدولية». ووصف العلاقات الروسية ـ الصينية بأنها «عامل رئيس في العلاقات الدولية الحالية».

وواجه الرئيس الروسي أمس اولى تحديات السياسة الخارجية مع تفاقم النزاع الدائر بين المجموعة الروسية العملاقة «غازبروم» وكييف، أمس، بعدما خفضت المجموعة الروسية شحناتها من الغاز الى اوكرانيا الى 25 في المائة، مما يهدد باضطراب امدادات الغاز الروسي الى اوروبا. وقالت «غازبروم» في بيان أمس: «في غياب التقدم في المفاوضات (...) اتخذ القرار بخفض شحنات الغاز الى المستهلكين في اوكرانيا بنسبة 25 في المائة اضافية من الحجم المعتاد».

وكان العملاق الروسي قد أعلن الاثنين خفض امداداته من الغاز الى اوكرانيا بنسبة 25 في المائة ومع الخفض الجديد سيعني ذلك ان حجم الامدادات الى اوكرانيا قد انخفض الى النصف.

وبعبارة اخرى فانه من غير المستبعد ان تتقلص صادرات الغاز الروسي الى اوروبا عبر اوكرانيا التي يمر في اراضيها 80% من هذه الصادرات، كما سبق وحصل فعلا في «حرب الغاز» الاولى بين روسيا واوكرانيا في يناير (كانون الثاني) 2006. ولكن، اكد وزير الخارجية الاوكراني فولوديمير اوغريزكو أمس في وارسو ان «اوكرانيا ستبذل كل ما في وسعها لاستمرار امدادات الغاز الى الاتحاد الاوروبي كالمعتاد».

وفي بروكسل، قال الناطق باسم المفوضية الاوروبية ميشال سيركون «لقد اجرينا اتصالات مع غازبروم» و«اكدوا لنا من جديد ان شحنات الغاز الى اوروبا لن تتأثر».

ودعا الرئيس الروسي المنتخب مدفيديف رئيس مجلس ادارة مجموعة «غازبروم» الثلاثاء واوكرانيا، الى تكثيف جهودهما لتسوية ازمة الغاز، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو.

ونقلت ثلاث وكالات انباء روسية عن احد المقربين من مدفيديف، قوله ان الرئيس الروسي المنتخب قال في اتصال هاتفي مع يوتشنكو ان روسيا «تأمل ان تكثف كييف جهودها لايجاد حل في اسرع وقت ممكن لمشكلة الديون المتراكمة على شحنات كميات الغاز».