ليبيا: خروج وزيري الداخلية والتخطيط وإلغاء وزارة الشباب والرياضة

شلقم يتوقع توقيع اتفاق مع أوروبا ويدافع عن «سياسة الحوار» مع أميركا

TT

بينما منح مؤتمر الشعب العام (البرلمان) بليبيا، حكومة رئيس الوزراء المحمودي البغدادي مهلة حتى نهاية العام الجاري للاستمرار في تسيير شؤون الدولة، خلافا لما كان متوقعاً، أجرى البرلمان تعديلا وزارياً محدوداً خرج بموجبه وزيرا التخطيط والداخلية من التشكيلة الحكومية، في ما قالت مصادر ليبية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إنه تقرر، في آخر لحظة، وقف تنفيذ توجيهات الزعيم معمر القذافي بإلغاء الحكومة، وقصرها على الوزارات السيادية، منعا لإرباك العمل داخل المؤسسات الحكومية في ليبيا. وجاء في قرار البرلمان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ما نصه: «تستمر اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) في أدائها لمهامها مرحلياً، وتتخذ الترتيبات والإجراءات اللازمة لتسريع العمل بشأن برنامج توزيع الثروة وإعادة الهيكلة الإدارية على ألا يتجاوز ذلك نهاية العام الجاري».

وأبقى البرلمان في ختام أعماله التي دامت يومين على حكومة البغدادي كما هي، لكنه أقال وزير الداخلية السابق، اللواء صالح المسماري، وحل محله اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي.

كما تم تعيين مبارك الشامخ نائبا للبغدادي، خلفا لسلفه عبد الحفيظ الزليطني، الذي تم تعيينه وزيرا للتخطيط.

وألغى البرلمان وزارة الشباب والرياضة، وعهد إلى الحكومة الليبية تقرير الجهة التي سيؤول إليها الإشراف على مهام الوزارة الملغاة. واحتفظ معظم وزراء الحكومة بمواقعهم على الرغم من أن العقيد القذافي دعا إلى إلغاء الحكومة بشكلها الحالي، والاكتفاء بالوزارات السيادية ووزارة ثالثة تتولى تسيير الشؤون المحلية.

وفى تفسيرها لعدم أخذ البرلمان بما أعلنه القذافي، قالت مصادر رسمية إنه تقرر في اللحظة الأخيرة الإبقاء على الحكومة لمنع أي إرباك في الاقتصاد الليبي، وتفادي حدوث هزة في العمل داخل المؤسسات الحكومية، مشيرة إلى أن العام المقبل سيشهد بدء التنفيذ لمخطط القذافي للتخلص من الجهاز الإداري المتضخم للدولة الليبية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية عبد الرحمن شقلم أمام البرلمان إن ليبيا تسعى لتوقيع اتفاق تعاون مع الاتحاد الاوروبي هذا العام وإقامة علاقات اقتصادية قوية مع واشنطن. وقال شلقم: «لقد تجاوزنا سياسة المواجهة الى سياسة الحوار مع اميركا رغم اننا نختلف ولا نتفق معها في سياستها في فلسطين واحتلالها للعراق ومواقفها ضد سورية». وتابع: «ان ليبيا لكي تحقق التطور بعد عشرين عاما من الحصار والعزلة اصبح من الضروري ان تكون لها علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة في المجالات الاقتصادية والثقافية وبناء البنية التحتية بما لها من تقنية متطورة ومتقدمة».

وأشار شلقم الى أن الزيارة التي أجراها الزعيم القذافي الى البرتغال وفرنسا واسبانيا العام الماضي أدت الى مسعى جديد الى تعميق العلاقات مع أوروبا. وأضاف أن ليبيا بدأت اتفاقية شراكة شاملة مع الاتحاد الاوروبي. وقال انه كانت هناك ثلاث جولات من المحادثات، وان الجانب الليبي سيستأنفها بغرض الوصول لاتفاق تفصيلي للتعاون قبل نهاية العام. وهذا مهم للغاية.