باراك يقترح على حماس وقف نار بلا اتفاق.. ويهدد بالضربة المقبلة

استبق زيارة رايس بسلسلة خطوات إيجابية بينها فتح المعابر

TT

استبق وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، أمس، الى اسرائيل، بسلسلة «خطوات ايجابية» تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة. فقد اقترح وقف النار وعلاقات جيرة حسنة وفتح المعابر الحدودية الثلاثة بين اسرائيل وقطاع غزة، وسمح بعبور 163 شاحنة محملة بالأدوية والأغذية.

وكان باراك يزور الحدود الشمالية مع لبنان ويتفقد مشروع ترميم الملاجيء، الذي شمل 1700 ملجأ تمتد على طول الحدود، فقال ان الوضع في الجنوب (مع قطاع غزة)، ما زال يقلقه «بسبب عقلية حماس الحربية». ولكنه أضاف انه مستعد لوقف النار مع حماس إذا توقفت عن اطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الاسرائيلية. وأكد: «إذا لم يطلقوا الصواريخ باتجاه بلداتنا، فمن الممكن أن نفتح الطريق أمام علاقات جيدة حسنة».

وفي هذا الاطار فتحت قوات الجيش الاسرائيلي، بأمر من باراك، جميع المعابر الرسمية بين اسرائيل وقطاع غزة وتم السماح بدخول 163 شاحنة تحمل المواد الغذائية والأدوية والعلف للمواشي والاسمنت، بعضها قدمت هدايا من الأردن وتركيا وبعضها من وكالة غوث اللاجئين، والبقية بضائع تم شراؤها من الشركات الاسرائيلية. كما سمح باراك لعشرات المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة بدخول اسرائيل عبر حاجز «ايريز» (بيت حانون)، لتلقي العلاج في المستشفيات الاسرائيلية.

بيد ان باراك رفض أن يتفاوض مع حماس على شروط وقف اطلاق النار. وقال ان المفاوضات تتم فقط مع القيادة الشرعية الفلسطينية. وحذر حماس في الوقت نفسه من عمليات حربية قادمة، قائلا: عملية «شتاء ساخن» لم تكن عملية فردية لمرة واحدة. بل نحن مستعدون للضربة المقبلة التي ستكون أشد ايلاما لهم، في حالة استئناف اطلاق الصواريخ.

وحرص باراك على التأكيد انه حصل على استشارة قضائية تجيز للجيش الاسرائيلي ان يطلق القذائف على مصدر اطلاق الصواريخ الفلسطينية حتى لو كان المصدر في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين. وقال: نحن نحذر «حماس» وأمثالها ونحملها كامل المسؤولية عن اطلاق الصواريخ من التجمعات السكنية، لأننا سنرد عليها فورا.

وكانت لجنة وزارية قضائية صادقت على هذه الاستشارة. وقال نائب رئيس الوزراء، حايم رامون، ان الجيش سيبلغ الفلسطينيين المدنيين انه سيرد على مصدر النيران. وسيطلب منهم أن يرفضوا استقبال رجال حماس الذين يأتون الى أحيائهم لاطلاق تلك الصواريخ. فإذا رفض رجال حماس ذلك، سيكون على هؤلاء المدنيين أن يهربوا قبل اطلاق الصواريخ. فإن لم يهربوا، سيتحملون مسؤولية ما قد يجري لهم.

من جهة ثانية، عقدت قيادة اللواء الجنوبي في الجيش الاسرائيلي جلسة لتلخيص حملتها «شتاء ساخن»، أمس، والاستعداد للضربة المقبلة. وقال مصدر عسكري كبير للمراسلين العسكريين في الصحف الاسرائيلية، بعد هذا اللقاء، ان الجيش راض تمام الرضى عن نتائج هذه الحملة. فقد اتضح ان لواء «جبعاتي» استفاد من أخطاء حرب لبنان وتجاوزها بالكامل. فمع ان رجال حماس اثبتوا قدراتهم كمحاربين مدربين جيدا، إلا ان مقاتلي الجيش الاسرائيلي حاربوهم بفن قتالي عال وهزموهم. وادعى ان العمليات الحربية كشفت عن الكثير من الأمور التي من السابق لأوانه الحديث عنها. ووافق على اعطاء مثل واحد حول هذه الأمور، فقال: لقد اتضح ان حماس ليست ذلك التنظيم المتماسك والموحد. وقادته يتعاملون في تناقضات عديدة. اسماعيل هنية يشد في اتجاه ومحمود الزهار يشد في اتجاه آخر وأحمد الجعبري يشد في اتجاه ثالث وخالد مشعل يتظاهر بأنه يسيطر على الوضع من موقعه في دمشق، بينما هو بعيد جدا ولا يسيطر على شيء. وسخر هذا المسؤول من «مهرجانات النصر» التي تقيمها حركة حماس وخطاب محمود الزهار، الذي حاول فيه تقليد خطاب حسن نصر الله في مهرجان النصر في بيروت، وقال: ان نتيجة العمليات التي قمنا بها تتحدث عن نفسها. فقد خرجنا باثنتي عشرة اصابة، بينها قتيلان، فيما قتل لدى حماس 116 شخصا، معظمهم مسلحون. فإذا كان هذا انتصار لهم، فليفرحوا. وهدد هو الآخر بضربات موجعة أكثر في المستقبل، إذا استمر اطلاق الصواريخ. تجدر الاشارة الى ان منظمة «بتسيلم» الاسرائيلية لحقوق الانسان نشرت احصاء قالت فيه ان نصف القتلى الفلسطينيين في عملية «شتاء ساخن» (54 شخصا) هم من المدنيين، وان 25 منهم قاصرون ما دون السابعة عشرة من العمر.