وزير فلسطيني يطالب أوروبا بالضغط على إسرائيل لاحترام حقوق الإنسان

دعا العالم الى عدم التعامل معها على أنها «دولة فوق القانون»

TT

طالب أشرف العجرمي، وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين، الاتحاد الأوروبي باستخدام الضغوط الاقتصادية على إسرائيل لحملها على احترام حقوق الإنسان في معاملتها للفلسطينيين، وخصوصا الأسرى منهم الذين يزيد عددهم على العشرة آلاف. وحث العجرمي البلدان الأوروبية على الربط بين وضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وبين تطبيق الاتفاقيات الاقتصادية المعقودة بين الاتحاد من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مبديا «دهشته» للتمييز في التعامل بين وضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والوضع نفسه في أماكن أخرى من العالم. ودعا الوزير الفلسطيني الى أن يتوقف العالم عن التعامل مع إسرائيل على أنها «دولة فوق القانون».

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده العجرمي في باريس بدعوة من نادي الصحافة العربية، عرض أوضاع السجناء الفلسطينيين المحتجزة غالبيتهم بموجب قانون يعود لمرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين. وكان العجرمي، الذي رافقته فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي، قد التقى في العاصمة الفرنسية وزيرة الدولة لحقوق الإنسان ياما راد ومسؤولين في الخارجية والبرلمان. وسبقت ذلك زيارتهما الى بروكسل حيث اجتمعا مع العديد من المسؤولين الأوروبيين الذين المهتمين بملف العلاقات مع إسرائيل ومع الفلسطينيين.

ويقول العجرمي إن إسرائيل اعتقلت منذ احتلالها للضفة الغربية وغزة في العام 1967 ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني أي ما يساوي ثلث المواطنين الفلسطينيين. ويعد سعيد العتبة، القابع في السجون الإسرائيلية منذ 31 عاما «عميد» السجناء الفلسطينيين. والوزير الفلسطيني الذي يشغل منصبه منذ عام أمضى شخصيا عشرة أعوام في السجون الإسرائيلية. ويؤكد الوزير الفلسطيني أن إسرائيل التي تخالف القوانين الدولية عبر إبقاء السجناء الفلسطينيين في سجون بإسرائيل نفسها وليس في المناطق الفلسطينية، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقر وتمارس التعذيب قانونا من غير أن يحرك العالم ساكنا. فضلا عن ذلك، تحتجز إسرائيل 355 طفلا فلسطينيا و98 امرأة. وحتى الآن، قضى 195 فلسطينيا في السجون منهم 7 العام الماضي، بينهم ستة بسبب الإهمال والأخير قتل بطلق ناري. والأمر الأخطر في تعاطي إسرائيل مع ملف السجناء أنها تعتقل غالبيتهم بموجب الحجز الإداري أي من دون محاكمة ولا لائحة اتهامية أو خلافها ويجدد الحجز بموجب مذكرات إدارية غير معللة. وفي باريس، طالب الوزير الفلسطيني السلطات الفرنسية بـ«الضغط» على إسرائيل في موضوع السجناء، وقد «سمع وعودا» من راما ياد التي التزمت بإثارة الموضوع مع المسؤولين الفلسطينيين في شهر مايو (ايار) القام. ومن المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة دولة الى إسرائيل في هذا التاريخ. وأثار العجرمي موضوع السجين الفلسطيني صلاح الحموري الذي يحمل الجنسيتين الفلسطينية والفرنسية، مثلما تهتم بالجندي جلعاد شاليت، المحتجز لدى حماس. وتذكر فرنسا في كل مناسبة بضرورة إطلاق شاليت بحيث أصبح ذلك ثابتة في سياستها.

وينتظر أن يقوم وفد برلماني أوروبي بزيارة الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للإطلاع على أوضاع السجناء الفلسطينيين. وطالب الوزير الفلسطيني بموقف أوروبي «موحد» يكون «امتدادا» للموقف الفرنسي الذي يعتبره الجانب الفلسطيني مقبولا.