لجنة الصليب الأحمر الدولية: ما زلنا نفاوض بغداد لنزور سجونها

مسؤولة في المنظمة الدولية لـ«الشرق الأوسط»: النازحون يعانون مع مرور الوقت

TT

أكدت لجنة الصليب الاحمر الدولية انها مازالت تفاوض الحكومة العراقية من اجل السماح لها بزيارة السجون العراقية، مضيفة ان المنظمة الدولية تقوم بزيارات متكررة للسجون الاميركية في العراق.

وقالت مديرة عمليات اللجنة الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بيتريس ميغيفان ـ روغو، ان الجهود المتواصلة لـ«بناء الثقة» بين اللجنة الدولية والحكومة العراقية من اجل ابرام اتفاق لزيارة السجون العراقية. واضافت ان زيارة السجناء في العراق «ضرورية جداً خاصة بسبب الحجم الكبير لعدد المعتقلين»، ولكنها لفتت الى انه «حتى في حال توصلنا الى اتفاق، هناك عراقيل أمنية لقيامنا بعملنا». والتقت «الشرق الاوسط» بميغيفان ـ روغو أثناء زيارتها لندن، حيث التقت بمسؤولين بريطانيين للحديث عن عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الشرق الاوسط وخاصة العراق. وشرحت المسؤولة في اللجنة الدولية ان «العراق هو أكبر عملية بالنسبة لنا من الجانب المالي، كما يستدعي تغييرا مستمرا لشكل وجودنا هناك»، مضيفة ان الميزانية الكبيرة المخصصة للعراق (حوالى 100 مليون دولار) يفترض ان يكون عدد الموظفين اكبر ولكن الاوضاع الامنية تحول دون ذلك. يذكر ان هناك 587 موظفاً مخصصا للعمليات في العراق، من بينهم 72 مندوباً من الخارج موجودون في العراق وعمان. وعن احتمال توسيع نشاط اللجنة الدولية مع التحسن النسبي للاوضاع الامنية في العراق، قالت: «المشكلة الكبيرة في العراق أنه لا احد يعرف ماذا سيحدث هناك». وامتنعت ميغيفان ـ روغو عن التعليق حول اوضاع السجناء في السجون الاميركية في العراق، وعددهم حوالي 25 الفاً، قائلة: «اتفاقنا لزيارة السجون يقتضي السرية مثل كل اتفاقاتنا لتفقد السجون، وهذا أمر مهم جداً لأنه يتيح لنا مواصلة عملنا بدلا من القيام بزيارة واحدة والتصريح عنها مما قد يوقف زيارات اخرى». وأضافت «ان المنظمة الدولية تتخذ مواقف علنية فقط في حال يرى مسؤولوها الاوضاع سيئة الى درجة تلزمهم بالحديث عنها علناً او اذا رأينا توصياتنا السرية غير كافية». وتابعت: «نقوم بزيارات للسجون التابعة للقوات المتعددة الجنسية بشكل منتظم ونحن راضون عن مستوى الحوار، ولكن لا يمكنني قول اكثر من ذلك». وعن إيصال الرسائل من عائلات المعتقلين من النظام العراقي السابق، قالت ميغيفان ـ روغو: «اننا نواصل عملنا في المساعدة بتبادل الاخبار بين العائلات وهذه مسألة ليست خاصة بأعضاء النظام السابق»، مضيفة انه حتى الآن لم تنظم اللجنة الدولية للصليب الاحمر اية زيارات لهم.

ويشكل العراق في عام 2008 مسرحا لأكبر العمليات الإنسانية في العالم للجنة الصليب الاحمر الدولية مع تكثيف مساعدات الطوارئ المقدمة إلى السكان المدنيين المتضررين من النزاع. ومن بين عمليات اللجنة الدولية توفير الإغاثة العاجلة، ودعم المستشفيات التي تعالج حالات الطوارئ على نطاق واسع، والجهود المبذولة لتحسين الرعاية الصحية المتاحة للسكان، وصيانة البنى التحتية من أجل التزويد بالمياه الضرورية للحياة، وصيانة منشآت الصرف الصحي. ولفتت ميغيفان ـ روغو الى ان اللجنة الدولية تركز جهودها في العراق على المساعدات الطبية، قائلة: «القطاع الطبي ضعيف جداً في العراق، بسبب العقوبات التي فرضت على العراق قبل عام 2003 والعنف وما بعده». وأضافت: «كلما مر الوقت، يصبح النظام الطبي اضعف خاصة مع الاعداد الكبيرة من الجرحى». ولكنها لفتت الى ان التحسن النسبي في الوضع الامني يعني انه من الممكن «مواصلة دعم الآلية لمعالجة جرحى الحرب، ولكن في الوقت نفسه دعم المراكز الصحية لسد الحاجيات اليومية للشعب». وأضافت ان أعداد النازحين الكبيرة في العراق، وتقدر بحوالي 2.2 مليون نازح، «تضغط على القطاع الطبي خصوصاً مع هجرة الاطباء العالية وعدم تزويد المراكز الصحية بالمعدات المطلوبة». وامتنعت ميغيفان ـ روغو عن تقدير عدد النازحين في العراق، قائلة: «هذا الموضوع معقد جداً ويثير الجدال، ولكن بلا شك السنوات الاربع الماضية شهدت اعداداً كبيرة من النازحين داخل البلاد وخارجه». وأضافت أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر قدمت مساعدات لـ750 ألف عراقي العام الماضي. وأقرت ميغيفان ـ روغو بأن التحسن النسبي للوضع الامني «يعني تغيير الوضع نسبيا، إذ ان هناك انخفاضا في تدفق النازحين ولكن مازال النازحون القدامى موجودين وبحاجة الى مساعدة»، موضحة: «مع مرور الوقت يصبح هؤلاء اكثر ضعفاً والأوضاع تسوء مع النسب العالية من البطالة وعدم الاستثمار».