ماكين يتوج ترشيحه للرئاسة بإعلان بوش تأييده له

يركز برنامجه الانتخابي على الأمن القومي ويبحث عن نائب

TT

بعد اعلان منافسه الوحيد المتبقي من الحزب الجمهوري مايك هاكبي تخليه عن طموحه للوصول الى البيت الابيض، اصبح جون ماكين المرشح الفعلي للحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية. وبعد اعلان الرئيس الحالي جورج بوش دعمه لماكين، بدأ السناتور المخضرم يدرس خطواته المقبلة في الحملة الانتخابية للوصول الى البيت الابيض.

ويعد استقبال بوش لماكين امس في البيت الابيض واعلان بوش مساندته رسمياً له، اول خطوة في انطلاق حملته الرئاسية. وكان جورج بوش الاب قد اعلن قبل ذلك دعمه لماكين، وهو ما يعني ان آل بوش سيقدمون له دعماً مالياً مهماً، خاصة انه يعاني من مشاكل في تمويل حملته الانتخابية. وسيعمل ماكين الآن على استقطاب المسيحيين المحافظين داخل حزبه، وهو ما جعل الانظار تركز على الدعم الذي اعلنه هاكبي لماكين ليل أول من أمس بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في ولايات اوهايو وتكساس ورود ايلاند وفيرمونت. وقال هاكبي لانصاره «يجب ان نعمل على ان يبقى حزبنا موحداً خلف ماكين».

ويأتي هاكبي في طليعة الاسماء المرشحة من أجل منصب نائب الرئيس، وتقول مصادر الحزب الجمهوري إن اصرار هاكبي على مواصلة السباق الخاسر كانت من أجل هذا الغرض، حيث عمل من أجل ذلك في الفترة الاولى من الحملة الانتخابية عندما فاز ماكين في انتخابات نيوهامشير. وإذا تقرر ان يخوض هاكبي السباق الرئاسي مع ماكين فإن ذلك سيؤدي الى تهدئة مخاوف المحافظين المسيحيين، خاصة ان هاكبي سبق له ان كان قسيساً في الكنيسة.

وقالت مصادر في حملة ماكين إن الوقت مايزال مبكراً للحديث عمن سيترشح معه في البطاقة الانتخابية لمنصب نائب الرئيس، مرجحة ان يحسم الأمر في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سينعقد في سبتمبر (ايلول) المقبل في ولاية مينسوتا.

اما الشخص الثاني المرشح ليكون نائباً للرئيس فهو سوني بيرديو حاكم ولاية جورجيا.

ويراعى عادة في الترشيحات الجوانب الجغرافية في انتماء الرئيس ونائب الرئيس، إذ ان ماكين يمثل ولاية اريزونا التي تقع في الجنوب الغربي، في حين تقع ولاية جورجيا في الجنوب الشرقي، كما ان العادة ان يكون الرئيس حاكماً لولاية، لكن الملاحظ ان المرشحين الجمهوري او الديمقراطي (سواء كان باراك اوباما او هيلاري كلينتون) هما عضوان في مجلس الشيوخ، لذلك سيبدو طبيعياً ان يكون نائب الرئيس حاكم ولاية وهذا ما يعزز حظوظ بيرديو.

ومن المرشحين الاخرين لنائب الرئيس في بطاقة الجمهوريين هو جون ثين، الذي اعلن منذ الوهلة الاولى لانطلاق الحملة الانتخابية مساندته ماكين، وهو كذلك يحظى بشعبية واسعة وسط المحافظين، كما ان صغر سنه، إذ يبلغ حالياً من العمر47 سنة، يمكن ان يجذب الناخبين الشباب خاصة مع تقدم سن ماكين الذي يبلغ من العمر الآن 71 سنة.

وقد يختار مكين مارك سانفورد، وهو حاكم ولاية جنوب كارولينا، وهذه ميزة لصالحه اضافة الى ان له شعبية كذلك وسط المحافظين. والمرشح الخامس هو تيم باولنتي وقد انتخب فترتين حاكماً على ولاية مينسوتا، ونظراً لحاجة الجمهوريين لاصوات الولايات الشمالية الشرقية خاصة ميشغان ومينسوتا وويسكنسن واوهايو التي تشكل قاعدة ديمقراطية تتسع باستمرار، فإن اختيار باولنتي لمنصب نائب الرئيس ربما يحقق الغرض، واذا كان المرشح للرئاسة وهو جون ماكين من ولاية جنوبية فإن اختيار باولنتي نائباً له يحقق ايضاً التوازن الجغرافي.

والمرشح السادس والاخير هو روب بورتمان، وظل بورتمان، وهو عضو كونغرس سابق دائماً بمثابة «حصانا أسود» داخل الحزب الجمهوري، وهو من ولاية اوهايو الشمالية ويحقق اختياره ايضاً التوازن الجغرافي، كما ان عمله وخبراته الواسعة في مجال الميزانية والتجارة، تعززان موقفه مع مرشح رئاسي هو ماكين ليس لديه المام كاف بالامور الاقتصادية.

ويشار الى ان ماكين تجنب على الاطلاق الحديث عن موضوع من سيترشح معه في البطاقة نفسها لمنصب نائب الرئيس، بيد انه اعلن خطوط برنامجه العريضة الليلة قبل الماضية عندما تأكد انه حصل على عدد المندوبين المطلوبين لترشيحه من طرف الحزب الجمهوري، بل انه قفز فوق الرقم المطلوب وهو 1191 حيث حصل على 1232 مندوباً. وحول برنامجه للرئاسة، قال ماكين: «أيها الاصدقاء عليكم مساندتي لنقاتل جميعاً من أجل اميركا وقوتها ومثلها ومستقبلها، لان المنافسة بدأت هذه الليلة». واضاف: «علينا ان نعرض برنامجا انتخابيا مقنعا وسليما على الشعب الاميركي للانتصار على المرشح الديمقراطي». وتطرق للحرب في العراق وافغانستان ضد طالبان، موضحاً يمكن الانسحاب من هناك انسحاباً سلساً من هناك لكن بشرط الانتصار وعودة القوات عودة مشرفة. وفي محاولة لتجنب التداعيات السلبية لقرار الرئيس بوش بغزو العراق على حملته الانتخابية قال ماكين: «هذه الانتخابات حول المستقبل وليس الماضي».

وتقول مصادر في حملته الانتخابية إنه سيركز على موضوعين، وهما ضمان الأمن القومي للولايات المتحدة، والموضوع الثاني هو انعاش الوضع الاقتصادي. وستنطلق حملة ماكين من أجل الرئاسة من ولاية كالفورنيا، وسيستفيد من عدم حسم التنافس داخل الحزب الديمقراطي بين باراك اوباما وهيلاري كيلنتون، والسعي لتأجيج الخلافات بينهما، وهو أمر اصبح يشغل بال الديمقراطيين الذين يخشون ان يتعرض مرشحاهما للانهاك قبل ان يتفرغ احدهما لمواجهة ماكين.