غارات تركية على كردستان العراق عشية زيارة طالباني إلى أنقرة

برهم صالح: تركيا جارة مهمة نسعى لتطوير العلاقات معها * الجيش التركي يرفض انتقادات المعارضة لعملياته الأخيرة

تركيات يحملن لافتات تدعو الى السلام خلال مظاهرة في اسطنبول امس، احتجاجا على عبور القوات التركية الحدود العراقية لملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني (رويترز)
TT

قال مسؤولون على الحدود العراقية، ان طائرات حربية تركية قصفت قرى نائية في شمال البلاد أمس، بعد مرور اسبوع على انتهاء هجوم بري كبير استمر ثمانية ايام نفذته القوات التركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وعشية الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس العراقي جلال طالباني الى أنقرة غدا.

وقال مسؤول عراقي من حرس الحدود، ان الطائرات التركية قصفت قرية في منطقة العمادية قريبة من الحدود التركية. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين محليين ان الطائرات التركية قصفت في الوقت نفسه تقريبا قريتين في محافظة اربيل. ولم ترد كذلك انباء عن سقوط ضحايا او وقوع اضرار. وسحب الجيش التركي قواته يوم 29 فبراير (شباط) الماضي قائلا: ان الهجوم البري في المنطقة الجبلية الكردية المتمتعة بحكم ذاتي الى حد كبير، قد حقق اهدافه، بما فيها قتل نحو 240 من المسلحين.

وتأتي الغارات فيما يستعد الرئيس العراقي جلال طالباني لزيارة تركيا غدا. وفي هذا السياق اكد الدكتور برهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية ان طالباني سيقوم بزيارة انقرة غدا «تلبية لدعوة الرئيس التركي عبد الله غل». واضاف صالح قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، «ان الرئيس طالباني سوف يبحث عددا من الامور العالقة بين بغداد وانقرة، من بينها قضية التدخل العسكري التركي في اراضي شمال العراق، اضافة الى قضايا اقتصادية وسياسية تهم البلدين»، مشيرا الى ان «تركيا جارة مهمة للعراق ونحن نسعى لتطوير علاقاتنا معها، كما نسعى لتطوير علاقاتنا مع كل دول الجوار».

ولدى استقباله امس وفداً رفيعاً من مفوضية الاتحاد الاوروبي برئاسة ماكوس كورنارو وعضوية باتريشا لومبارت باولو مارتينز، شدد صالح على استعداد الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية لحل هذه المشكلة وضبط الحدود، وبما يضمن احترام سيادة العراق وحرمة اراضيه.

من جهة اخرى، رفض الجيش التركي مساء اول من امس انتقادات المعارضة البرلمانية حول الطريقة التي شن بها هجومه على مسلحي حزب العمال الكردستاني، لاسيما بعدما بدا وكأنه أنهى هذه العملية بضغط اميركي. وفي بيان نشر على موقعها على الانترنت، رفضت هيئة اركان الجيش الانتقادات التي وجهها حزب العمل القومي وحزب الشعب الجمهوري بخصوص مسار العمليات، واعتبرتها «ظالمة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان انه «للمرة الاولى في حربنا التي قمنا بها على مدى 24 عاما ضد الارهاب، تكون القوات المسلحة التركية هدف هذه الهجمات غير المعقولة». واضاف البيان ان «هذه الهجمات تسيء الى تصميم قواتنا المسلحة على مكافحة الارهاب اكثر مما يقوم به الخونة».

وكان رئيس حزب العمل القومي دولت بهجلي قد انتقد يوم الثلاثاء الجيش، لاسيما الطريقة التي اعلن فيها عن سحب قواته، وهو امر نادر يصدر عن هذا الحزب المعروف تقليديا بدعمه الجيش التركي. وقال بهجلي ايضا انه في اطار الحصيلة التي قدمها للعملية، عزز الجيش صورة «ارهابيي» حزب العمال الكردستاني عبر الحديث عنهم وكأنهم «قوة تقليدية». وكانت بيانات الجيش التركي قد استخدمت تعابير «مراكز قيادة» و«منشآت لوجستية» والمضادات الجوية.

من جهته تساءل زعيم حزب الشعب الجمهوري دنيز بايكال، «لماذا انسحب الجيش من شمال العراق بدون توجيه ضربة قاضية؟»، لحزب العمال الكردستاني الذي اطلق عام 1984 نزاعا مسلحا ضد الدولة التركية. وكان الجيش قد اعطى تبريرات الاثنين لقراره الانسحاب من كردستان العراق، الذي شكل مفاجأة وجاء بعد دعوات في هذا الصدد وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس. واعلن رئيس هيئة اركان الجيش التركي الجنرال يشار بويوكانيت ان الاهداف التي حددت للعملية قد تحققت، رافضا الادعاءات بانه تم قطع التوغل فجأة بضغط من واشنطن.