إسرائيل تغتال قياديا في سرايا القدس واستمرار إطلاق الصواريخ على سديروت وعسقلان

حالة ترقب بين أهالي غزة بعد تكليف الجيش الإسرائيلي وقف الصواريخ

TT

في ظل توفر كل المؤشرات على أنها بصدد تنفيذ عمل عسكري غير مسبوق في قطاع غزة، واصلت إسرائيل عمليات التوغل والتصفية في أرجاء القطاع. ففي مساء أول من أمس الثلاثاء أقدمت وحدة إسرائيلية خاصة على اغتيال قيادي بارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، في قرية القرارة بجنوب شرق قطاع غزة، وقتل ابنة أخته الرضيعة التي يبلغ عمرها 20 يوماً، وإصابة ثمانية من أفراد عائلته. وذكر شهود عيان أن عناصر الوحدة الخاصة الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، وتقلهم عربات جيب من نوع «هامر» انطلقت من موقع كيسوفيم العسكري، وتوجهوا الى منزل يوسف السميري القيادي في «السرايا»، وقاموا بتطويقه، وبعد ذلك قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على المنزل. وحسب شهود العيان فقد قتلت في المرحلة الأولى ابنة شقيقة السميري الرضيعة أميرة ابو عكر، 20 يوماً، التي كانت برفقة امها التي قدمت قبل نصف ساعة من العملية من مدينة غزة لزيارة ذويها، في حين أصيبت أم الرضيعة، وسبعة من أفراد العائلة. وأضاف الشهود أن يوسف حاول الفرار أثناء حصار المنزل ونجح في دخول بستان برتقال في محيط المنزل، لكن الجنود الإسرائيليين لحقوا به وألقوا القبض عليه، وقاموا بإعدامه أمام ناظري نجله الذي فر معه. وأثناء محاصرة المنزل حاول عدد من المسلحين الفلسطينيين رفع الحصار عن المنزل، حيث تصدت لهم طائرة استطلاع بدون طيار، وقامت بإطلاق عدد من الصواريخ باتجاههم، الأمر الذي أدى الى إصابة عدد منهم. وفي بيان صادر عنه، قال محمد الحرازين القيادي في الجهاد الاسلامي، إن مقتل الرضيعة «جريمة جديدة.. والعدو لن يفلت من العقاب»، داعياً العالم «للانفكاك من قيود أميركا وتجريم الكيان الصهيوني الإرهابي». وطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان، ومقره غزة في بيان له بفتح تحقيق جدي في ملابسات مقتل السميري والرضيعة اميرة، داعياً الى العمل على نشر نتائج هذا التحقيق وملاحقة من يشتبه في ارتكابهم جريمة حرب. وحذر المجتمع الدولي من إقدام قوات الاحتلال على تصعيد جرائم الحرب التي ترتكبها بحق السكان في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، في ظل استمرار التصريحات الإسرائيلية التي تدعو إلى ارتكاب محرقة وإلى إزالة مناطق سكنية بالكامل.

من ناحية ثانية تواصل إطلاق القذائف الصاروخية على كل من مدينة سديروت الواقعة شمال شرق غزة، وعسقلان الواقعة شمال القطاع. وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن أربع قذائف أطلقت على المنطقة منذ فجر أمس من دون أن تسفر عن إصابات.

وتسود حالة من الترقب والقلق الشارع الفلسطيني في غزة في أعقاب القرار الذي أصدره المجلس الوزاري الاسرائيلي لشؤون الأمن بتكليف الجيش بوقف إطلاق الصواريخ بشكل كامل ومطلق. وكان هذا القرار هو حديث الساعة بين الفلسطينيين في شوارع غزة، حيث كان يتساءل الناس عما يخبئه الإسرائيليون تجاه القطاع.من ناحيته قال سامي أبو زهري، الناطق الرسمي باسم حماس، إن قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي يدل على أن حكومة تل أبيب عاقدة العزم على مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» شدد أبو زهري على أن هذه التهديدات لا تخيف حركته ولا حركات المقاومة الفلسطينية، مشيراً الى أن إسرائيل فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لعمليتها الأخيرة. وحول التهدئة التي دعا لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال أبو زهري إنه لا يجوز طرح مثل هذه الأفكار في الوقت الذي يشن فيه الاحتلال عدوانه على الشعب الفلسطيني.

من ناحية ثانية اعتبر أبو زهري أن الإدارة الأميركية «شريكة لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني»، متهماً وزيرة الخارجية الأميركية بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قمع الشعب الفلسطيني.