الأكثرية في لبنان تتمنى استمرار المبادرة العربية وعدم خضوعها للابتزاز

حزب الله يحمِّل «جماعة السلطة» مسؤولية استخدام لبنان ساحة

السنيورة يلتقي المبعوث السويسري الخاص (دالاتي ونهرا)
TT

انشغلت امس القيادات اللبنانية بمتابعة تطورات اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الذي سعت المعارضة والموالاة الى مواكبته عن كثب بالوفود النيابية والوزارية التي توجهت الى العاصمة المصرية. فيما لم يتوقف السجال الداخلي وتبادل الاتهامات بتعطيل المبادرة العربية.

ورأى نائب الامين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، ان الامور «خرجت من يد جماعة السلطة. واصبحوا جزءاً من الادارة الاميركية المباشرة للأزمة»، معتبراً ان «الامور اصبحت معقدة جداً، لأن الحسابات الدولية لا تنسجم مع لبنان السيد الحر المستقل القادر». وقال: «ها هي المدمرة الأميركية كول تأتي إلى جوار الشواطئ اللبنانية كتعبير عن إدارة الملف اللبناني بشكل مباشر والعمل على حماية خيارات واشنطن. وبصرف النظر عن قدرتها على الترهيب او عجزها عنه، فحضورها في هذا التوقيت وفي هذه الظروف اعتداء على لبنان لا نتوقع له أيَّ نجاحٍ مع وجود هذا الشعب اللبناني الرافض للتدخلات الأجنبية».

وعلق على كلام رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية»، سمير جعجع، فرأى فيه «اعترافاً واضحاً بأن السلطة تنفذ الأجندة الأميركية، ولم تعد قادرة على اتخاذ أي قرار. وما إفشالهم المبادرة العربية إلا صدى للأوامر الأميركية. وهم غير قادرين على أي تسوية داخلية ما دامت أميركا توجههم. وهي ليست منزعجة من بقاء حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة بل تريدها أن تبقى. ولا تريد رئيساً توافقياً يتشارك في اختياره اللبنانيون من ضمن الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية المتناسبة مع التمثيل النيابي». وحمَّل «جماعة السلطة» مسؤولية استخدام لبنان كساحة اقليمية ودولية.

من جهتها، حمَّلت كتلة نواب «حزب الله» «فريق السلطة» مسؤولية «تعطيل الوصول الى حل في هذا الوقت الحساس وفي هذه الظروف التي تحيط بلبنان والمنطقة». واكدت ضرورة «حضور لبنان في القمة العربية، المقرر انعقادها في دمشق على ألا يُختزل الموقف اللبناني بوجهة نظر فريق واحد من اللبنانيين».

واعتبر النائب عبد المجيد صالح (كتلة الرئيس نبيه بري) ان على «الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ان يقنع فريق الموالاة بأفكاره الجديدة اولاً، لأن هذا الفريق لن يقتنع بأي افكار تساعد لبنان على الخروج من ازمته». وقال: «ان استمرار فريق السلطة في السير وفق الخطة الاميركية المرسومة هو لعب بكرة النار التي لن يكون في منأى عن تداعياتها»، معتبراً «ان هذا الفريق يلعب ضمن حدود الرفض الأميركي للمبادرة العربية وصك التطويب بالتحكم بعيداً عن شركاء الوطن وما بينهما المدمرة كول الذي تفاخر البعض بقدومها وقدم البعض الآخر لها آيات الشكر».

وعلى صعيد ذي صلة، نفى النائب الياس عطا الله (قوى 14 آذار) إمكان عقد أي اجتماع رباعي في القاهرة بين ممثلين عن قوى الاكثرية وقوى المعارضة، مؤكدا ان بنود المبادرة العربية «واضحة ومحددة». وقال امس: «نحن موجودون في مصر في إطار وفد من قوى الرابع عشر من آذار والاكثرية، يحمل وجهة النظر التي تؤكد ضرورة او بالأحرى تمنيها ايضا استمرار المبادرة العربية، وألا تخضع للابتزاز ولا تخضع للإفشال من قبل الذين ارتضوا لأنفسهم ان ينفذوا تعليمات النظامين السوري والإيراني».

ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية»، النائب انطوان زهرا، الى «أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تحدث بعد لقاءاته مع المسؤولين السوريين في دمشق عن الإصرار في الاستمرار بالمبادرة العربية ومحاولة الوصول الى نتيجة من خلالها»، مشيراً الى أن موسى «نفى ما حكي في لبنان عن مواضيع مثل قمة ثمانية أو الدعوة الى اجتماع رباعي بين الأكثرية والأقلية في القاهرة. ان ذلك لم يطرح ولا أساس له من الصحة». وقال: «إن موسى يعرف تماما أجواء العراقيل وسببها، وأن الوضع الإقليمي يلقي بثقله على الوضع اللبناني وهو يؤكد أن العرب لن يتخلوا عن مهماتهم في معالجة هذه الأزمة في لبنان».

واعتبر النائب بطرس حرب «ان المبادرة العربية في مأزق». وقال: «إن المعارضة تريد تعديل الطائف والانقلاب على الدستور». ورأى انه «لا يجوز ان يغيب لبنان عن القمة العربية»، مشدداً على «وجوب ان يكون ممثلاً بحكومته». ولاحظ ان «المعارضة متمسكة بأن تعدل الدستور بصورة ضمنية من خلال اتفاق سياسي يتناقض مع ما نص عليه الدستور واتفاق الطائف بمنع حق الفيتو لفئة من اللبنانيين في وجه الآخرين وتعطيل المبادرة التي تحدد كيفية اتخاذ القرارات في لبنان في اطار نظام توافقي والهدف منها إبدال النظام التوافقي الديمقراطي في لبنان بنظام الاجماع»، مشيرا الى انه «كلما تراجعت الاكثرية عن موقف ما وقدمت المعارضة مطلبا ما تظهر مطالب جديدة».

ووضع المكتب السياسي للجماعة الاسلامية (المنضوية تحت لواء قوى 14 اذار) «القوى السياسية جميعها امام مسؤولياتها». ودعاها، في بيان اصدره امس، للالتفات الى «الداخل بعيداً عن ايِّ تأثيرات خارجية تشكل عوائق في طريق الخروج من الازمة الدستورية المستعصية».