حكومة السنيورة تنتقد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن تنفيذ القرار 1701

في رسالة وجهها السفير اللبناني لدى المنظمة الدولية

TT

انتقدت حكومة فؤاد السنيورة تقرير أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الأخير عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حرب إسرائيل على لبنان في صيف عام 2006. وأكدت الحكومة اللبنانية في رسالة وجهها سفير لبنان لدى الامم المتحدة، نواف سلام، إلى الأمين العام وإلى مجلس الأمن، أن إسرائيل هي الجهة التي تواصل انتهاكاتها وخروقاتها للقرار 1701. وكان بان كي مون قد قدم تقريره الدوري عن تنفيذ القرار إلى المجلس نهاية الأسبوع الماضي، وأعرب فيه عن قلقه العميق من تصريحات زعيم حزب الله حسن نصر الله التي توحي بإمكانية فتح حرب جديدة مع إسرائيل. واعتبر السفير اللبناني في رسالته إسرائيل الجهة التي تسعى إلى شن حرب جديدة على لبنان، مشيرا الى أن «تقرير لجنة فينوغراد أقر بأن إسرائيل تستعد لشن حرب جديدة». وطالب المجتمع الدولي بأخذ هذه التهديدات على محمل الجد. وقال «نطلب تحميل إسرائيل المسؤولية وتذكيرها بالتزامها الدقيق باحترام وحدة أراضي لبنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 1701». ولفت نواف سلام نظر الأمين العام إلى انتهكات إسرائيل للقرار 1701 خلال فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة، قائلا إن قوى الامن اللبناني «سجلت تمادي القوات الإسرائيلية في ارتكاب 247 انتهاكا جويا و27 انتهاكا بحريا و118 انتهاكا بريا. ومضى السفير اللبناني يقول «لقد اصبحت هذه الانتهاكات خروقات منتظمة للخط الأزرق وللقرار 1701 لا سيما برا. وعمدت إسرائيل مرارا وتكرارا إلى التسلل إلى الأراضي اللبنانية منتهكة الخط الأزرق لاختطاف مواطنين لبنانيين سواء في منطقة شبعا أو في محيط قرية الغجر». وبالرغم من ان رسالة السفير اللبناني تجاهلت ذكر اسم حزب الله المتهم بإعادة بناء ترسانته العسكرية وفق ما ورد في تقرير الأمين العام غير أن السفير سلام ذكر أن مصدر هذه المعلومات هي إسرائيل، وانه لم يتم التحقق من مدى صحتها. وأوضح أن الاجتماعات الثلاثية (قوة الأمم المتحدة وقوى الامن اللبنانية والقوات الإسرائيلية) التي تعقد دوريا تشكل الإطار المناسب لمعالجة مسألة ترسيم الخط الأزرق ووضع حد لجميع حالات التوتر. وأضاف «إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يلجأ إلى ترتيبات الاتصال والتنسيق القائمة بين الأطراف الثلاثة لحل المشاكل بل يتصرف بدلا من ذلك بشكل انفرادي على الأرض، وعلاوة على ذلك فإنه يستخدم الاجتماعات الثلاثية ليطلق تهديدات خطيرة موثقة مثل التهديد بقصف أهداف مدنية قي المستقبل بحجة أنها تخفي منشآت عسكرية». واتهم السفير اللبناني إسرائيل بتضليل الرأي العام. وقال «يرفض الإسرائيليون تقديم أية معلومات ويفضلون خلق انطباعات لا تدعمها دلائل في وسائل الإعلام بدلا من أن يترك للقوات المسلحة اللبنانية واليونفيل التحقق منها على الأرض». وأشار الى معلومات متأخرة قدمت الى اليونفيل وقوى الامن اللبنانية، وذكر انها واليونفيل قامت بتفتيش المواقع المحددة (عن انشطة مشبوهة)، فتبين أنها بأكملها مرافق ومنشآت مدنية للصرف الصحي. ونفى سلام في رسالته إطلاق صاروخي الكاتيوشا من الأراضي اللبنانية كانا قد سقطا على مستوطنة شلومي صباح يوم 8 (يناير (كانون الثاني) الماضي. وأكد أن مسألة ضبط الحدود هي مصلحة وطنية للبنان. وذكر ان الحكومة اللبنانية «ما برحت تنفذ وبالتعاون الوثيق مع السلطات الألمانية مشروعا رائدا في الجزء الشمالي من الحدود». ونفى عمليا التقارير التي اشار إليها الأمين العام في تقريره الأخير عن تهريب السلاح عبر الحدود السورية إلى الأراضي اللبنانية. وشدد على ان مسألة ضبط الحدود الشرقية والشمالية للبنان هي مسؤولية مشتركة بين سورية ولبنان. وجدد طلب الحكومة اللبنانية الاطلاع إما مباشرة أو عن طريق الأمم المتحدة على أية معلومات يملكها أيُّ بلد ثالث عن تهريب الأسلحة أو الأشخاص بشكل غير قانوني. وقال «لا جدوى من إطلاق أي ادعاءات لا تدعمها دلائل بحصول عمليات نقل غير قانونية عبر الحدود». من جانبه، اكد حزب الله حرصه على «الاستقرار وعدم توتير الاوضاع في المنطقة"، معتبرا ان تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار 1701 كان يجب ان يكون "اكثر موضوعية وحيادية». وقال حزب الله في بيان نشرته وكالة الصحافة الفرنسية ان الحزب «يؤكد حرصه على الاستقرار وعدم توتير الاوضاع في المنطقة»، مشيرا الى انه «يشارك الامين العام للامم المتحدة قلقه من الاجواء المتوترة التي تحيط بالمنطقة». الا انه اضاف «لو ان سعادة الامين العام كان اكثر موضوعية وحيادية في تقريره لكان وفر على نفسه عناء البحث عن مصدر القلق».

وتابع البيان ان بان «الذي استشهد بكلام نسبه الى سماحة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله حول الحرب المفتوحة قد اقتطع الكلام من نصه الاصلي ولم يورده في سياقه الطبيعي كاستعداد كامل لاستخدام حق الدفاع عن النفس الذي تشرعه المبادئ الانسانية». وكان الامين العام للامم المتحدة عبر في تقريره السادس حول تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 الذي نشر في الثاني من الشهر الجاري عن «القلق من التهديدات التي اطلقها الامين العام لحزب الله بشن حرب مفتوحة ضد اسرائيل بعد مقتل القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق».