المئات من طلاب جامعتين إيرانيتين يتظاهرون احتجاجا على طرد ناشطين ويطالبون بسكن وطعام أفضل

الطلاب يشكون من أن رؤساء جامعاتهم أصبحوا من العسكريين

TT

قام المئات من الطلبة في جامعتين إيرانيتين بتظاهرات احتجاج على طرد طلاب ناشطين ودعوا إلى استقالة رئيس الحرم الجامعي المعين حكوميا.

وبلغ عدد المشاركين في المظاهرات الاحتجاجية بطهران ما بين 100 إلى 200 طالب، ضد القرارات الأخيرة بمنع دخول 40 طالبا سبق لهم أن نظموا مظاهرات ضد السلطات الجامعية. وفي وسط مدينة شيراز الإيرانية دعا الطلاب استقالة رئيس الجامعة وطالبوا بنوعية أكل وسكن أفضل.

وقال الطالب الجامعي رشيد، 25 سنة، والذي رفض أن يعطي اسمه العائلي خوفا من الاعتقال: «الطلاب ضد إقصاء أصدقائهم». وقال إنه طرد من جامعة العلامة طبطبائي وتعرض للضرب لاحقا على يد الحرس الجامعي حينما حاول زيارة الجامعة.

ولم تكن المظاهرات الأخيرة موجهة مباشرة ضد الحكومة، لكن الاضطرابات الطلابية كانت تأخذ أحيانا طابعا سياسيا. ففي السنة الماضية بجامعة الأمير الكبير بطهران أحرقت صور الرئيس محمود أحمدي نجاد وأطلق الطلبة عليه اسم «دكتاتور». وفي عام 1999 واجه آلاف الطلبة وحدات أمنية في طهران لما يقرب من أسبوع.

لكن الآن أصبحت حملات الاحتجاج موضع استقطاب عدد أقل من السابق حيث لا يزيد عدد الحاضرين عن مائتين. ولإيران ما يقرب من مليوني طالب جامعي.

وأضاف رشيد مشيرا إلى ما حدث بعد ثورة 1979 حينما تم تطهير الجامعات من التأثيرات الغربية وغير الإسلامية: «يتكلم أولئك القائمين في السلطة عن ثورة ثقافية ثانية وما يعنوه هو لجم الجامعات. فهم يريدون من الطلبة أن يكون هادئين».

كذلك شارك مئات الطلبة في مظاهرة جرت في جامعة شيراز لأكثر من أسبوع مطالبين باستقالة رئيس الجامعة هادي صديقي. وكان هذا المسؤول قائدا في فيلق حرس الثورة الإسلامية وعيّنه الرئيس أحمدي نجاد رئيسا للجامعة عام 2006، فحفز على عمليات تطهير على المستوى الوطني لأساتذة جامعيين ورؤساء جامعات كانوا يعتبرون ليبراليين أو علمانيين.

وقال الطلبة الذين طالبوا بتحسين الطعام والسكن إن صديقي تم تعيينه من دون استشارة الأساتذة. وقال بعض زعماء الطلبة إن هناك حملات احتجاج جرت حديثا في مدن كرمان وأصفهان وشهرود.

وقالت متظاهرة من شيراز عبر مكالمة هاتفية رفضت اعطاء اسمها خوفا من الاعتقال: «هناك موجات من التهديد من قبل قوات الأمن في الجامعة ووزارة الاستخبارات ضد الطلبة وعوائلهم عبر الهواتف».

وخلال المقابلة كان يمكن سماع الشعارات: «نحن مقاتلون رجالا ونساء... قاتلونا ونحن سنقاتل». ووضعت بعض احتجاجاتهم على موقع «يوتيوب».

وحسبما قال طالب في كلية الحقوق من شيراز فإن بعض جماعات المعارضة في الخارج اعتبرت خطأ هذه الاحتجاجات بأنها ثورة.. «لكننا لسنا هنا لأسباب سياسية. فحسب القانون لدى الطلاب الإيرانيين الحق في المطالبة بإقالة رئيس الجامعة».

وقال رشيد إن المظاهرات في طهران «تتزايد بسبب أن الأصوليين المتدينين خلقوا مناخا من الكبت وفرض الصمت في المجتمع لكنهم لم ينجحوا في الجامعات. نحن نخاف من زيادة الضغط علينا».وقال عبد الله مومني، الناشط الطلابي الذي وضع في السجن عدة مرات، إن مطلب الطلبة الأساسي هو تحسين نوعية السكن والطعام.. «لكن تلك الشكاوى تفاقمت بسبب المناخ القمعي الذي بدأ من أجل لجمنا لأن الكثير من رؤساء الجامعات هم رجال عسكريون. إنهم لا يبالون بمشاكل الطلبة. وهذه هي النتيجة».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»