جنرالان أميركيان: إيران تواصل تدريب الميليشيات.. وتسعى لإضعاف الحكومة العراقية

الجنرال أوديرنو: الهجمات تزداد عندما يزور أميركيون العراق لكنها توقفت عندما زاره نجاد

TT

قال قائدان عسكريان أميركيان كبيران، ان ايران تواصل تدريب وتوجيه الميليشيات الشيعية في العراق، وتحاول أن تضعف بصورة متواصلة الحكومة العراقية. وقال الجنرال ريموند أوديرنو، الذي اكمل 15 شهرا من عمله قائدا للعمليات اليومية في العراق، ان ايران أصبحت الخطر الأكبر البعيد المدى على استقرار العراق، وهي تشجع العناصر المتطرفة بين السكان الشيعة على مواصلة الهجمات، على الرغم من أن زعماء ميليشيات بارزين يدفعون باتجاه وقف لاطلاق النار. وأبلغ أوديرنو الصحافيين في البنتاغون اول من امس ان «هذا يرتبط، حسب رأيي، بابقاء حكومة ضعيفة في العراق. أعتقد ان ايران تستفيد من ذلك».

وكان الأدميرال ويليام فالون، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أكثر ميلا للتهدئة خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، اذ قال ان الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد هذا الأسبوع الى بغداد كانت «تشكيلة من أشياء مختلطة»، لأنها وفرت للزعماء العراقيين فرصة دفع ايران الى اتخاذ خطوات اضافية من أجل ايقاف تدفق الأسلحة والقنابل الى العراق.

ولكن تحت ضغط من أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قال فالون انه ما يزال هناك دليل على ان ايران تدرب المتطرفين وتزودهم بالأسلحة. واضاف انه «ما يزال يتعين علي ان أرى أشياء اخرى منذ ان توليت مهمتي في طريق العمل المعلن من جانب ايران تكون نافعة في هذه المنطقة وخصوصا في العراق». ويبقى دور ايران في العراق مثيرا لكثير من الجدل بين صناع السياسة الأميركيين. وعلى الرغم من ان كثيرين يتهمون طهران بالاستمرار في التدخل فان آخرين يعبرون عن اعتقادهم بأن ايران ساعدت على تقليص العنف في العراق في العام الماضي. ومما يلفت الانتباه انه كان هناك هبوط حاد في انفجار العبوات الناسفة، التي يزعم المسؤولون الأميركيون انها مصنوعة في ايران.

كما أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ابرز زعيم في مناهضة الأميركيين في العراق، مدد في الفترة الأخيرة وقف اطلاق النار من جانب الموالين له على الرغم من صلاته الوثيقة بإيران.

لكن أوديرنو قال ان أهمية وقف اطلاق النار من جانب الصدر قد جرت المبالغة بها وان العناصر الايرانية ظلت تعمل من أجل تطهير جيش المهدي، الذي يقوده الصدر من المتطرفين بهدف الاستمرار في القتال. وأشار أوديرنو الى ان أحمدي نجاد كان قادرا على التحرك في الطرق العراقية من دون حوادث عنف خلال زيارته التي دامت يومين، مشيرا الى ذلك باعتباره دليلا على أن ايران يمكن أن تبدأ وتوقف الهجمات التي يدعمها الشيعة اذا ما أرادت ذلك. وقال أوديرنو انه «كلما جاء زائر من الولايات المتحدة نكون اما أحبطنا هجوما بالصواريخ أو أن هذا الهجوم يحدث. ذلك لأنه ينفذ من جانب أتباع ايران. وعندما تعقد الحكومة العراقية اجتماعا تكون هناك هجمات بالصواريخ. فلماذا يحدث ذلك؟ لأن من يقوم بذلك هم أتباع ايران».

وقال أوديرنو، الذي رشح أخيرا ليتولى مهمة نائب رئيس الأركان، انه يتفق مع الجنرال ديفيد بترايوس، القائد العسكري في العراق، إن انسحاب القوات يجب ان يتوقف بعد يوليو (تموز) المقبل عندما تعود مستويات القوات الى ما كانت عليه قبل الزيادة في العام الماضي. كما أشار الى انه عندما يقدم بترايوس لاحقا توصياته حول حملة العراق في ابريل (نيسان) قد يكون من المبكر تقرير ما اذا يجب الاستمرار بتقليص القوات حتى نهاية العام.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»