الاتحاد المتوسطي رهينة خلاف فرنسي ـ ألماني

باريس تعد لطرح مقتراحات في القمة الأوروبية للوصول إلى رؤية موحدة

TT

تتكتم باريس حول الأفكار الجديدة التي سيطرحها الرئيس نيكولا ساركوزي خلال اجتماع القمة الأوروبية يومي الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الجاري في بروكسل، في محاولة منه لوضع حد للخلاف القائم حول مشروع الاتحاد المتوسطي خصوصا مع ألمانيا. وخلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مساء الإثنين الماضي في مدينة هانوفر شمال ألمانيا، حرص الطرفان على تبديد الخلاف حول المشروع الذي تعارضه ألمانيا في صيغته الأولية.

وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن ما سيعرضه ساركوزي في القمة المذكورة «يستجيب لحد ما لما تطلبه ألمانيا» التي تصر على ألا ينحصر الاتحاد المتوسطي بالدول الأوروبية المطلة على المتوسط ، بل أن يشمل كل دول الاتحاد الأوروبي أو على الأقل الدول الراغبة في المشاركة فيه.

وحتى الآن، جاهرت ألمانيا بتحفظاتها على المشروع الذي جعل منه الرئيس ساركوزي هدفا رئيسيا لسياسته الخارجية. وأخذت باريس بالإعداد للقمة الأولى للاتحاد المذكور التي ستعقد في قصر الإليزيه في الثالث عشر من يوليو (تموز) القادم. وكلف ساركوزي مستشاره الخاص هنري غينو بالتحضير للقمة يساعده في مهمته السفير ألان لوروا وقاما بزيارة عواصم عربية ومتوسطية وأوروبية.

وإذا كانت برلين تلعب دور رأس الحربة المناهضة لمشروع ساركوزي، فإن دولا أوروبية أخرى غير مرتاحة لما يخطط له ساركوزي الذي طرح مشروعه حتى قبل وصوله الى الإليزيه وجعل منه أحد محاور لقاءاته مع القادة العرب المتوسطيين، من مصر الى دول الاتحاد المغاربي الخمس.

من الجانب الأوروبي، ركز ساركوزي اتصالاته على الدولتين المتوسطتين الرئيسيتين إيطاليا وإسبانيا، اللتين قبلتا السير بالمشروع رغم ترددهما بداية. وكان لتحفظهما عنوانان رئيسيان، هما غموض المشروع وما يتضمنه حقيقة، أي بعيدا عن الشعارات من جهة وتخوفهما من أن يكون الاتحاد المتوسطي بديلا عن مسار برشلونة والشراكة الأوروبية المتوسطية من جهة أخرى. وكشف ساركوزي بعض التفاصيل الإضافية حول مشروع الاتحاد المتوسطي في مقابلة نشرت أمس في صحيفة «لو فيغارو» اليمينية. وقال ساركوزي إن الاتحاد «سيكون مفتوحا أمام كل بلدان الاتحاد الأوروبي ودول حوض المتوسط» وذلك بعكس الصيغة الأولى للمشروع التي كانت تحصر المشاركة، من الجانب الأوروبي، بالبلدان الأوروبية المتوسطية. وبحسب الرئيس الفرنسي، فإن قمة ستعقد كل عامين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الذي سيكون له رئيسان: واحد أوروبي وآخر من بلدان جنوب المتوسط أي من الدول العربية المشاطئة على أن تحصر الرئاسة في الجانب الأوروبي بالدول المطلة على المتوسط. وبعكس الآلة الإدارية الأوروبية الثقيلة، فإن ساركوزي يقترح بنية إدارية «مخففة» ستكون مهمته تجسيد الاتحاد الجديد.

ولفتت مصادر فرنسية الى ان «ما يشغل فرنسا بالدرجة الأولى هو المعارضة الألمانية» التي تجر وراءها دولا اساسية مثل بريطانيا.

وبسبب هذا الخلاف تعاني العلاقات الثنائية من الفتور الشديد ما عكسه إلغاء قمتين كانتا مقررتين بين ساركوزي وميركل، الأولى القمة الاقتصادية وكانت مقررة الشهر الماضي في باريس والثانية لقاء غير رسمي في الثالث من الشهر الجاري في ألمانيا.