الـ«يونيفيل» تنفي توغلا إسرائيليا في الأراضي اللبنانية

سكان الجنوب يتخوفون من عدوان جديد

آلية إسرائيلية تعبر قرية الغجر المحتلة في حين تراقب جندية من قوات اليونيفيل الوضع من بلدة الوزاني اللبنانية (أ ب )
TT

نفت امس الناطقة باسم القوات الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ياسمينا بوزيان، ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن توغل دورية اسرائيلية داخل الحدود اللبنانية قرب الوزاني. فيما ذكرت مصادر اخرى ان قوة اسرائيلية قطعت سياج الاسلاك الشائكة من جهة قرية الغجر من دون تجاوز «الخط الازرق». وقالت بوزيان: «ان الجيش الاسرائيلي لم يتجاوز المنطقة الواقعة في اطار عملياته». واضافت: «ان الجيش الاسرائيلي يعمل في المنطقة الواقعة تحت سيطرته».

من جهة اخرى، واصل الطيران الحربي الاسرائيلي انتهاكاته للاجواء اللبنانية. وسجلت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني عدداً من الخروقات بدأت مساء الاربعاء واستمرت حتى صباح امس وشملت مناطق جنوبية عدة.

ونقل مراسل «الشرق الاوسط» في جنوب لبنان خالد الغربي عن سكان المنطقة ولاسيما ابناء القرى الحدودية المتاخمة للمستوطنات والمواقع الاسرائيلية تخوفهم من حصول عدوان اسرائيلي على مناطقهم في ظل التحركات العسكرية الاسرائيلية اليومية على طول الخط الحدودي مع لبنان وتهديدات عدد من القادة العسكريين الاسرائيليين بالرد بقوة على أي عملية قد ينفذها «حزب الله» انتقاماً لاغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية في دمشق منتصف الشهر الماضي بعدما اتهم الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

وخلال الاسبوع الماضي ارتفع منسوب الحذر والتوتر في الجنوب بعد اعلان اميركا عن ارسال بوارج حربية الى المياه الدولية قبالة سواحل لبنان وتدهور الوضع في قطاع غزة. كذلك ساهمت الاجواء السياسية المتشنجة على الساحة اللبنانية في زيادة القلق والحذر لدى المواطنين الجنوبيين الذين يعتبرون منطقتهم من اكثر المناطق سخونة في الشرق الاوسط بعد قطاع غزة. وهم يصفون الوضع بـ«النار تحت الرماد» رغم وجود اكثر من 12 الف جندي دولي يعملون بموجب القرار 1701.

وكشف مصدر امني لبناني لـ«الشرق الاوسط» ان القوات الدولية رفعت منذ 14 فبراير (شباط) الماضي درجة استنفارها لمواجهة اي طارئ في المنطقة. كما وضعت جميع وحدات الجيش اللبناني في حال جهوزية لصد اي عدوان اسرائيلي، وذلك بناء لاوامر مشددة صادرة عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

وذكر المصدر ان «حزب الله» نفذ اجراءات عسكرية وامنية غير ظاهرة لافشال اي عملية عسكرية اسرائيلية قد تستهدف مسؤوليه وكوادره، موضحاً ان هذه الاجراءات هي الاهم منذ عدوان يوليو (تموز) 2006.

وقد دفعت الانعكاسات السلبية للاجواء المتشنجة والتهديدات الاسرائيلية ووصول البوارج الحربية الاميركية مئات اللبنانيين في صيدا وصور والنبطية ومرجعيون الى تجديد جوازات سفرهم استعداداً لمغادرة لبنان في حال وقوع عدوان اسرائيلي ـ اميركي. ويشار الى ان الآلاف من سكان الجنوب يحملون جوازات اجنبية استخدموها لمغادرة لبنان اثناء عدوان تموز 2006.