عودة العنف إلى كينيا مع تأرجح اتفاق السلام في البرلمان

كيباكي يناشد النواب للتخلي عن الخلافات الحزبية

TT

قتل تسعة كينيين على الاقل واحرق نحو مائة منزل أمس في كينيا في اعمال عنف في مقاطعة وادي رفت (غرب)، في وقت ناشد الرئيس الكيني مواي كيباكي برلمان بلاده المنقسم لتنحية الخلافات الحزبية جانبا والموافقة على اتفاق لتقاسم السلطة لانهاء الازمة العنيفة التي أعقبت الانتخابات.

ودعا كيباكي الى المصالحة والغفران في كلمة أمام المشرعين قبل ساعات من عقد جلسة البرلمان للمرة الاولى منذ توقيع الاتفاق مع زعيم المعارضة رايلا أودينجا. وقال كيباكي: «أدعو جميع الاعضاء الموقرين لدعم الاجراءات التشريعية المقترحة التي ستساعد بشكل كبير في ضمان السلام والاستقرار في بلدنا». وأضاف: «أناشدكم جميعا بأن تسترشدوا بالاحساس القوي بالوحدة الوطنية الذي ينبغي أن يتغلب على جميع الاعتبارات الحزبية». وأبرم اتفاق تقاسم السلطة بهدف انهاء الاضطرابات التي اعقبت اعادة انتخاب كيباكي المثيرة للجدل في الانتخابات التي جرت يوم 27 ديسمبر (كانون الاول). وفجر ذلك أعمال نهب وشغب واشتباكات عرقية ذات دوافع سياسية قتل خلالها أكثر من ألف شخص ونزح بسببها 300 ألف. ويأمل الكينيون أن يتحرك البرلمان ـ بشكل سريع للموافقة على الاتفاق الذي استحدث منصب رئيس الوزراء ليتولاه أودينجا. وأضرت الازمة وهي أكثر فترة حالكة تعيشها كينيا منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1963 بسمعتها كواحدة من أكثر الدول استقرارا في أفريقيا كما أضرت باقتصادها المزدهر الذي يقوم على السياحة والتجارة في المنطقة. وقال كيباكي للنواب الذين توزعت مقاعدهم بالتساوي بين «ائتلاف الوحدة الوطنية» الذي ينتمي اليه الرئيس و«الحركة الديمقراطية البرتقالية» التي ينتمي لها أودينجا: «دعوني أؤكد أنني أرى هذا الحدث لحظة تحول مهمة في حياتنا السياسية». وأضاف: «تدشين هذا الائتلاف الكبير هو علامة واضحة على أنه رغم أن المناقشات الصاخبة تجتذب الكثير من الاهتمام فانه يمكننا تحقيق الكثير معا من خلال الحوار الهادئ». وعلى المدى الابعد اتفق الجانبان على التصدي لمشاكل كينيا من خلال مراجعة للدستور يتم استكمالها خلال عام قبل التصويت على دستور جديد مقترح. ورغم التوصل لاتفاق بشأن تقاسم السلطة فلا تزال هناك حاجة لتحديد الكثير من التفاصيل ولا سيما بشأن سلطات رئيس الوزراء ومن سيحصل على أي حقائب وزارية.

وفي دليل على الوضع الامني الهش في كينيا، عاد العنف الى مقاطعة وادي رفت أمس، حيث قتل تسعة اشخاص على الاقل وأحرق نحو مائة منزل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول المحلي جوليوس موتولا قوله ان «الهجوم استهدف قريتين (في اقليم لايكيبيا) وقتل تسعة اشخاص واصيب 11 اخرون بجروح بالغة جراء استخدام السواطير ضدهم ونقلوا الى مستشفيات».