باكستان: توجيه تهم رسمية لخمسة مشتبهين باغتيال بوتو

حزب «الشعب» يؤجل اختيار رئيس وزراء مجدداً

TT

اتهمت احدى محاكم مكافحة الارهاب خمسة اسلاميين قد يكونون على علاقة بتنظيم «القاعدة» أمس في باكستان بالتورط في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو في 27 ديسمبر (كانون الاول) وأودعتهم قيد التوقيف الاحترازي. وتزامن نبأ سجن المتهمين الخمسة مع اعلان إرجاء اختيار رئيس الوزراء الباكستاني الجديد مع مواصلة نقاش قادة حزب «الشعب» الباكستاني، الذي كانت بوتو تترأسه، حول الشخص المناسب للمنصب.

وافادت وكالة الصحافة الفرنسية ان المتهمين تبلغوا قرار الاتهام في غضون دقائق من قبل هذه المحكمة الخاصة في روالبندي والتي احيطت بإجراءات أمنية مشددة في هذه المدينة الكبرى في ضواحي اسلام اباد حيث قتلت بوتو في اعتداء انتحاري مع 23 شخصا اخرين. وعلى الفور، اودعت المحكمة كلا من ايتاز شاه وحسنين غول وعبد الرشيد وشير زمان ورفقت، قيد التوقيف الاحترازي في سجن اديالا المحاط باجراءات امنية مشددة في روالبندي. وكانت الشرطة قد اتهمت رسميا الاسبوع الماضي الزعيم المفترض لـ«القاعدة» في باكستان بيعة الله مسعود قائد طالبان الباكستانيين بالوقوف وراء الاعتداء. ومسعود زعيم قبيلة نافذة شمال غربي البلاد، مطلوب من قبل الشرطة ويختبئ في المناطق القبلية القريبة من الحدود الافغانية حيث يواجه الجيش منذ 2002 المقاتلين الاسلاميين الباكستانيين وحلفاءهم: طالبان الافغان والاجانب في تنظيم «القاعدة». ونفى مسعود ان يكون متورطا في عملية الاغتيال. وكانت الشرطة قد اعتقلت اثنين من المشتبه فيهم الخمسة، وهما ايتاز شاه وشير زمان، قرب مناطق قبلية يناير (كانون الثاني) الماضي، في حين اعتقل الثلاثة الاخرون في روالبندي في فبراير (شباط). وبين هؤلاء، اعترف غول ورفقت، بحسب المحققين انهما ساعدا وأمنا الملجأ للانتحاري الذي قتل بوتو في ختام لقاء انتخابي.

وبينما تتواصل التحقيقات وراء اغتيال بوتو، تواجه اسلام اباد ازمة سياسية مع تعطيل تشكيل الحكومة الباكستانية الجديدة بعد 3 اسابيع من اعلان فوز حزبها باكبر عدد من الاصوات في الانتخابات التشريعية، لكنه لم يحصل على غالبية مطلقة ليشكل الحكومة بمفرده. ويأتي هذا التأخير وسط تزايد الغموض بشأن كيفية تعامل رئيس الوزراء الجديد وحكومته مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحليف القوي للولايات المتحدة. وصرح نائب رئيس الحزب مخدوم امين فهيم ، الذي يبدو اوفر حظاً لشغر المنصب، للصحافيين ان «القرار يعود الى قيادة الحزب»، رافعا يده بإشارة النصر عقب لقائه مع النواب الجدد من حزب «الشعب» الباكستاني في اسلام اباد.

وصرح مستشارو الحزب ان الخلاف يدور حول حقيقة ان فهيم يتحدر من ولاية السند ـ معقل عائلة بوتو السياسي. ويرغب بعض الزعماء ان يكون رئيس الوزراء من ولاية البنجاب التي تضم اكثر من نصف عدد سكان البلاد البالغ 160 مليون نسمة، حيث حصل حزب نواز شريف على اصوات فاقت اصوات حزب «الشعب» في الانتخابات.

واتفق شريف، وأرمل بوتو علي زرداري، على تشكيل ائتلاف في البرلمان المقرر ان ينعقد في منتصف مارس (اذار) الجاري، الا ان الحزبين يرغبان في نهاية المطاف في الحفاظ على قوتهما.