فضل الله يدعو إلى حماية الوجود المسيحي الأصيل

استنكر خطف مطران الكلدان في العراق

TT

استنكر المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله «عملية خطف مطران الكلدان في العراق بولس فرج رحو وقتل مرافقيه وكل عمليات الخطف التي تطول الأبرياء».

وناشد «الجهات الرسمية والشعبية إطلاق سراح المطران رحو فورا». مشددا على «ضرورة التعايش الإسلامي ـ المسيحي في العراق على أساس الوحدة العراقية». وقال فضل الله، في بيان اصدره امس: «ندعو الجميع للعمل على طمأنة المسيحيين في العراق، ليبقى هذا البلد ملتقى دينيا وإنسانيا لكل الاتجاهات والتيارات الدينية أو السياسية، وموقعا حضاريا لانفتاح الإسلام على جميع المواطنين بالرحمة والمحبة والحرية، وخصوصا أن العراق لم يشهد في كل تاريخه الوطني مثل هذه العمليات غير الإنسانية في الخطف والقتل والتشريد لكل أصناف المواطنين، لأن الشعب العراقي كان يعيش القيم الإسلامية في احترام الإنسان للانسان ومعالجة الاختلافات الدينية والسياسية بالحوار الموضوعي العقلاني الهادئ. لكن الاحتلال الأميركي والبريطاني أوجد حالا من الفوضى الأمنية والذهنية التكفيرية، وذلك انطلاقا من الخطة الأميركية المعلنة، بما يطلق عليه الرئيس الأميركي الفوضى البناءة، ليبقى الاحتلال، في شكله المباشر أو غير المباشر وعبر تحالفه مع الصهيونية، مهيمنا على الأوضاع العراقية، ليكون العراق ساحة لتفجير الأزمات للمنطقة كلها وموقعا اقتصاديا لخدمة الاقتصاد الأميركي».

وأضاف: «على العراقيين، من جهة، والعرب من جهة أخرى، أن يتحملوا مسؤولية هذا البلد الجريح الذي ضاق به أهله فاضطروا إلى الهجرة منه لمواجهة السياسة الأميركية الاستكبارية التي تخطط لتدمير الواقع العربي والإسلامي، ونشر الكراهية في المواقع الدينية والمذهبية، وذلك قبل أن ينقلب الهيكل على رؤوس الجميع». واعتبر ان «على الجميع في العراق أن يسعوا بكل جهدهم وطاقاتهم للحفاظ على صورة العراق الموحد المتنوع، على الرغم من كل المآسي والأوضاع التقسيمية التي أوجدها الاحتلال، وأن يعملوا لحماية الأقليات العرقية والدينية والسياسية فيه، خصوصا المسيحيين الذين يمثلون وجودا أصيلا في العراق والمنطقة، ولا بد من حماية هذا الوجود على كل المستويات لأن ذلك يمثل جزءا من التزامنا الإسلامي، كما يمثل مسؤولية كبرى في الالتزامات العربية والوطنية».