3 مراحل للتفاوض يبدأها فياض وباراك بحضور أميركي

تعهد من أولمرت بالجدية.. وآخر من رايس بالتهدئة يسمحان باستئناف المفاوضات قريباً

TT

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، ان المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية ستستأنف في غضون أيام قليلة على مستويات عدة، وتبدأ بلقاء رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير الدفاع، ايهود باراك، بحضور الجنرال الأميركي، وليام فرايزر، الذي عين اثر لقاء أنابوليس كمحكم بين الطرفين في حالة نشوب خلاف.

وقالت هذه المصادر ان المفاوضات ستتناول موضوع تطبيق المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، والشكاوى التي طرحها الجانب الفلسطيني خلال الشهور الماضية عن خرق اسرائيل لها. فالمعروف ان اسرائيل ما زالت تحتل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وتفرض الحواجز العسكرية، وتغلق عشرات القرى والبلدات بالحواجز الترابية، وتنفذ مداهمات للبيوت واعتقالات واغتيالات، وتواصل الاستيطان، وفي كل هذا خرق لبنود المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، علما بأن اسرائيل تتهم السلطة الفلسطينية بخرق هذه البنود، بسبب امتناعها عن مكافحة الارهاب وتقاعسها في جمع الأسلحة غير الشرعية وتفكيك التنظيمات المسلحة.

وأما المفاوضات السياسية حول التسوية الدائمة للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، فقد تقرر استئنافها على ثلاث مراحل، تبدأ بلقاء تحضيري على مستوى الوفود الرسمية، ثم يلتقي رئيسا الوفدين الفلسطيني، أحمد قريع (أبو العلاء)، والاسرائيلي، تسيبي لفني، وبعده يعقد لقاء قمة بمشاركة الرئيس محمود عباس، وايهود أولمرت. وقال ناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية ان استئناف المفاوضات، بعد تجميدها من قبل الجانب الفلسطيني، في أعقاب العمليات الحربية العدوانية على قطاع غزة في الأسبوع الأخير، جاء على إثر تعهد وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بوقف العمليات وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بألا يهاجم غزة في حالة وقف اطلاق الصواريخ منها باتجاه البلدات الاسرائيلية، وتعهدِهما (رايس وأولمرت)، بالتوجه بجدية الى مفاوضات السلام لإنجازها حتى نهاية السنة وكذلك بعد تجدد المساعي الى تحقيق الهدنة. وأضاف الناطق ان المحادثات حول الهدنة بدأت بوساطة مصرية. وتشارك فيها مختلف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس وفتح، من جهة والحكومة الاسرائيلية من جهة أخرى. وأضاف ردا على سؤال «الشرق الأوسط»، ان «المفاوضات مع اسرائيل لا تعني بأي حال من الأحوال القبول بممارساتها واعتداءاتها الاجرامية. فنحن أولا نفاوض من أجل وضع حد للجريمة الأكبر، ألا وهي تشرد نصف شعبنا الفلسطيني عن وطنه وخضوع النصف الثاني منه للاحتلال. نفاوض من أجل حرية شعبنا وإحقاق حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة. وثانيا، إن أكثر من ينتقد السلطة الفلسطينية ورئيسها على استئناف المفاوضات، وهم بالأساس حماس، يفاوضون اسرائيل، بل لم يتوقفوا عن مفاوضة اسرائيل حتى في ظل العدوان الارهابي على غزة. فهل نتهمهم بأنهم يؤيدون العدوان. وها هي الشقيقة سورية تنادي بالمفاوضات مع اسرائيل من دون شروط، فهل نتهمها لا سمح الله بتأييد العدوان الاسرائيلي على غزة؟».

وكانت مصادر اسرائيلية تحدثت عن «نشاط أميركي مكثف ستشهده المنطقة في الشهور القريبة لوقف التدهور في الشرق الأوسط». وقالت ان هذا النشاط ناجم بالأساس عن رغبة الرئيس جورج بوش لتحقيق رؤيته لمبدأ «دولتين للشعبين» وعن قلق الادارة الأميركية من تهديد الجامعة العربية بتجميد «المبادرة العربية» للسلام، الرامية الى تحقيق سلام شامل بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من المناطق العربية التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وتسوية قضية اللاجئين.

من جهة أخرى، كشف النقاب، أمس، عن ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تستعد لهذه المرحلة ببرامج سياسية جديدة خوفا من تعرض اسرائيل لحملة ضغوط دولية. وأقيم طاقم لدراسة التوجه الأميركي الجديد وإعداد مقترحات اسرائيلية ملائمة لمجابهته. وكانت الخارجية الاسرائيلية قد بدأت بإعداد دراسة داخلية حول ما سمته «امكانية الاضطرار لاحتلال قطاع غزة». وفي اطار هذه الدراسة، تنوي الوزارة اجراء «لعبة حرب»، يتولى فيها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الاسرائيلية وموظفين كبار في الخارجية مناصب عليا وإجراء تدريب على احتمال احتلال غزة. وسيؤدي دور رئيس الوزراء أولمرت، خبير الشؤون الاستراتيجية الوزير السابق، دان مريدور، وسيؤدي دور الرئيس الأميركي جورج بوش، سفير اسرائيل السابق في واشنطن، داني إيلون، فيما يؤدي موظفون في الخارجية أدوار الرؤساء العرب، عباس مازن وحسني مبارك وغيرهما.