حماس تبدأ مباحثات في العريش حول تهدئة شاملة

مصدر مسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط»: نبحث اتفاقا يشمل وقف النار وفك الحصار وفتح المعابر

TT

قال مصدر مسؤول في حركة حماس، لـ«الشرق الأوسط» إن مصر بدأت امس، مباحثات مع الحركة من أجل التوصل الى اتفاق تهدئة شامل في قطاع غزة. وتوجه وفد حماس، من غزة الى مدينة العريش المصرية، صحبة وفد من حركة الجهاد الاسلامي، لبحث موضوع التهدئة مع اسرائيل وفك الحصار. وحسب المصدر، فإن الوفد الذي يقوده محمود الزهار القيادي البارز في حماس، يبحث التوصل الى تهدئة شاملة، تضمن، وقف النار، وفك الحصار، وفتح المعابر. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طلب من الرئيس المصري حسني مبارك التدخل ومساعدته من أجل التوصل الى تهدئة متزامنة في غزة والضفة، وهو ما باركته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اثناء لقائها الأخير بعباس.

وقال مستشار عباس السياسي نمر حماد، انه تم الاتفاق بين رئيس السلطة ووزيرة الخارجية الاميركية على ان يتوجه مساعد الوزيرة الاميركية ديفيد وولش الى القاهرة، ليبحث مع المسؤولين المصريين اتفاق تهدئة شاملة في الضفة والقطاع. لكن المصدر المسؤول قال، ان وفد حماس لن يلتقي أيا من المسؤوليين الأميركيين او مسؤولين في السلطة، وانما سيبحث مع المصريين كيفية التوصل الى تهدئة شاملة. وردا على سؤال حول شروط حماس للتوصل الى تهدئة في غزة، قال المصدر «وقف كافة اشكال العدوان، وفك الحصار بالكامل»، معتبرا ان تحقيق هذه المطالب سيضمن التوصل الى اتفاق تهدئة، رافضا الحديث عن رفع جزئي للحصار. وأضاف «نقبل برفع كامل للحصار». من ناحيته، قال سامي ابو زهري، الناطق بلسان حركة حماس، إن حركته تصر على وقف جميع أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني، قبل موافقتها على التهدئة.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، شدد ابو زهري على أن حماس تصر على اعادة فتح جميع المعابر، وعلى رأسها معبر رفح الحدودي كشرط من شروط التهدئة. وأضاف «بات واضحاً للجميع ومن ضمنهم الإدارة الأميركية، أن تجاوز حركة حماس في شأن يخص الشعب الفلسطيني أمر مستحيل»، على حد تعبيره.

وتعتبر جولة محادثات العريش، بداية تحرك مصري جاد، بدفع من السلطة الفلسطينية وموافقة الإدارة الأميركية. وقالت مصادر فلسطينية ان مصر تريد التوصل الى اتفاق مع حماس، قبل وصول مسؤول المخابرات المصرية عمر سليمان الى اسرائيل الاسبوع المقبل، لعرض اتفاق وقف النار على الاسرائيليين. وكان سليمان قد أرجأ زيارة مخططة إلى البلاد، في ضوء العمليات العسكرية الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال في قطاع غزة، والتي أسفرت عن قتل 120 فلسطينيا بينهم 20 طفلا و12 امرأة.

ويتضمن الاقتراح المصري، حسب رويترز، أن توقف حماس الهجمات الصاروخية على اسرائيل، وأن توقف اسرائيل هجماتها العسكرية على قطاع غزة. وأن تخفف اسرائيل حصارا اقتصاديا مفروضا على المناطق الفلسطينية منذ فازت حماس في الانتخابات في عام 2006. وأن تعيد اسرائيل فتح المعابر الرئيسة مع غزة والضفة الغربية. وإعادة فتح المعبر الحدودي بين غزة ومصر المُغلق منذ ان هزمت حماس، القوات الموالية لعباس في القطاع في يونيو (حزيران) الماضي، على ألا يكون لحماس دور مباشر في تشغيله، وهو ما يعيق اتفاقا مع حماس، اذ تبرز قضية معبر رفح كواحدة من اصعب القضايا التي تعيق التوصل الى اتفاق مع المصريين، وترفض حماس استبعادها من على المعبر، وقال المصدر المسؤول، ان حماس يجب ان تشارك في تشغيل المعبر، وهي تقبل بالسلطة الفلسطيينة شريكا، وقد أبدت مرونة في هذا، لكنها ترفض استبعادها».

وذكر مصدر فلسطيني مطلع في غزة لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطة الفلسطينية اقترحت على الحكومة المصرية، تشكيل لجنة دولية أو عربية للإشراف على تنفيذ أي اتفاق تهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة. وأضاف المصدر، أن الطرف الفلسطيني شدد على أهمية تشكيل هذه اللجنة، نظرا لعدم وجود اتصالات مباشرة بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع، الأمر الذي يصعب معه تحديد الطرف الذي يخرق اتفاق التهدئة.

ونفت اسرائيل امس، ان تكون هناك مفاوضات جارية للتوصل الى تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة بوساطة مصرية. وقال عاموس جلعاد، المستشار السياسي في وزارة الدفاع الاسرائيلية، «من الخطأ القول، ان هناك مفاوضات بوساطة مصرية».