تشييع الربعي.. حضرت الكويت وغاب الإسلاميون

رئيس الوزراء وصفه بالأخ والصديق.. والخرافي قال إنه أنار لطلابه طريق العلم ومسلكه

.. وجموع المشيعين الذين اكتظت بهم مقبرة الصليبخات لتوديع الراحل إلى مثواه الأخير («الشرق الأوسط»)
TT

شُيع في الكويت عصر أمس الدكتور أحمد الربعي، الذي قضى عن عمر يناهز 59 عاما بعد معاناة مع المرض دامت عامين.

وفيما ازدحمت مقبرة الصليبخات بالمعزين، الذين تقدمهم رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، ورئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي، وعدد كبير من القياديين والمسؤولين الرسميين والسياسيين والشخصيات العامة والمواطنين والمقيمين، كان لافتا غياب الإسلاميين عن المشاركة بالتشييع، إلا فيما اعتبر تمثيلا رمزيا من قبل حركة الإخوان المسلمين.

من جانبه استذكر رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد «ما قدمه أخي وصديقي الفقيد لوطنه ولأهل الكويت، فقد كانت له إسهامات كبيرة على الصعيد النيابي، حيث شارك مع اخوته أعضاء مجلس الأمة بممارسة حقهم التشريعي والرقابي على أكمل وجه».

وأضاف بعد مشاركته بتقديم واجب العزاء «كان الفقيد يضع مصلحة الكويت وأهلها نصب عينيه، وبعد أن تقلد مهام منصب وزير التربية والتعليم العالي، إذ أضاف لهذا المنصب من خبرته وثقافته وعلمه الشيء الكثير، وحاول جاهدا الارتقاء بالقطاع التعليمي سواء التعليم العام أو التعليم العالي إلى أعلى المستويات».

أما رئيس مجلس الأمة (البرلمان) جاسم الخرافي فأبن النائب السابق الدكتور أحمد الربعي قائلا إن «الكويت فقدت برحيله مفكرا كبيرا من رجالات الفكر والعلم، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد عمر بذل فيه الغالي والنفيس لوطنه وكان معطاء في كل موقع ومنصب تبوأه».

وبين الخرافي أن «الفقيد أنار لطلابه طريق العلم ومسلكه، عندما كان أستاذا جامعيا له مكانته الكبيرة وعطاؤه الجزيل، كما كانت له بصمات واضحة في تطوير التعليم عندما تسلم حقيبة وزارة التربية والتعليم العالي، فضلا عن انه كان عضوا فعالا ومستنيرا في مجلس الأمة لثلاثة فصول تشريعية».

واستذكر الخرافي «الدور الوطني الذي لعبه الفقيد وتفانيه وإخلاصه في حمل هموم الكويت من على المنابر الإعلامية يدافع عن قضاياها دون كلل أو ملل، ديدنه في ذلك حب الكويت والدفاع عنها، وممارسا عمله السياسي بالنضج والعقلانية، وبرحيله فقدنا زميلا عزيزا وأخا فاضلا ومفكرا كبيرا كان احد رجالات الفكر والعلم المشهود لهم بالكفاءة والخبرة».

من جانبه نعى رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي برجس البرجس الفقيد الربعي واصفا إياه بـ«أحد رجالات الكويت في الفكر والأدب والثقافة، فهو شخصية فذة لا تعوض، ناضلت في سبيل نصرة قضايا الكويت في المحافل السياسية والإعلامية، إضافة إلى نضاله في سبيل قضايا الوطن العربي، ما يجعله من أهم الشخصيات القومية على المستوى المحلي والقومي العربي، ورحيله عن الدنيا خسارة كبيرة للكويت والوطن العربي».

وشاركه المستشار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت الشاعر والأديب الدكتور خليفة الوقيان الذي اعتبر «غيابه خسارة وطنية وقومية كبيرة، لاسيما أن الفقيد مناضل وطني وقومي معروف على المستويين المحلي والعربي، وبدأ نضاله في سبيل نصرة قضايا أمته العربية ووطنه الكويت، مذ كان طالبا على مقاعد الدراسة، كما بذل الكثير من جهده ووقته وصحته في سبيل خدمة القضايا الكبرى».

وكانت وزيرة التربية الكويتية نورية الصبيح نعت الوزير والنائب السابق الدكتور أحمد الربعي نيابة عن أسرتي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي، مشيدة «بدوره الكبير أثناء توليه دفة المسؤولية في وزارتي التربية والتعليم العالي»، موضحة انه تم تطبيق الكثير من المشاريع التربوية التي كان لها اثر في رقي وتقدم الحركة التعليمية في الكويت.