حركة «الشباب المجاهدين» تعلن سيطرتها على مدينة حيدر بوسط الصومال

مقتل خمسة جنود حكوميين في هجوم للمعارضة على نقطة تفتيش

TT

تزايدت أمس، حدة القتال بين القوات الصومالية والإثيوبية وجماعات المعارضة المسلحة المناوئة لها، فيما أعلنت فيه حركة الشباب المجاهدين المتشددة أنها سيطرت على مدينة حيدر عاصمة إقليم باكول في وسط الصومال من دون قتال.

وقالت الحركة إن سكان المدينة استقبلوا عناصرها بقيادة الشيخ مختار روبو(أبو منصور) الناطق الرسمي باسمها وأحد المحسوبين على تنظيم «القاعدة» بترحاب بعد تصفية القوات التابعة للجيش الصومالي فيها.

واعترف مسؤول صومالي بهزيمة قواته وفرارها خارج المدينة، لكنه اعتبر في المقابل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة الصومالية (مقديشو) أن هذا الانسحاب تكتيكي، نافيا وجود أي أهمية استراتيجية للمدنية.

وشنت عناصر من المقاومة الصومالية مساء أول من أمس هجوما على نقطة تفتيش للجيش الصومالي على الطريق الرئيسي بين مقديشو وأفجوي، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود حكوميين.

وقال موقع تحالف المعارضة الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، إن الهجوم استهدف وقف جمع ما وصفه بالإتاوات إلاجبارية التي تفرضها عناصر من الجيش، على سيارات النقل العام من وإلى مقديشو.

وعثر أمس على جثة مواطن صومالي بالقرب من مبنى وزارة الدفاع السابقة، الذي تعسكر فيه القوات الأثيوبية في العاصمة، حيث يعتقد أنه قتل في وقت سابق خلال الاشتباكات بين المعارضة والقوات الإثيوبية.

إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصومالية أن الهجمات التي نفذتها مؤخرا الطائرات الأميركية ضد مواقع يعتقد أنها لمحسوبين على تنظيم «القاعدة» في جنوب الصومال تمت بالتنسيق والتشاور مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين (عدى).

وأبلغ عبدي حاجي جوبدون الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية مقديشيو، أن الإدارة الأميركية أبلغت يوسف وعدي بموعد الضربة الصاروخية ومكانها والهدف منها في إطار التعاون المشترك بين الجانبين لمكافحة الإرهاب.

وأضاف: «نحن منحنا القوات الأميركية الإذن والضوء الأخضر لشن هذه الضربة»، لافتا إلى أن عناصر متطرفة من تنظيم «القاعدة» موجودة في المنطقة التي استهدفها القصف.

وأوضح أن بلاده مستعدة للتعاون مع أي جهة دولية للحد من النشاط الإرهابي لهذه لعناصر، لكنه رفض في المقابل الإفصاح عما إذا كان هذا القصف قد نجح في قتل بعض المحسوبين على تنظيم «القاعدة».

من جهتها، أعلنت حركة «الشباب المجاهدين» المناوئة للسلطة الصومالية، وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، أن الغارات التي شنتها الطائرات العسكرية الأميركية قد فشلت في استهداف قياديين منها. وقالت الحركة في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن القصف الأميركي الذي تم عبر غارتين على منطقة طوبلي في الحدود الصومالية الكينية، لم يؤد إلى مقتل أي من عناصرها، معتبرة أن ما وصفته بالتدخل الأميركي السافر تم بعد فشل الإثيوبيين في مواجهة هؤلاء المقاتلين في كل مناطق وجودهم شرق وغرب الصومال.

على أن تحالف المعارضة الصومالية، قال في المقابل إن قصف الطائرات الأميركية للمنطقة قد خلف 4 قتلى وأكثر من عشرين جريحا بالإضافة إلى مقتل عدة أبقار. وكانت جبهة أقاليم باي وبكول بقيادة الشيخ مختار روبو (أبو منصور) الناطق الرسمي باسم حركة »الشباب المجاهدين» قد أعلنت سيطرتها التامة مساء أول من أمس على كل من مناطق واجد، بورهكبة، وحبال بربارتو في المنطقة. يشار إلى أن نفس الجبهة أحكمت سيطرتها بالكامل على مدينة دينسور الأسبوع الماضي والتي تعد منطقة استراتيجية لتحركات القوات الصومالية والإثيوبية على مقربة من مدينة بيداوة معقل السلطة الانتقالية في جنوب الصومال.

إلى ذلك, شن محمد عمر حبيب(ديري) عمدة العاصمة الصومالية مقديشيو هجوما حادا ضد ثلاث محطات إذاعية (القرن الأفريقي وشابيلا وسيمبا ) كانت القوات الحكومية الصومالية قد هاجمتها بشكل مفاجىء يوم الأحد الماضي واعتقلت مدير إحداها.

وقال ديري انه يتعين على هذه المحطات وقف بث ما وصفه بالتقارير المغلوطة, مهددا بإحالتها إلى القضاء وفرض عقوبات ضدها إذا استمرت في إذاعة تقارير تهدد الاستقرار والأمن في المدينة.

ودعت لجنة حماية الصحافيين الحكومة الصومالية إلي ضبط قوات الأمن كوسيلة لوقف الهجمات المتزايدة على الصحفيين ومنظمات وسائل الإعلام, لكن وزير الإعلام الصومالي أحمد عبد السلام قال في المقابل إن حكومته لم تأمر بشن غارات على الإذاعات الثلاث, لافتا إلى أن رئيس الوزراء نور عدى طالب باجتماع حكومي طاريء للجهات المختصة للتحقيق في ملابسات هذا الحادث. وقتل سبعة صحافيين خلال أدائهم لمهنتهم العام الماضى بينما فر 50 صحفيا آخرون من مقديشو.