القضاء الجزائري يحكم بإعدام 13 مسلحاً أدينوا في قضية واحدة

شركاء رسام مدبر مخطط تفجيرات الألفية أمام القضاء الصيف المقبل

TT

أصدرت محكمة جزائرية أحكاماً بالإعدام بحق 13 عضواً في الجماعات المسلحة، وذلك في قضية واحدة تتعلق بالقتل والاختطاف والسرقة. وأفادت مصادر قضائية بأن ملف شركاء أحمد رسام المتهم في مخطط «تفجيرات الألفية» بالولايات المتحدة، ستعالج قريباً على مستوى محكمة الجزائر العاصمة.

وأصدرت محكمة بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، أول من أمس أحكاما بالاعدام ضد 13 مسلحا هاربا من القضاء منذ عدة سنوات. وأوضح مصدر قضائي، أن المعنيين أدينوا بتهم كثيرة بينها «الانخراط في جماعة إرهابية» و«الاختطاف وطلب فدية». ويوجد ضمن المدانين، حسب المصدر، قادة «كتائب» مسلحة أبرزهم عبد المالك قوري وقدور رومان، وغيرهم ممن يوصفون بأنهم من منشطي العمل المسلح بـ«المنطقة الثانية» (شرق العاصمة) في هيكل تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي».

وينسب للمدانين الـ13، قتل جنود وعناصر الشرطة في كمائن وهجمات على مقار أمنية بواسطة المتفجرات، والسطو على مؤسسات مصرفية بمنطقة القبائل، وسرقة خزائنها وخطف أبناء أثرياء بالمنطقة، وتلقي فدية تقدَر بالملايين مقابل الإفراج عنهم. وتفيد مصادر أمنية تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، بأن أموال الفدية التي حصلت عليها الجماعات الإرهابية بفضل أعمال الخطف في العامين الأخيرين، منحتها نفساً جديداً مكنها من شراء مواد متفجرة من تجار العقاقير والأسمدة المستعملة في الزراعة، واستخدمتها في تفجيراتها التي وقعت عام 2007 ومطلع 2008.

وفي نفس القضية التي عالجتها محكمة بومرداس، حكم القاضي على ستة أشخاص آخرين بالسجن النافذ لمدد تتراوح بين عامين وثلاثة سنوات. وتوبع الستة بتهمة «عدم التبليغ عن جماعة إرهابية»، وهي تهمة عادة ما توجه لأشخاص يأوون الإرهابيين، أو يقدمون لهم المؤونة تحت التهديد أو تعاطفاً معهم. كما توجه لأشخاص يمدونهم بمعلومات عن تنقلات رجال الأمن بغرض قتلهم. وقال دفاع المدانين الستة إن موكليهم كانوا غير متلبسين بأي فعل يدينهم لحظة إلقاء القبض عليهم (صيف 2007)، بمنطقة الثنية التابعة لولاية بومرداس. وأفاد محام في مرافعته، بأن المتهمين كانوا يشتغلون في الزراعة عندما اعتقلتهم مصالح الأمن، وأشار إلى «الارتكاز على معلومات غير دقيقة» في توجيه تهمة الإرهاب، وأعلن استئناف الحكم.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر بوزارة العدل أن ملف شركاء الجزائري أحمد رسام الذي ارتبط اسمه بمخطط «تفجيرات الألفية»، ستتم معالجته على الأرجح في يونيو (حزيران) المقبل بمحكمة جنايات الجزائر العاصمة. ويتعلق الأمر بعبد المجيد دحومان وعادل بومزبر ومراد يخلف، الذين كانوا يقيمون في كندا وتذكر التحقيقات الأمنية أنهم ساعدوا رسام، في التخطيط لتفجيرات بالولايات المتحدة، لم تنفذ، بمناسبة المرور إلى الألفية. واعتقل رسام نهاية 1999 في مطار شيكاغو حاملا كمية كبيرة من المتفجرات. أما دحومان وبومزبر فقد اعتقلا بالجزائر في 2002 عندما كانا يقضيان عطلة الصيف، فيما طلب يخلف بنفسه الترحيل من معتقله بكندا عام 2001.