تعليق حملة الانتخابات الإسبانية بعد اغتيال مسؤول سابق من الحزب الحاكم

الحكومة تتهم «إيتا» واستطلاعات الرأي تظهر تقدم ثاباتيرو على منافسه

مؤيدون للحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يستمعون لخطاب انتخابي لرئيس الوزراء ثاباتيرو في مالاقا أمس (أ ب)
TT

علقت حملة الانتخابات التشريعية الاسبانية قبل يومين من الاقتراع المقرر غداً، اثر اغتيال مسؤول بلدي سابق من «الحزب الاشتراكي» الحاكم في بلاد الباسك (شمال اسبانيا) أمس. واتهمت الحكومة منظمة «ايتا» الانفصالية بالقيام بالاعتداء قبل عقد جلسة طارئة في البرلمان. وفور تبلغه نبأ الاعتداء، ألغى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، المرشح الاوفر حظا للفوز غداً على ما تظهر استطلاعات الرأي، ارتباطاته في ملقة (جنوب) وعاد بسرعة الى مدريد. وتعهد ثاباتيرو أمس بملاحقة المسؤولين عن الاغتيال وتقديمهم للمحاكمة.

وقالت ناطقة باسم الحزب الاشتراكي لوكالة الصحافة الفرنسية امس: «اعلنت الحكومة تعليق الحملة بعدما ابلغت بالاعتداء واستدعت كل الاحزاب السياسية الى مجلس النواب» مساء أمس. واكد ناطق باسم «الحزب الشعبي» اليميني تعليق حملة الحزب المعارض ايضاً. وتوفي المستشار البلدي المنتخب السابق في الحزب الاشتراكي أمس في بلاد الباسك متأثرا بجروح اصيب بها، بعدما تعرض لعدة طلقات من اسلحة نارية على ما افاد به ناطق باسم وزارة الداخلية الباسكية المحلية. وضحية الاعتداء الذي يبدو انه يحمل بصمات منظمة «ايتا» الباسكية الانفصالية هو ايساييس كاراسكو، عمره 42 عاماً، وهو مستشار بلدي سابق في موندراغون ينتقل عادة من دون حراس شخصيين، على ما ذكرت وسائل الاعلام الاسبانية. وكانت الحكومة الاسبانية قد رفعت في 21 فبراير (شباط) مستوى الانذار الارهابي على الصعيد الوطني الى «المستوى الاقصى»، خلال فترة الانتخابات، خشية ان تحاول «ايتا» التأثير على الاقتراع من خلال تنفيذ اعتداءات. ودعت منظمة «ايتا» الى مقاطعة الانتخابات التشريعية الاسبانية احتجاجا على «قمع» الدولة الاسبانية، خصوصا بعد حظر حزبين انفصاليين قريبين من الذراع السياسية لـ«ايتا»، حزب باتاسونا المحظور.

ووجه وزير الداخلية الفريدو بيريث روبالكابا اتهاما لـ«ايتا» امس بالوقوف وراء الاغتيال. ومن جهته، طالب زعيم اليمين مريانو راخوي المنافس لثاباتيرو بوحدة الاسبان «للتغلب على ايتا».

وفي بدايات الحملة الانتخابية نفذت «ايتا» المجموعة المسلحة المسؤولة عن مقتل نحو 820 شخصا في اعتداءات مستمرة منذ 40 عاما سعيا لنيل استقلال بلاد الباسك، اعتداءين مستخدمة المتفجرات، لم يسفرا عن سقوط ضحايا وقد استهدف احدهما مقرا للحزب الاشتراكي.

وتعتمد الحكومة الاشتراكية نهجا متشددا حيال «ايتا» وكل الاحزاب السياسية التي تدور في فلكها، منذ فشل مفاوضات السلام عام 2006 مع هذه المجموعة المسلحة. وقبل هذا الاعتداء كان ثاباتيرو ومنافسه اليميني راخوي يبذلان آخر الجهود لاقناع المترددين في اليوم الاخير من حملة الانتخابات التشريعية. وحاول رئيس الحكومة الاشتراكي المرشح لولاية ثانية حتى اللحظة الاخيرة إبقاء الضغوط على انصاره خشية ان يؤدي وضعه كالمرشح الاوفر حظا الى تراخ من قبل الناخبين الاشتراكيين الميالين تقليديا الى الامتناع عن التصويت اكثر من المحافظين. أما اليمين الذي يشكك في صحة استطلاعات الرأي فلا يزال يؤمن بفرصه ويراهن على نسبة امتناع كبيرة من الناخبين الذين خاب ظنهم بالاشتراكيين، مشددين على قلق الاسبان المتزايد من التباطؤ الاقتصادي. وتشير نتائج اخر استطلاعات للرأي الى ان الحزب الاشتراكي سيفوز بفارق اربع نقاط مئوية على الحزب الشعبي من دون ان يتمكن من جمع الغالبية المطلقة.