ليبيا تحبط مشروع بيان لمجلس الأمن يدين عملية القدس بعد إصرارها على ربطه بمقتل أبرياء في غزة

منطمة المؤتمر الإسلامي تدين الهجوم

TT

حملت الولايات المتحدة ليبيا مسؤولية فشل مجلس الأمن من إصدار بيان يدين عملية القدس التي استهدفت مدرسة دينية في القدس لغربية والتي اسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة العشرات بجروح. وقد فشل مجلس الأمن حتى في إصدار بيان ضعيف يتلى لوسائل الإعلام وغير ملزم بسبب معارضة ليبيا العضو العربي في المجلس التي ناشدت أن يكون البيان متوازنا ليدين مقتل الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة. وعقب الهجوم على المدرسة الدينية دعت الولايات المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ وتقدمت بمشروع بيان للصحافة باسم مجلس الأمن يدين بأشد العبارات هجوم القدس ويعرب في الوقت نفسه عن قلقه من أن أعمال العنف قد تساهم في عرقلة عملية السلام. وقد فوجئت الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بالموقف المتشدد الذي عبرت عنه ليبيا باسم المجموعة العربية حين أصرت على أن يكون البيان متوازنا ليتضمن فقرة تدين الهجوم الإسرائيلي على غزة والذي أسفر عن قتل عدد من المدنيين الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم عن 60 قتيلا. ونتيجة لرفض الوفد الأميركي للمقترحات الليبية فشل مجلس الأمن في إصدار بيان الإدانة وعبر السفير الأميركي زلماي خليلزاد عن أسفه وقال «اننا لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق لأن ليبيا مع دعم دولة أو اثنتين لا تريد إدانة هذا العمل الإرهابي ولكن تريد ربطه بقضايا أخرى». وأضاف خليزاد «ان المعارضة اضعفت فعالية مجلس الأمن في المنطقة وان ما حدث في المنطقة هو عمل إرهابي ونأسف للأمر الذي جعل مجلس الأمن يتصرف بصعوبة بدلا من أن يتصرف بإيجابية»، وحمل ليبيا مسؤولية عدم إصدار بيان رئاسي وقال «ان من حال دون هذه الإمكانية يتحمل المسؤولية». ويأتي اجتماع مجلس الأمن الطارئ بعد خمسة أيام من الاجتماع الذي دعت الى عقده السلطة الفلسطينية يوم السبت الماضي إثر الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة والذي فشل فيه مجلس الأمن في إصدار بيان يدين الاجتياح الإسرائيلي ومقتل المدنيين الفلسطينيين في القطاع. وأفاد رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير روسيا فيتالي جيركن بعد ساعتين من المشاورات قائلا «ان ليبيا رفضت حلا وسطا يدين قتل المدنيين الأبرياء»، وأعرب عن قناعته بأن العمل الذي جرى في القدس يثير الاشمئزاز ويستحق الإدانة. وأعلن السفير الإسرائيلي، دان غاليرمان، عن غضبه من موقف ليبيا الذي وصفها بالدولة الإرهابية وأشار إلى تفجير طائرة بان أميركان فوق اسكوتلندا عام 1988، وقال السفير «لسوء الحظ هذا ما يحدث عندما يقتحم مجلس الأمن الإرهابيون». وبدورها تجاهلت ليبيا تعليق السفير الإسرائيلي، وقال القائم بأعمال البعثة الليبية إبراهيم دباشي «لا نحتاج إلى تزكية من نظام إسرائيل الإرهابي، وعلى مجلس الأمن ألا يتحدث فقط عن الهجوم في القدس في الوقت الذي يتجاهل فيه ما حدث في قطاع غزة». في غضون ذلك توالت الإدانات من دول غربية للهجوم الذي وقع في القدس الغربية، وأعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن «اسفها» للاعتداء، وقدمت تعازيها هاتفيا الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، طالبة منه ان ينقلها الى ذوي الضحايا. كما دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «بأكبر قدر من الحزم الاعتداء» الذي وصف بـ«الجبان والوحشي».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون للصحافيين ان الرئيس الذي كان مقررا ان يستقبل مساء امس الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، سيؤكد انه من الضروري اليوم اكثر من اي وقت مضى مواصلة المفاوضات، لأن «حل النزاع لا يمكن ان يكون الا سياسيا».

دانت الحكومة اليابانية كذلك الهجوم، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أمس ان الهجوم الذي تعرضت له مدرسة دينية يهودية في القدس الغربية كان «هجوما في الصميم على عملية السلام، ويجب الا يسمح له بالنجاح في وقف عملية السلام».

وأكد «أعتقد انه من المهم للغاية التركيز على عدم السماح للراغبين في وقف عملية السلام بالنجاح، وذلك من خلال تصميم العالم بأكمله». وكان الرئيس الأميركي جورج بوش دان مساء أول من أمس الهجوم وكذلك المرشحان الديمقراطيان الى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون وباراك اوباما.

وندد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، أكمل الدين إحسان اوغلي، أمس بالهجوم، واعرب في بيان وردت نسخة منه الى وكالة فرانس برس عن قلقه البالغ «بشأن مقتل طلاب في القدس الغربية» الامر الذي يدينه، مذكرا بأن منظمة المؤتمر الاسلامي التي تتخذ من جدة مقرا، «تعارض كافة اعمال العنف والارهاب في أي مكان في العالم».

وأعرب اوغلي عن أمله في ان «تفتح هذه الادانة من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي (للاعتداء) أعين اولئك الذين بقوا صامتين ازاء العنف الذي استهدف مدنيين ابرياء بينهم اطفال، في فلسطين، وان يدركوا ان حلقة القتل المفرغة يجب ان تتوقف».

ودعا الامين العام للمنظمة كافة الاطراف المعنية الى «ضبط النفس تجاه هذا الحدث المأساوي» كما دعا المجتمع الدولي الى «التدخل سريعا بهدف التوصل الى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية من اجل وضع حد نهائي لأعمال العنف المؤسفة والمتكررة هذه».