وزير الدفاع الإيراني يوقع في الخرطوم اتفاق تعاون عسكري «بيني»

الرئيس السنغالي: تشاد والسودان سيوقعان اتفاقا بدكار في 12 مارس

لاجئون سودانيون في معسكر بالقرب من الحدود السودانية ـ التشادية (رويترز)
TT

وقع السودان وإيران في الخرطوم أمس على اتفاق تعاون عسكري «بيني»، شمل الجوانب الفنية والصناعية والعلمية والتدريب، في ختام زيارة قام بها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار للسودان، واستغرقت 4 أيام.

وقال الوزير الإيراني في مؤتمر صحافي، إن مثل هذه الاتفاقات تساعد على استتباب الأمن والسلم، وتؤدي إلى إثارة وإزعاج الأعداء ومن اسماهم بـ«الاستكبار العالمي»، وركز هجوما عنيفا على الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، لم يسمها.

وحسب الوزير الإيراني فان اقتدار وقوة السودان هو اقتدر وقوة إيران، وقال: لقد اتفقنا على أشياء تمت مناقشتها خلال زيارة وزير الدفاع السوداني لإيران في الفترة الماضية، وأضاف حددنا الموضوعات التي لم تحدد في السابق، واثنى الوزير الإيراني على العلاقات بين السودان وبلاده، وقال «وجهات النظر بين البلدين متشابهة في الكثير من القضايا، لذلك يواجهان ضغوطا متشابهة»، وقال ان مواقف السودان وإيران من القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق وأفغانستان متشابهة، وادان ما وصفها بالمجازر الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل، وقال: إن الصهاينة يقتلون الأطفال والمدنيين في فلسطين. واستغرب الوزير الإيراني من ان المجتمع الدولي لا يتحدث مع إسرائيل التي تمتلك أنواعا متعددة من الأسلحة النووية، ولكنه يمارس الضغوط على من يتعاملون مع الاستخدام النووي السلمي.

وتحدى وزير الدفاع الإيراني في مؤتمر صحافي قائلا: «ان إيران تصنع ما تريد، وليس لديها ما تخفيه»، في رده على سؤال حول تهديد المجتمع الدولي لبلاده بالمقاطعة.

وواصل لهجة التحدي بان إيران هي التي تقاطع الآخرين، وأضاف: نحن دولة غنية ونصدر الكثير من الأشياء فإذا توقفنا عن التصدير فان تلك الدول هي التي ستتضرر وليس إيران، واضاف: ستعاني تلك الدول اقتصاديا.

ونفى ردا على الأسئلة ان تكون بلاده لم تجب على ثلاثة أسئلة من جملة الأسئلة التي تقدمت بها وكالة الطاقة الذرية لها، وقال: لقد أجبنا على كل الأسئلة، وعلى أساس ذلك قالت الوكالة ان إيران تتعامل بشفافية مع ملفها النووي السلمي، وأضاف: ليست أمامنا اية أسئلة معلقة، ومع ذلك فان اميركا وبعض الدول الغربية تحاول استخدام مجلس الأمن كأداة لأفعالها وأعمالها. وبشر الوزير الإيراني الصحافيين بان القمر الصناعي الإيراني المثير للجدل سيطلق قريبا، وقال: وجودنا في الفضاء سيكون في القريب العاجل. وفي نفس الوقت، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان عن «ادانته» للاستخدام المتعمد وغير المتكافئ للقوة، بعد مقتل جندي فرنسي في قوة يوفور خلال مواجهة مسلحة في السودان.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، ان ساركوزي «يدين بأكبر قدر من الحزم الاستخدام المتعمد وغير المتكافئ للقوة ضد جنود يوفور، الذين يؤدون مهمة حماية انسانية لصالح السكان اللاجئين من دارفور والنازحين التشاديين».

واضاف البيان ان الرئيس الفرنسي «يطلب من السلطات السودانية أخذ كل الاجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار هذا الامر»، مشيرا الى ان «جثة السرجنت بولين العامل في بعثة يوفور، الذي اختفى الاثنين الفائت تم التعرف اليها رسميا».

ومن جهة اخرى، اعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد في باريس ان السودان وتشاد سيوقعان في 12 مارس (آذار) في دكار اتفاقا ينص على «حل نهائي» للنزاع بينهما. واضاف واد «سيتم التوقيع على اتفاق عام واتفاق تطبيقي» من قبل رئيسي السودان وتشاد عمر البشير وادريس ديبي، وذلك عشية افتتاح قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في دكار. وأدلى الرئيس السنغالي بتصريحاته للصحافيين عقب مباحثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس.

واضاف «اليوم قبل الطرفان القدوم الى دكار.. للتوصل الى حل نهائي».

وحول مضمون الاتفاق اوضح واد «انه ينص اولا على التزام الطرفين بالتوقف عن دعم معارضين من الجانبين على اراضيهما»، كما ينص على «نزع اسلحة كافة الحركات باستثناء أسلحة جيشي الدولتين». وتشهد العلاقات بين السودان وتشاد توترا وتتبادل الجارتان الاتهامات بالسعي إلى زعزعة الأمن في البلدين من خلال دعم كل طرف لمجموعات مسلحة ضد الطرف الآخر.

ومن جهة ثانية، قال مبعوث الصين ان بلاده حثت السودان على بذل مزيد من الجهود لوقف القتال في دارفور والاسراع بوصول مزيد من قوات حفظ السلام في معرض دفاعه عن بلاده التي وصفها بأنها جسر دبلوماسي للمساعدة في انهاء اراقة الدماء.

وواجهت الصين انتقادات غربية واسعة النطاق بأنها لم تستخدم صفقات النفط والاسلحة والعقود التجارية في السودان للسعي من اجل انهاء الاضطرابات القاتلة في منطقة دارفور الجرداء الشاسعة. لكن مبعوث بكين ليو جويجين الذي عاد من محادثات في الخرطوم وعواصم اخرى دافع عن بلاده وقال انها «تعمل بجد» بشأن السودان وقضايا اخرى لانهاء القتال مضيفا ان الصين يمكنها العمل كوسيط لتقريب فرص السلام.