استقالة مستشارة أوباما بعد وصفها كلينتون بـ«الوحش»

شدة المنافسة تدفع لإطلاق حملة بنسلفانيا قبل ستة أسابيع من موعد الاقتراع

TT

تلقت حملة المرشح الديمقراطي باراك اوباما ضربة أمس، بعد استقالة مستشارته للشؤون الخارجية سامنثا باور. واضطرت باور للاستقالة بعدما وصفت منافسة اوباما للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بـ«الوحش». وكانت بور قد وصفت كلينتون بانها «وحش»، لاستخدام الاخيرة «اساليب وضيعة»، خلال الانتخابات التمهدية في ولاية اوهايو اثناء مقابلة صحافية، على الرغم من انها طلبت حذف هذه العبارة من المقابلة مع صحيفة «ذا سكوتسمان» الاسكوتلندية. وطالبت حملة كلينتون باستقالة باور، على الرغم من اعتذارها عن هذه التصريحات.

وانتزعت هذه الحادثة فرحة الموظفين في حملة اوباما، بعدما اعلنت جمع أكبر التبرعات الفردية لمساندة حملته الانتخابية الشهر الماضي، وقيمتها 55 مليون دولار، ليصل مجموع المبالغ التي استطاع ان يجمعها منذ ان بدأت الحملة 193 مليون دولار، وهو أعلى رقم يصل اليه مرشح في تاريخ الانتخابات الاميركية في مرحلتها التمهيدية.

وتأتي استقالة باور في وقت تتصاعد حدة المنافسة بين اوباما وكلينتون، اللذين شرعا في حملة مبكرة في ولاية بنسلفانيا، وهي أهم الولايات المتبقية التي ستجري فيها انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي في 22 ابريل (نيسان) المقبل، في غضون ذلك عاد الحديث مجدداً حول تحديد مصير مندوبي ولايتي فلوريدا وميشغان اللتين استبعدتا في وقت سابق من التمثيل داخل مؤتمر الحزب الديمقراطي لحسم المنافسة بين المرشحين.

وعلى الرغم من اجراء انتخابات تمهيدية في ولاية وايومنغ (غرب الولايات المتحدة) فإن الاهتمام بها لا يذكر، إذ ان التجمعات الانتخابية ستختار 12 مندوباً فقط لمؤتمر الحزب الديمقراطي الصيف المقبل لاختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات. ولم تصرف الاموال الطائلة المعتادة للاعلان في الولاية، وتوقف اوباما قليلاً في وايومنغ قبل الانتقال الى ولاية ميسيسبي في الجنوب، حيث تجري انتخابات تمهيدية الثلاثاء المقبل، لكن التركيز كله سيكون على ولاية بنسلفانيا التي ستختار 103 مندوبين. واطلقت كلينتون حملة انتخابية مبكرة هناك على أمل تقليص الفارق بينها وبين اوباما في هذه الولاية، ولدى اوباما 1524 مندوباً، في حين حصلت كلينتون على 1432 مندوباً، والفرق بينهما 92 مندوباً بينما يحتاج المرشح لـ2025 للحصول على ترشيح الحزب. وكانت استطلاعات الرأي تمنح كلينتون تقدماً في بنسلفانيا، لكن استطلاعاً جرى امس اشار الى ان عدداً كبيرا من الناخبين اصبحوا يميلون الى التصويت لصالح اوباما، وسبب هذا التحول ان الناخبين الديمقراطيين يعتقدون ان اوباما وجه جديد يمكن ان يواجه السياسي المخضرم جون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري. وتشير التوقعات الى ان اوباما سيكتسح فلادلفيا أكبر مدن الولاية، في حين ستحصل هيلاري على أصوات مهمة في المدن الصغيرة.

وبينما تتواصل المنافسة الشديدة من المرشحين، اعيدت الانظار مرة اخرى لولايتي فلوريدا ومشيغان. وقال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي هوارد دين ان اي نقاش حول تغيير القواعد التي يتبعها الحزب في الانتخابات التمهيدية لانتخاب المندوبين الذين يمثلون كل ولاية في مؤتمر الحزب الذي سينعقد في 25 اغسطس (آب) ، يمكن ان يقود الى انشقاق داخلي. وتعليقاً على موضوع استبعاد مندوبي ولايتي ميشغان وفلوريدا من حضور المؤتمر، صرح بأن تغيير القواعد الداخلية سيقوض الثقة في النظام الداخلي للحزب لانتخاب مرشحه للسباق الرئاسي. وكان تقرر استبعاد تمثيل هاتين الولايتين لعدم احترام اللجان المحلية الضوابط الداخلية في تحديد موعد الانتخابات التمهيدية وكيفية اجرائها. وابلغ مصدر داخل اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي «الشرق الاوسط» في وقت سابق ان موضوع تمثيل ولايتي ميشغان وفلوريدا لا يمكن ان يحسم فيه الا مؤتمر الحزب، مشيراً الى انه حتى في حالة اتخاذ قرار سيكون من الصعب قبول الامر الواقع، إي السماح لمندوبي الولايتين بالمشاركة.

ويواصل فريق كلينتون ضغوطه على اللجنة الوطنية للحزب لايجاد صيغة تتيح لمندوبي الولايتين المشاركة في المؤتمر، على أساس انه لا يجوز حرمان أكثر من خمسة ملايين اميركي (سكان الولايتين) المشاركة في اختيار مرشح الحزب. يذكر ان كلينتون حصلت على أكبر عدد من المندوبين (عدد مندوبي الولايتين 366 مندوباً) في حين لم يقم اوباما باية حملة انتخابية في الولايتين ولم يكن اسمه على بطاقات الاقتراع، بسبب مقاطعة الحزب لهما. وقال ديفيد بلوف مدير حملة اوباما الانتخابية: «لا يمكننا ان نقبل بعدم حسم هذا الموضوع ويبقى معلقاً مدة 60 يوماً أخرى ... واياً كان الحل يجب ان يكون ذلك في القريب العاجل».