وفد أوروبي فرنسي في الخرطوم لتسلم جثمان الجندي الفرنسي الذي قتل داخل الحدود السودانية

الحركة الشعبية لتحرير السودان تنفي أنباء بفتح مكتب لها في إسرائيل

TT

تسلم وفد أوروبي فرنسي أمس جثمان الجندي الفرنسي التابع للقوة الأوروبية المنتشرة في شمال تشاد المعروفة بالـ«يوفور»، الذي لقي حتفه في اشتباك مع القوات السودانية داخل الأرضي السودانية الأسبوع الماضي، ونقل الجثمان وسط حضور مكثف من المسؤولين في وزارة الخارجية السودانية.

وقال الصادق الملقي، السفير في وزارة الخارجية ورئيس الجانب السوداني في عملية ترحيل جثمان الجندي الفرنسي، للصحافيين إن الجثمان تم فحصه سطحيا بدون ان يعرض للتشريح لأسباب إنسانية بعد ان طلبت أسرته عدم تشريحه، وقال إن السودان وافق على ذلك رغم أن من حقه في مثل هذه الحوادث تشريح الجثة خاصة ان ظروف وفاته تتعلق باشتباك بين قوات سودانية وقوات الـ«يوفور».

وكشف المقلي ان السودان طلب من وفدين أوروبي وفرنسي، وصلا الخرطوم خصيصا لموضوع الجندي الفرنسي، ضرورة تعويض أسر القتلى السودانيين في العملية وعددهم 4 أشخاص و 5 جرحى، وعن الخسائر الاخرى التي وقعت في مواشيهم وممتلكاتهم، وقال ان الجانبين الفرنسي والأوروبي وعدا بدراسة أمر التعويضات بعد اكتمال التقرير النهائي حول ملابسات الاشتباك الذي وقع قرب منطقة ابو جردال داخل الحدود السودانية بعد تسلل سيارة تحمل مجموعة مسلحة من قوات الـ«يوفور»، بينهم الجندي المقتول.

وكان الاتحاد الأوروبي قد انتدب المفوض جيل دورلاند، الملحق الشرطي الفرنسي بسفارتها في الخرطوم، لمتابعة اجراءات تشريح وتسلم الجثمان.

من ناحية اخرى، تبارى المسؤولون في الحركة الشعبية لتحرير السودان في نفي الانباء بفتح مكتب للحركة الشعبية في إسرائيل في الفترة الماضية، واعتبر مسؤول في الحركة تلك الانباء بأنها «نوع من الخبث السياسي ضد الحركة الشعبية». وفي تصريحات صحافية سخر القيادي في الحركة الشعبية ونائب رئيس البرلمان اتيم قرنق من تلك الانباء، وقال «إنها عارية من الصحة»، واضاف ان «الأمر مجرد سذاجة أو مؤامرة وأخبار مغرضة تستهدف الإثارة والنيل من الحركة والجنوبيين»، واضاف ان الحركة جزء من الحكومة ولا يمكن ان تفتح لها مكاتب في دولة ليس بها احزاب تتمتع بعلاقات وصلات دولية واقليمية، واضاف «لا يمكن ان نفتح مكتبا في دولة لن نتمكن من زيارتها». وقال قرنق ان الهدف من تلك الانباء هو محاربة الحركة الشعبية والتأثير على موقفها في الانتخابات المقبلة. وحسب قرنق فإن الحركة الشعبية تدرك جيدا تعقيدات العلاقات السودانية الإسرائيلية، وقال ان الحركة تحترم مشاعر الدول العربية في مسألة التعاون مع إسرائيل. وذكر قرنق ان الحركة وحكومة الجنوب ستدرسان هذا الخبر، الذي قصد منه الفتنة لمعرفة مصادره، وتحدى قرنق ان يكون الخبر صادرا عن اسماء محددة، وتساءل «لماذا تفتح الحركة مكتبا في إسرائيل بعد أكثر من 22 عاما وبعد تحقيق السلام»، وشكك في ان يكون كل السودانيين الذين دخلوا الى إسرائيل سودانيي الجنسية، لجهة ان أعدادا منهم ينتمون الى دول أخرى، لم يسمها، تعمل جهات معادية للجنوب على تمليتهم بعض البيانات الكاذبة، وقال القيادي بالحركة الشعبية إن وجود سودانيين في إسرائيل ينتمون للحزب الشيوعي، أو الحركة، أو المؤتمر الوطني، لا يعني بالضرورة فتح مكاتب لهذه الأحزاب بتل أبيب. واضاف قائلا «ان هؤلاء لم يهربوا الى إسرائيل لتشكيل احزاب» مؤكدا أن الجنوبيين لجأوا ايام الحرب إلى كينيا وأوغندا فما الذي يجعلهم يلجأون الى إسرائيل الآن. وفي نفس الوقت، قال النائب الاول لرئيس الحركة الشعبية الدكتور رياك مشار في تصريحات صحافية «لاول مرة اسمع هذا الحديث»، ونفى وجود أي اتصالات بين الافراد الذين اعلنوا فتح المكتب وقيادات الحركة الشعبية، ومع ذلك نقل عن صحيفة «الاحداث» السودانية انهم يدعون لاعادة النظر في علاقات السودانية الخارجية بما يتوافق مع اتفاق السلام الشامل بما في ذلك العلاقة مع اسرائيل. وكان بيان صادر بتوقيع سكرتارية الحركة الشعبية في إسرائيل بحسب موقع «سودان تريبيون» الالكتروني جاء فيه «بعد المشاورات مع قيادة الحركة الشعبية في جوبا، قررت الحركة الشعبية في إسرائيل إنشاء مكتب للحركة الشعبية في إسرائيل». وأضاف البيان ان فتح مكتب للحركة الشعبية في إسرائيل سيعزز من سياسات ورؤى الحركة الشعبية في الاقليم.