رايس ترعى جهود التهدئة مع حماس.. وتدعو مصر لمواصلة الحوار

حماس ستواصل مباحثات التهدئة الشاملة وتقول إنها «الرقم الصعب» وإسرائيل تتراجع عن إسقاطها

TT

أكدت مصادر اسرائيلية أن الإدارة الأميركية اصبحت متحمسة لفكرة التهدئة مع حركة حماس، بعد ان ادركت وفي ظل المواجهات الاخيرة، وتحديداً بعد عملية القدس، أن فكرة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة لم تعد منطقية. وقالت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي: إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ابدت حماساً لفكرة التوصل الى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، الأمر الذي دفعها الى ارسال نائبها ديفيد وولش الى القاهرة لحث المصريين على بذل جهود كبيرة من أجل التوصل للتهدئة بين حماس واسرائيل.

واكدت حركة المقاومة الاسلامية، حماس، من جانبها انها ستستمر في مباحثاتها مع مصر، من اجل التوصل الى تهدئة شاملة في قطاع غزة. ونفى فوزي برهوم الناطق باسم حماس لـ«الشرق الاوسط»، ان تكون المباحثات التي بدأتها القاهرة مع فصائل فلسطينية الخميس، قد فشلت. وقال «لم نصل الى نتيجة، لكن المباحثات حول الوصول الى تهدئة شاملة ستستمر مع المصريين». وحسب برهوم فان جولة العريش ستتلوها جولات. وحصلت مصر على ضوء اخضر اميركي، منذ اسبوع، بضغط مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما قال صائب عريقات، احد مساعديه، لـ«الشرق الاوسط»، لبدء مباحثات مع حماس، من اجل الوصول الى تهدئة متزامنة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت رايس في مؤتمر صحافي في بروكسل حيث تحضر اجتماعا لوزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي «تحدثت مع المصريين ونتوقع أن يقوموا بالجهود التي قالوا انهم سيقومون بها لمحاولة تحقيق تهدئة في المنطقة وتحسين الوضع في غزة». وكانت رايس قد ابلغت عباس الجمعة، انها ستواصل جهودها مع كافة الأطراف خصوصاً مصر، للوصول إلى تهدئة في أقرب وقت. وقالت رايس في بروكسل «كما تعرفون.. مصر حليف جيد في هذه الجهود لمساعدة عملية أنابوليس وانا على ثقة أن ما يفعله المصريون يتفق تماما مع هذا السياق». ورفضت رايس الخوض في تفاصيل المحادثات لكن الضوء الاخضر لمصر جاء اثر ضغوط قوية من حلفاء أوروبيين وعرب من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة التحرك لعمل شيء ما بشكل عاجل لكبح العنف.

ولم ترفض حماس التوصل الى التهدئة، لكنها تشترط «صفقة» شاملة، تضمن وقف العدوان وفتح المعابر، وتحديدا رفح. وقال برهوم «ان شرط حماس، هو وقف العدوان وفتح المعابر». وحول ما اذا كانت حماس سمتنع بعد ذلك وقف اطلاق الصواريخ من غزة قال برهوم «بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية". وقال التلفزيون الاسرائيلي، ان عملية القدس الاخيرة ضد مدرسة حاخامية، قد تعمل على خلق تغيير سياسي في الرؤية الاميركية في المنطقة.

وقال محللون اسرائيليون ان عملية القدس عملت على خلق واقع امني وسياسي واداري جديد فيما يتعلق بالعلاقة مع حماس. اذ اصبحت الولايات المتحدة على قناعة تامة عقب عملية القدس ان هناك صلة مباشرة بين القوة العسكرية لحماس في غزة وبين الضفة الغربية، وان الفكرة الاميركية القائلة، بالفصل بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وبين حكم حماس في قطاع غزة ليست ناجعة. وكان اولمرت قد ربط بين ما اعتبره «محافل الارهاب» في غزة، وعملية القدس، التي ثارت شكوك حول ضلوع حماس في تنفيذها. وقال احمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية لـ«الشرق الاوسط»، «ان العالم ادرك، انه يجب الانفتاح على حماس، ولا بد من محادثة حماس، الأميركيون أدركوا أن حماس رقم صعب، ولا يمكن تخطيها». وحسب يوسف فانه «حتى يتم التوصل الى تسوية، فيجب ان تكون حماس صاحبة الكلمة في تمرير هذا الاتفاق». وقبل اجتماع أنابوليس في العام الماضي، والذي أطلق من جديد عملية السلام كتبت مجموعة تضم دبلوماسيين سابقين ومسؤولين أميركيين كبارا لرايس والرئيس الاميركي جورج بوش لحثهما على ايجاد طريقة لضم حماس، الا ان رايس رفضت. وعقب يوسف، بالقول «سياتي يوم وتفاوضنا فيه الولايات المتحدة، ربما الادارة الاميركية القادمة».

من ناحية ثانية ذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة أن الحكومة الاسرائيلية تراجعت عن هدفها إسقاط حركة حماس في اعقاب جولة المواجهات الأخيرة. واضافت القناة أن أحداً من وزراء الحكومة الإسرائيلية لم يعد يرى أن إسقاط حكومة حركة حماس هدفاً واقعياً.