نائب في الكونغرس الأميركي يعتبر فوز أوباما نصراً لـ«القاعدة»

عدم شعبية ماكين بين المسيحيين اليمينيين قد يساعد المرشح الديمقراطي في سباق الرئاسة

TT

صرح عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري أمس ان «الارهابيين سيرقصون في الشوارع» في حال فاز المرشح الديمقراطي باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتأتي هذه التصريحات في وقت كان فيه اوباما يواصل حملته الانتخابية، واجرت ولاية وايومنغ انتخاباتها التمهيدية لاختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة.

وقال العضو في الكونغرس ستي كينغ (عن ولاية ايوا) انه بناء على رغبة اوباما في سحب القوات الاميركية من العراق، وبسبب اصوله الكينية واسم والده الاسلامي (حسين)، سيكون وصول أوباما الى الرئاسة الاميركية نصراً لـ«الارهابيين». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن كينغ قوله: «الإسلاميون المتطرفين والقاعدة.. سيرقصون في الشوارع بإعداد اكبر من الذين (احتفلوا) بهجمات 11 سبتمبر (ايلول) لأنهم سيقولون انهم انتصروا في الحرب على الارهاب». ورد الناطق باسم اوباما تومي فيتور على تصريحات كينغ قائلا: «لا يوجد مكان في السياسة عندنا لمثل هذه التصريحات». وطالب المرشح الجمهوري جون مكين بأن «يدين هذه التصريحات مثلما فعل لتصريحات مسيئة سابقة».

من جهة اخرى، شارك ناخبو وايومنغ، احدى اكثر الولايات الاميركية تأييدا للجمهوريين، في اختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية أمس، أحد المرشحين الديمقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما، اللذين يخوضان منافسة محتدمة للسباق الى الرئاسة الاميركية.

والانتخابات في وايومينغ التي يطلق عليها اسم «ارض رعاة البقر» ومعقل نائب الرئيس الجمهوري ديك تشيني واجب اكثر منها هدف للديمقراطيين. فالولاية التي تضم اقل عدد من السكان (500 الف نسمة) صوتت في انتخابات العامين 2000 و2004 لجورج بوش ومنحته اكثر من 70 في المائة من اصوات ناخبيها. والرهان على مجالس الناخبين ليس حاسما، اذ ان 12 مندوبا فقط سيخرجون عن هذه الولاية وحسب النظام النسبي وعلى مرحلتين، اذ سيتم تحديد سبعة فقط السبت وخمسة آخرين في المؤتمر المحلي للحزب في 24 مايو (ايار.

ويبدو ان الفارق يتقلص بين المرشحين مع حصول اوباما على تأييد 45% من الناخبين الديمقراطيين، في مقابل 44 في المائة لكلينتون، وفق استطلاع للرأي اجرته مجلة «نيوزويك» في الخامس والسادس من مارس (اذار). وبسبب شدة المنافسة بين كلينتون واوباما، تعتبر كل العوامل من الاسماء الى الدين ضرورية في حملة الانتخابات الاميركية. وثمة توقعات بأن المسيحيين الانجيليين الذين أثروا بدرجة كبيرة في الانتخابات الاميركية في الآونة الاخيرة، سيكون لهم دور مختلف ولكنه رئيسي في انتخابات الرئاسة الاميركية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، ويقول محللون ان كلا الحزبين حريص على التودد لهم. ولفت مدير الدراسات الدينية في جامعة أوكلاهوما ألن هرتزك الى ان صوت الانجيليين «سيكون مختلفا هذه المرة»، مضيفاً لـ«رويترز»: «الجماعة الانجيلية أكثر تفرقاً عما كانت عليه في الماضي». ويواجه مكين وهو أسير حرب سابق في فيتنام وسناتور أريزونا، صعوبة في كسب ود المتدينين المحافظين في حزبه الذين يرونه متساهلا في بعض قضاياهم الاساسية مثل أبحاث الخلايا الجذعية وزواج المثليين. وهذا قد يثبط حماسهم للاقبال على التصويت، كما فعلوا في عام 2004 عندما صوت 78 في المائة من الانجيليين البيض الذي أدلوا بأصواتهم للرئيس جورج بوش.

وتبين استطلاعات الرأي أن غالبية الانجيليين البيض يؤيدون المعسكر الجمهوري بقوة. ويعطي استطلاع حديث للرأي أجراه مركز «بيو» للابحاث مكين 70 في المائة مقابل 25 في المائة لاوباما وتقدمه بالفارق نفسه تقريبا على كلينتون في المجموعة نفسها.

ولكن المسيحيين المحافظين المتشددين في الحزب الجمهوري، غير راضين عن مكين لأسباب عديدة تتراوح بين تقاعسه عن تأييد تعديل دستوري يحظر زواج المثليين الى انتقادات وجهها في الماضي لزعماء الحركة. وبالتالي بينما قد تظهر استطلاعات الرأي تفوقه بثلاثة الى واحد تقريبا، فإنه قد يكتشف أن بعض من أيدوه في استطلاعات الرأي لن يحضروا للتصويت له في الانتخابات.