الناخبون الإسبان يدلون بأصواتهم اليوم تحت صدمة اغتيال نسب إلى «إيتا»

عودة ذكريات التصويت قبل 4 أعوام عقب تفجيرات مدريد

TT

تشهد اسبانيا اليوم انتخابات تشريعية بينما ما زالت تحت صدمة اغتيال عضو اشتراكي سابق في مجلس بلدي في الباسك (شمال اسبانيا)، في اعتداء نسب الى منظمة «ايتا» الانفصالية في نهاية حملة لطخت بعمل ارهابي كسابقتها التي جرت قبل اربع سنوات. وأحدث الاشتراكيون مفاجأة في الانتخابات التشريعية عام 2004 اذ فاز فيها مرشحهم خوسيه لويس ثاباتيرو بعد ثلاثة ايام على الاعتداءات الدامية التي نفذها متطرفون في مدريد واسفرت عن سقوط 191 قتيلا.

وكتبت صحيفة «الباييس» (وسط يسار) «كما قبل اربع سنوات، فان الموعد الانتخابي لطخ بعمل ارهابي، هذه المرة بيد قاتل جبان من ايتا». واثار مقتل ايساياس كاراسكو المستشار البلدي الاشتراكي السابق عن مدينة ماندراغون الباسكية الصغيرة استنكار الطبقة السياسية برمتها. وتجاوز الحزب الاشتراكي بزعامة ثاباتيرو والحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي ولو ظاهريا الانقسامات العميقة القائمة بينهما بشأن مكافحة الارهاب لدعوة الناخبين الى الرد على الاغتيال بالتصويت.

وقتل هذا كاراسكو في مركز لدفع رسوم المرور على احدى الطرقات العامة، بعدة رصاصات بعيد ظهر اول من أمس تحت انظار زوجته واحدى بناته الثلاث فيما كان خارجا من منزله. ووجهت ابنة كاراسكو نداءً الى الناخبين أمس بالتوجه الى التوصيت لمواجهة منظمة «ايتا». ونقلت وكالة «اسوشيتد بريس» عن ساندر كاراسكو، وعمرها 20 عاماً، قولها: «اناشد الذين يريدون ان يظهروا تضامنهم مع والدي ومع المنا بأن يتوجهون بشكل جماعي للتصويت والقول للقتلى بأننا لن نتخط خطوة واحدة الى الوراء». وكان الجناح السياسي لمنظمة «ايتا»، باتسونا، قد طالب مؤيديه بعدم المشاركة في الانتخابات. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الاغتيال غير ان الحكومة والطبقة السياسية اجمعتا على نسبه الى ايتا اذ انه يحمل بصمات هذه المنظمة السرية التي تعتبر مسؤولة عن قتل 822 شخصاً خلال اربعين عاما من «كفاحها المسلح» من اجل استقلال منطقة الباسك.

وسجي جثمان كاراسكو صباح السبت في بلدية موندراغون حيث ارسلت الحكومة نائبة رئيسها ماريا تيريسا فرنانديث دي لا فيغا للمشاركة في الجنازة. ودعا رئيس الحكومة المحلية خوان خوسيه ايباريتشي الى عقد تجمعات احتجاج عند الظهر امام مقرات بلديات الباسك. وكشفت وحدة الصف الظرفية بين اليمين والاشتراكيين عن حدودها خلال تلاسن حاد بين الزعيم الاشتراكي الباسكي باتشي لوبيث وماريانو راخوي داخل المصلى نفسه حيث سجي كاراسكو. وطالب لوبيث زعيم المعارضة بالتوقف عن القول ان الاشتراكيين «خانوا ضحايا» الارهاب بالتفاوض عام 2006 مع «ايتا»، في اشارة الى هجمات اليمين الذي عارض بشدة «حوار السلام» هذا، بحسب ما نقلت صحيفتا «ا بي ثي» و«الموندو» المحافظتان. وذكرت الصحيفتان ان لوبيث منع بعد ذلك راخوي من الاقتراب من النعش والتحدث الى افراد عائلة كاراسكو. وتوقعت آخر استطلاعات للرأي نشرت نتائجها الاثنين فوز ثاباتيرو بغالبية نسبية على المحافظين بزعامة راخوي بتقدم يقارب اربع نقاط. وقد علقت الحملة الانتخابية لجميع الاحزاب أول من أمس بعد الاعلان عن اغتيال كاراسكو، ولن تظهر مؤشرات حول كيف ستؤثر هذه الحادثة على نتائج التصويت. ولكن خصصت جميع الصحف الاسبانية أمس صفحاتها الاولى لمواضيع تتناول دخول «ايتا» على العملية الانتخابية في آخر لحظة من خلال الاغتيال التي قالت الحكومة ان المنظمة الانفصالية مسؤولة عنها.