استقالة الحكومة الصربية بسبب كوسوفو والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي

بلغراد على مفترق طرق: عودة إلى زمن ميلوسيفيتش أو توجه نحو بروكسل

TT

أعلن رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا أمس، انهيار الائتلاف الحاكم بعد صراع حزبي مرير بين مكوناته حول عدد من المواقف تتعلق بالوضع الجديد في كوسوفو وتداعيته على العلاقات الصربية مع الغرب. وقال كوشتونيتسا بعد ظهر أمس في مؤتمر صحافي: «لم يعد من الممكن استمرار الحكومة، ولا بد من إعادة المهمة إلى الشعب»، في إشارة إلى تنظيم انتخابات برلمانية جديدة. ومن المتوقع ان تطلب الحكومة الصربية التي يرأسه كوشتونيتسا من الرئيس الصربي بوريس طاديتش غداً، اعلان موعد الانتخابات الجديدة والتي يتوقع أن تكون في 11 مايو (ايار) القادم. وصرح كوشتونيتسا بأن «أعضاء الحكومة ليست لديهم مواقف موحدة حول كوسوفو وميتوكيا (يعني بميتوكيا كوسوفيسكا ميتروفيتس ذات الاغلبية الصربية) وعلم صربيا»، مضيفاً: «إذا لم تكن الحكومة موحدة فهذا يعني نهايتها وعلى الشعب أن يختار ماذا يريد». وتوقع كوشتونيتسا أن تتزمن الانتخابات التشريعية مع الانتخابات المحلية المقررة يوم 11 مايو، وسيحسم البرلمان الامر يوم الاثنين. وأشار كوشتونيتسا إلى أن المشاورات حول موعد اجراء انتخابات ستشمل الحزب الرديكالي الصربي. ولم يفصح فويسلاف كوشتونيتسا عما إذا كان سيتحالف مع الرديكاليين الصرب هذه المرة، معتبراً ذلك سابقا لأوانه. حول طبيعة الخلافات بين أحزاب الائتلاف الحاكم، قال كوشتونيتسا: «جميع الاحزاب تريد الانضمام للاتحاد الاوروبي، ولكن مع فارق هو أن البعض يريد الانضمام بدون كوسوفو والبعض الآخر مع كوسوفو». واعتبر رئيس الوزراء الصربي المستقيل «استقلال كوسوفو داس على مبادئ الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 1244». وكرر موقفه من توقيع معاهدة «الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي»، قائلاً: «لا يمكن توقيع معاهدة لا تعترف بأن كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا». وكان الرئيس الصربي بوريس طاديتش، قد دعا إلى التفريق بين قضية كوسوفو والانضمم للاتحاد الاوروبي، معتبراً الدفاع عن كوسوفو من داخل الاتحاد أفضل من الدفع عنه من خارجها على حد قوله. وتأتي استقالة رئيس الوزراء وانهيار الحكومة الصربية بعد دعوات لتوقيع المعاهدة مع الاتحاد الأوروبي بدون موافقة كوشتونيتسا، وهو ما جعله يستبق الأحداث. وشدد كوشتونيتسا على أن «سقوط الحكومة لن يؤدي إلى عدم الاستقرار في البلاد»، مضيفاً: «لا يوجد أي مبرر للخوف من عدم الاستقرار، فالمؤسسات الدستورية تؤدي عملها والحكومة ستصرف العمال إلى حين انتخاب حكومة جديدة».

وتبقى صربيا على مفترق طرق إذ أن كوشتونيتسا لن يتردد هذه المرة من التحالف مع الراديكاليين، إذ أسفرت نتائج الانتخابات القادمة عن نفس الحصص الحالية، وهو ما سيعيد صربيا إلى فترة التسعينيات من القرن الماضي على زمن ميلوسيفيتش. أما إذا تكررت نتائج الانتخابات الرئاسية فإن صربيا ستتجه نحو بروكسل بخطاب جديد وهوية جديدة. ولكن الانتخابات الرئاسية لم تكشف عن شعبية عارمة لطاديتش.