عضو في كتلة المستقبل: الدول العربية تعي وتدرك أن سورية تعطل الحل في لبنان

قال لـ «الشرق الأوسط»: إن دمشق وطهران تستغلان بلاده في صراعهما مع أميركا وإسرائيل

TT

شنَّ عضو كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني، مصطفى هاشم، انتقادات لاذعة لسورية وإيران قائلا إنهما تستغلان بلاده لتحقيق مكاسب في صراعهما مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال هاشم لـ«الشرق الأوسط» إن الدول العربية «تعي وتدرك أن سورية تعطل الحل في لبنان»، وأن سورية إذا كانت تعترض على «لبنانية مزارع شبعا» فعليها تقديم الخرائط الدالة على ذلك. وشدَّد النائب هاشم على أن قرار من يمثل لبنان في القمة العربية ليس بيد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، و«إنما بيد مجلس الوزراء مجتمعا»، لأنه هو الذي يقوم بأعمال رئيس الجمهورية في ظل الفراغ الرئاسي الحالي، مؤكداً رغبة تيار المستقبل والأغلبية في «عدم ربط انعقاد القمة (العربية المقرر لها في العاصمة السورية دمشق نهاية الشهر الحالي) بانتخاب رئيس للبنان». وأشار هاشم إلى أن المذكرة التي قدمها ضمن الوفد النيابي اللبناني، من الموالاة، لكل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وكذلك لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، خلال زيارته أخيراً للقاهرة، تضمنت المطالبة بترسيم الحدود مع سورية، قائلا إن «مزارع شبعا لبنانية.. هذه هي حدود لبنان، وإذا كانت سورية معترضة فعليها أن تقدم لنا الخرائط».

وحول إمكانية فتح الأغلبية لحوار مع سورية، لإنهاء الخلافات الراهنة، أفاد النائب هاشم بأن طاولة الحوار اللبنانية أقرت، في السابق، أهمية إقامة علاقات سويَّةٍ مع سورية، و«في المجلس النيابي اتفق الجميع، أغلبية ومعارضة، على ترسيم الحدود، وإقامة علاقات دبلوماسية، وذهب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلى سورية، ومع الأسف لم يستمر الحوار».

وعن مخاوف لأن يكون كل هدف المبادرة العربية انتخاب الرئيس اللبناني فقط والإبقاء على حكومة رئيس الوزراء الحالي فؤاد السنيورة كما هي، أوضح النائب اللبناني أن «مثل هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة لأنه فور انتخاب الرئيس ستقدم الحكومة استقالتها ويتم تشكيل حكومة جديدة، ولكن الذي يعرقل هذا الحل هو المعارضة اللبنانية، ومن خلفها إيران وسورية.. الأولى تريد إبقاء الورقة اللبنانية كرهينة في حوارها مع أميركا في الملف النووي، والثانية تريد ورقة لبنان لتقوية موقفها التفاوضي مع إسرائيل إذا ما حدث السلام». وحول التطمينات التي طلبتها المعارضة في الحوار الرباعي الذي يرعاه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أشار النائب اللبناني إلى أن الأغلبية طلبت مشاركة الجميع في قرار الحرب والسلم، و«هذا يجب أن يكون قرار إجماع لبناني، وليس بيد فريق واحد على الساحة اللبنانية.. سماحة السيد حسن نصر الله أعلن حرباً مفتوحة على إسرائيل بعد اغتيال (القيادي في حزب الله) عماد مغنية، وهو (الحزب) بذلك يريد أن يكون قرار الحرب له».

وقال إن زيارة وفد الموالاة أخيراً إلى مصر جاء لتسليم مذكرة إلى موسى وأبو الغيط للتأكيد على أهمية المبادرة العربية لحل أزمة لبنان، باعتبارها المبادرة الوحيدة القادرة على الحل والحسم، مضيفاً أن «الموالاة قدمت كل التسهيلات لإنجاح المبادرة.. المذكرة (المقدمة لمسؤولي الجامعة والقاهرة) شرحت وجهة نظر الموالاة في تحديد من يضع العراقيل أمام المبادرة العربية، إضافة للمطالبة بترسيم الحدود مع سورية.

وحول ما إذا كانت المحكمة ذات الطابع الدولي وراء أزمة لبنان، قال النائب هاشم: «نحن نعتقد ذلك، و(نعتقد) أن حزب الله مضغوط عليه، ومعروف أن وزراء المعارضة انسحبوا من الحكومة، عندما جاءت مسألة المحكمة، ثم استقالوا من الحكومة بعد إقرار نظام المحكمة في مجلس الوزراء، وكانوا يقولون لدينا تحفظات، وطلبنا منهم تسليم هذه التحفظات إلى الشعب اللبناني ومجلس الأمن أو المجلس النيابي، ولكنهم رفضوا».

وعما إذا كان نزع سلاح حزب الله من صلب مشاكل الأزمة اللبنانية، أكد النائب هاشم أنه «لم يتحدث أحد في لبنان عن نزع سلاح حزب الله.. الجميع طالب بوضع استراتيجية دفاعية يكون سلاح حزب الله جزءا منها»، موضحاً أن الشيخ سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، أكد أن بند نزع سلاح حزب الله في قرار مجلس الأمن مرفوض، و«هو موضع بحث بين الفرقاء اللبنانيين في إطار استراتيجية دفاع مشتركة».