نجل وزير خارجية ليبيا الأسبق يطالب تل أبيب بالكشف عن ملابسات إسقاط طائرة الركاب الليبية

أسقطتها الطائرات الإسرائيلية فوق صحراء سيناء قبل 35 عاما.. ووالده كان بين الضحايا

TT

في سابقة هي الأولى من نوعها بدأ محمد بوصير النجل الأكبر لوزير الخارجية الليبي الأسبق صالح بوصير تحركا قانونيا لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالكشف عن الحقائق المتعلقة بإسقاط طائرة الركاب المدنية الليبية التي كانت تقل والده و112 راكبا آخرين وأسقطتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في 11 فبراير ( شباط) عام 1973 فوق صحراء شبه جزيرة سيناء المصرية.

وقال بوصير في بيان أصدره أمس من مقر إقامته في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأميركية إنه طلب من السيد كينيث مان ومكتبه القانوني في تل أبيب، وفوضه نيابة عنه، للتقدم لحكومة إسرائيل بطلب رسمي لإعادة فتح ملف الحادث، لفحص الأسباب وراء اتخاذ القرار بإسقاط الطائرة المدنية الليبية وقتل ركابها، وكذلك كشف الحقائق المتعلقة بمصير والده الراحل. وكشف بوصير النقاب عن أن محاميه تقدم بالفعل بمذكرة بهذا الخصوص صباح الخميس الماضي لكل من مكتبي رئيس وزراء إسرائيل أيهود اولمرت وميني ميزوز المدعي العام في وزارة العدل الإسرائيلية تتضمن النظر في الطلبين المذكورين، لافتا إلى أن هدفه ليس فقط الوصول إلى معرفة كل ما يتطلبه إغلاق الملف نهائيا، ولكن أيضا لإعطاء مثلا يحتذى في إمكانية حل المشاكل، حتى المأساوية منها عبر الوسائل السلمية والمتمدنة.

وشدد نجل وزير الخارجية الليبي الأسبق على أن النجاح في الوصول إلى كل الحقائق المتعلقة بقرار اتخذ لاسقاط الطائرة المدنية الليبية والتسبب في قتل معظم ركابها، كما أن الكشف عن الحقائق المتعلقة بمصير صالح مسعود بوصير سيضيف بالتأكيد إلى الآمال في تحقيق السلام في المنطقة، لأنه سيظهر بوضوح لأهلها أن السلام ليس فقط هدفا ولكنه قبل ذلك نمط سلوك. وأعطت السلطات الإسرائيلية عند وقوع الهجوم وبعده العديد من المبررات لإسقاط الطائرة المدنية تراوحت بين أخطاء في الاتصالات وصولا إلى إجهاض عملية إرهابية كان يعتقد أن الطائرة مكلفة بها، إلا أن إطلاق النار على طائرة البوينج 727، غير المسلحة، وهي تتجه غربا عائدة إلى المجال الجوي المصري عبر قناة السويس، وبعد أن أبلغ قائد طائرة الفانتوم الحربية الإسرائيلية قيادة السلاح الجوي الاسرائيلي بأنه يرى أطفالا في الطائرة «يضغطون أنوفهم على النوافذ وهم يبحلقون في».. يحتاج إلى الفحص.

ويقول بوصير إن قرار إسقاط الطائرة وقتل ركابها من قبل السلطات الإسرائيلية وأسباب اتخاذه، لم يخضع أبدا للفحص الدقيق حتى الآن للكشف عن مدى فداحته.

يشار إلى أن صالح مسعود بوصير كان من بين ركاب الطائرة الضحية وهو سياسي ليبي بارز من دعاة الحرية، وكيل مجلس النواب الليبي في الخمسينات، ووزير الخارجية والإعلام في ليبيا بعد ثورة 1969. وقال نجله في بيانه لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الإسرائيلية كانت تعلم أن والده بين ركاب الطائرة، بل إن اسمه أعلن ضمن الناجين في الساعات الأولى بعد الحادث، إلا أن بيانا نهائيا ورسميا يحدد مصيره لم يصدر أبدا من قبل السلطات الإسرائيلية. وتلقت عائلة بوصير معلومات متضاربة عما انتهى إليه مصير عائلها، بما في ذلك صورة فوتوغرافية لجثمانه مسجى على أرضية ما يبدو انه مستشفى في إسرائيل في حالة تختلف مع حالة الجثمان الذي سلم إليها لدفنه في مدينة بنغازي الليبية.

ويجادل محمد بوصير بان مقارنة عدد من كانوا على متن الطائرة عند إسقاطها 113 (104 ركاب و9 من أفراد الطاقم ) توضح أن هناك جثتين مفقودتين، إلا أن العثور على بقايا رضيع، أذابته النيران في أحضان أمه المحترقة، عند اختبار الجثث في مشرحة زينهم في القاهرة يترك شخصا واحدا مجهول المصير حتى اليوم.

من جهة أخرى دشن محمد شريف نجل المذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي التي لقيت حتفها أيضا في حادث طائرة الركاب الليبية مدونة الكترونية باسمها على شبكة الانترنت في محاولة لتخليد ذكرى والدته الراحلة وتعريف الأجيال الجديدة بها في ذكرى رحيلها قبل 35 عاما.