فتاة سودانية تعرضت للتشويه بمادة حارقة تثير تعاطفا كبيرا

آلاف السودانيين هبوا لتقديم العون.. وأطباء ومحامون تبرعوا لعلاجها والدفاع عنها

TT

خلقت حادثة تشويه متعمد بمادة الأسيد الحارقة لوجه فتاة سودانية خلال الأيام القليلة الماضية حالة من التعاطف غير المسبوق من قبل مؤسسات المجتمع المدني في السودان، وأظهرت الحادثة التي تعرضت لها سناء عوض الكريم ذات العشرين ربيعا تجمعا فريدا بين السودانيين في مختلف أنحاء العالم بعد أن فرقت بينهم السياسة لسنوات عديدة.

وتبنى موقع إلكتروني يهتم بقضايا السودانيين في أصقاع العالم، وينطلق من الولايات المتحدة قضية سناء التي تعرضت لحروق بالغة في وجهها ورأسها أدت لتشويه ملامحها. فيما تقاطرت التبرعات المالية من مختلف دول العالم لعلاج الفتاة في احد المراكز المتخصصة في أميركا، وتبرع عدد من الأطباء السودانيين خاصة من آيرلندا وألمانيا بالإشراف على حالتها الصحية.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى رفض سناء العيش مع العريس الذي أجبرتها أسرتها على الزواج منه في العام 2005، مما حدا به للانتقام منها عندما أتى بماء حارق أو ما يعرف بـ«الأسيد» وأعطاه إلى شقيقها، واخبره بأنها مياه مباركة من احد المشائخ فصدقه وقام بسكبه على رأسها وهي نائمة لتتحول في ثوان إلى مخلوق آخر «مشوه» بعين واحدة.

وحاول ذووها علاجها في مصر ولكن عمليات التجميل لم تكن موفقة بل زادت من مأساة الفتاة مما أدى إلى انتشار قصتها وتدخل مؤسسات المجتمع المدني لإنقاذها، ومعاقبة زوجها الذي حكم عليه القضاء بالسجن ثلاثة أشهر والغرامة بمبلغ لا يتجاوز 11 الف دولار أميركي. وأعربت إحدى المتطوعات وهي مقيمة في الصين عن تفاؤلها بان يتم جمع مبلغ 400 ألف دولار وهي التقديرات المبدئية لإعادة البسمة إلى تلك الفتاة، وأشارت إلى أن طبيبة سودانية مقيمة في الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق مع المركز المتخصص في عمليات التجميل بالترتيب لنقل الفتاة إلى هناك خاصة ان عددا من الناشطين وسط الجاليات السودانية في بعض دول الخليج حددوا طرقا محددة لتجميع التبرعات المالية وإقامة حفلات ومناسبات خيرية لإنقاذ الفتاة. وعقد عدد من الصحف ندوات متخصصة عن قضية الفتاة التي اعتبرت عنفا ضد المرأة تحدث فيها العديد من المهتمين بغية تغيير بعض المفاهيم المغلوطة التي تمارس ضد المرأة، وتحدث فيها العديد من المهتمين بالقضايا الاجتماعية والدينية. وتبرع عدد من المحامين المشهورين للنداء الذي أطلقه الموقع الالكتروني بالعمل على استرداد حقوق الفتاة وإعادة محاكمة زوجها، وينفي القائمون على هذه القضية محاولات إلباسها ثوبا سياسيا حتى يتحقق الهدف الإنساني منها.