يسعى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال جولة في منطقة الشرق الاوسط يبدأها يوم 16 مارس (آذار) الحالي، الى دفع وتيرة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبحث زيادة انتاج اوبك من النفط لكبح الاسعار المتصاعدة.
وستشمل جولة تشيني في المنطقة السعودية وسلطنة عمان والضفة الغربية (السلطة الفلسطينية) وإسرائيل وتركيا، ويستقبله خلال زيارته للرياض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حسب ما أعلن بيان اميركي. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش إنه متفائل بأن اتفاقاً للسلام يمكن ان يحدث قبل ان يغادر منصبه في البيت الابيض (يناير من السنة المقبلة). وأشار بوش الى ان جولة تشيني تهدف الى حث الفلسطينيين والاسرائيليين على الالتزام بوعودهم تجاه السلام، وقال إن تشيني سيؤكد خلال الجولة ملتزمة بتحقيق السلام في الشرق الاوسط.
وأضاف بوش للصحافيين في ختام محادثات مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، انه سيوفد تشيني الى الشرق الاوسط «ليقدم تطمينات» بشأن التزام واشنطن بالعمل لتطبيق اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وليحث الطرفين على احترام «تعهداتهما».
وقال بوش إن «هدف (الزيارة) طمأنة (محادثيه) بشأن تعهد الولايات المتحدة بإرساء السلام في الشرق الاوسط (أي) اننا نتوقع من الاطراف المعنيين احترام تعهداتهم طبقا لخارطة الطريق». وأضاف ان تشيني سيؤكد ايضا «اننا نرى بوضوح التهديدات التي تحدق بالشرق الاوسط، وإيران أحد هذه التهديدات، وإننا سنستمر في احترام اتفاقاتنا الامنية وعلاقاتنا مع اصدقائنا وحلفائنا».
وقالت دانا بيرينو المتحدثة الصحافية باسم البيت الابيض، إن قرار الرئيس بوش ايفاد تشيني الى المنطقة يؤكد الالتزام الذي قطعه على نفسه تجاه منطقة الشرق الاوسط. وفي موضوع النفط قالت ان نائب الرئيس الاميركي سيطلب من السعودية التدخل لدى اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) رفع إنتاج النفط بهدف خفض الاسعار. وأكدت بيرينو ان جميع المسائل المتعلقة بالطاقة سيجري بحثها، بما في ذلك رفع معدلات الانتاج. وفي موضوع آخر قالت بيرينو إن التأجيل المتكرر لانتخاب رئيس جديد في لبنان «غير مقبول، ونحن قلقون جدا وعلى الذين يتدخلون في الشؤون اللبنانية وقف تدخلهم وإتاحة الفرصة للبنانيين انتخاب رئيس جديد للبلاد».
وفي تفاصيل جولة تشيني أعلن البيت الابيض أن نائب الرئيس الاميركي سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان. كما سيجتمع خلال جولته مع مسؤولين آخرين في حكومات الدول التي سيزورها. وقال بيان اصدره البيت الابيض إن الرئيس جورج بوش قرر إيفاد تشيني الى المنطقة ليبحث مع قادة الدول التي سيزورها «اهتمامات مشتركة».
تجدر الاشارة الى انه من المقرر ان يزور الرئيس بوش نفسه المنطقة في مايو (أيار) المقبل، للدفع بالتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني الى الامام، حيث يأمل الرئيس الاميركي ان يؤدي التفاوض الى إبرام اتفاقية سلام نهائية قبل نهاية السنة الحالية تقود الى قيام دولة فلسطينية.
وكان بوش قد أوفد قبل أسبوع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة، حيث عملت على إقناع الفلسطينيين والاسرائيليين استئناف مفاوضات متعثرة بينهما بعد ان كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوقف تلك المفاوضات من جانب واحد، احتجاجاً على عمليات عسكرية اسرائيلية استهدفت المدنيين في قطاع غزة.