المالكي يترأس وفد العراق إلى قمة دمشق.. وطالباني يؤكد: نزلنا عند رغبته

الدباغ لـ«الشرق الأوسط»: ستكون هناك مكاشفة حقيقية مع الدول العربية

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يسلم هدية لسجين سياسي سابق اثناء زيارته مقر جمعية السجناء العراقيين ببغداد أمس (رويترز)
TT

بعد ايام قليلة من اعلان مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية العراقية عدم مشاركة الرئيس جلال طالباني في مؤتمر القمة العربية المقرر عقده نهاية الشهر الحالي في دمشق، أكد مسؤول حكومي أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيترأس وفد العراق. وقال علي الدباغ المتحدث الرسمي للحكومة العراقية في تصريح لـ«الشرق الاوسط» «إن الحكومة تدرس مستوى حضورها في القمة العربية، باعتبارها حدثا مهما وتأتي في ظروف حرجة بالنسبة للاوضاع التي تمر بها المنطقة العربية». وأضاف «نأمل ونتوقع من القمة خيرا، لأن العراق قد أوفى الجزء الأغلب من التزاماته التي نادت بها القمم العربية السابقة. يبقى ان تلتزم الدول العربية بالتزاماتها كإسقاط الديون وتوسيع الحضور الدبلوماسي ودعم الوضع السياسي القائم، وتقوية حضورها في العراق بمختلف المجالات».

وتابع المتحدث باسم الحكومة «نتوقع من القمة ان تتخذ خطوات عملية في دعم جهود الحكومة العراقية في مواضيع المصالحة بين الاطراف المختلفة وتقديم الدعم الايجابي في مجالات الامن والسياسة والاقتصاد، وألا تكتفي فقط بالنوايا الحسنة رغم تقديرنا لها، فنحن نحتاج من القمة العربية اتخاذ خطوات عملية تجاه بلدنا وهو ما يتوقعه العراقيون منها».

وأكد الدباغ «أن الرسالة التي سيحملها رئيس الوزراء الى القمة «ستكون رسالة واضحة لجميع الدول العربية، مضمونها ان العراق يمد يده للاشقاء العرب وان الانتماء العربي للعراق هو موضوع اساسي لا يمكن المساومة عليه»، موضحا ان هناك رغبة قوية من قبل الحكومة الحالية لتطوير العلاقة مع مختلف الدول العربية، وان يكون الدور العربي حاضرا بقوة في المستقبل وليس كما هو عليه في الوقت الحاضر من حالة غائبة. وأشار المسؤول العراقي الى امكانية حدوث مكاشفة حقيقية بين العراق والدول العربية، قائلا «نريد هذه المكاشفة والتحدث بصراحة، ونريد من الدول العربية ان تستمع لكل وجهات النظر، وألا تبنى السياسات العربية على السماع من طرف واحد لا يمثل كل المكونات العراقية وبالتالي الحكم بنظرة أحادية».

وكشف الدباغ عن وجود تنسيق كامل بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حول حضور المؤتمرات المهمة كاجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة، ومؤتمر القمة الاسلامية، ومؤتمر القمة العربية، وهذا الامر فيه تنسيق وتطابق في وجهات النظر  بين الطرفين من خلال الاتفاق على ان من يحضر هذه المؤتمرات يمثل العراق فقط.   من جهته، نفى مستشار لطالباني الاحاديث والإشاعات التي تتناولها بعض الاوساط السياسية والإعلامية والشعبية في البلاد والتي مفادها بأن اعتذار طالباني عن عدم حضور القمة قد جاء بسبب تردي حالته الصحية، مستشهدين بذلك على ما كان عليه خلال ظهوره على شاشات التلفزيون خلال استقباله للرئيس الايراني وجلوسه اثناء كلمة ألقاها الرئيس محمود احمدي نجاد، وخلال زيارته لتركيا وهو يتكئ على عكاز خشبي. ورد المستشار الذي رافق طالباني في زيارته الاخيرة لأنقرة على هذه الاشاعات في تصريح مقتضب لـ«الشرق الاوسط»، قائلا «لا توجد اي وعكة صحية يعاني منها الرئيس، وأنا أنفي أي شيء من هذا القبيل»، مؤكدا «ان طالباني يتمتع بصحة جيدة جدا والزيارات واللقاءات التي قام بها اثناء الزيارة خير دليل على ذلك».     وفي ذات السياق، نقل بيان صادر عن رئاسة الجمهورية تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، امس، عن طالباني، قوله «أنا لم اعتذر عن المشاركة، بل أن دولة رئيس الوزراء هو من سيترأس الوفد العراقي وسيقوم بالترتيبات لعقد اتفاقات فنزلنا عند رغبته». وكانت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية قد كشفت في وقت سابق أن سبب عدم مشاركة الرئيس طالباني في القمة العربية، يعود إلى انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية، ولاسيما التغييرات التي من المنتظر أن تجرى على تشكيلة حكومة المالكي والتي تحتاج الى حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية، مشيرة الى ان طالباني سيكلف احد نائبيه لحضور القمة.

ويرى المراقبون أنه رغم العلاقات التجارية الكبيرة بين العراق وسورية التي تشهد ازدهارا كبيرا وواسعا، إلا أن هناك برودا في العلاقات السياسية بين الجانبين، رغم زيارة العديد من كبار المسؤولين العراقيين الى سورية، مرجحين أحد اسباب ذلك البرود يعود الى عدم فتح دمشق لسفارتها في العراق حتى الآن.