الأمير سلطان في الدوحة: كلنا يد وأسرة واحدة

قال إن السعودية ستحضر قمة دمشق.. ولا أزمة في علاقات الرياض مع الدوحة

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني واستقبال حافل للأمير سلطان لدى وصوله إلى الدوحة أمس (رويترز)
TT

فيما خرجت القيادة القطرية بكافة أركانها أمس، لاستقبال ضيفها الكبير الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، الذي بدأ زيارة رسمية لقطر تستمر ثلاثة أيام، قال الأمير سلطان في تصريحات صحافية فور وصوله لمطار الدوحة إنه لا توجد أزمة في علاقات بلاده مع دولة قطر، كما أعلن أن السعودية ستحضر القمة العربية التي تستضيفها العاصمة السورية دمشق الشهر الحالي، غير أنه أعتبر أن من يمثل السعودية في القمة هو في «يد ولي الأمر» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وهو من يقرر ذلك.

وتأتي تصريحات الأمير سلطان إثر زيارة رسمية لقطر، قابلتها القيادة القطرية بحفاوة بالغة بدت ظاهرة للعيان من حجم الاستقبال الذي حظي به الأمير سلطان بن عبد العزيز لدى وصوله مطار الدوحة الدولي، حيث كان في مقدمة مستقبليه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس وزرائه ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومستشاره الخاص الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة عبد الله العطية.

وردا على سؤال عن مشاركة السعودية في قمة دمشق المرتقبة، قال الأمير سلطان إن السعودية هي أول من يشارك في القمة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن ما يتعلق بمستوى التمثيل فهو «متروك لولي الأمر»، موضحا أن مشاركة السعودية في القمة لا يمكن التخلي عنها. وفي شأن العلاقات السعودية القطرية، شدد ولي العهد السعودي على أن الرياض والدوحة على وفاق كامل، مضيفا انه لا توجد اي ازمات بين البلدين، وأن من يقول غير ذلك فهو يريد الاصطياد في الماء العكر، وأن هناك أعداء يحاولون خلق الأزمات.

ووفقا لتصريحات الأمير سلطان بن عبد العزيز فإن العلاقات السعودية القطرية هي علاقات «أخوة راسخة وصادقة من مئات السنين إلى يومنا هذا، ولم نختلف أبدا، لكن الانسان يختلف في بيته مع أبنائه على موضوع، ثم يخرج منه وهم متفقون».

وسئل الأمير سلطان عن الرسالة التي يحملها إلى الشعب القطري في زيارته هذه فأجاب «شعب قطر هو شعب السعودية والأمر الذي أحمله لأهلي في قطر هو التأكيد بأننا كلنا يد واحدة وأسرة واحدة».

وقال ولي العهد السعودي عن أبرز القضايا التي ستتصدر جدول أعمال المباحثات السعودية القطرية «ليس بيننا أمور تبحث، والذي بيننا تأكيد العلاقات الثنائية وتثبيتها واستمراريتها».

وأكد الأمير سلطان على الوفاق التام بين القيادتين السعودية والقطرية مضيفا «لا خلاف بيننا وبين قطر في وجهات النظر تجاه العديد من القضايا».

وعلى صعيد زيارة الأمير سلطان للدوحة، فإن ما أضفى الكثير من الحميمية للزيارة هو إقامته في ضيافة أمير قطر في قصر ديانا، الواقع في منطقة الدفنة على ضفاف الخليج العربي، بالرغم من أن غالبية الضيوف والزعماء الذين يزورون الدوحة يقطنون فندق شيراتون الدوحة، المخصص لإقامة رؤساء الدول، ومما يزيد من خصوصية الزيارة هو برنامجها الذي هو أقرب للزيارة الحميمية منها للزيارة الرسمية، فباستثناء المباحثات الرسمية التي عقدت في وقت متأخر من مساء أمس بين الأمير سلطان بن عبد العزيز والشيخ حمد بن خليفة، فإن غالبية برنامج الزيارة يحتوي على لقاءات على مستوى عال، لكنها غير رسمية على كل حال، حيث أقام الشيخ حمد بن خليفة مأدبة عشاء رسمية مساء أمس تكريما للأمير سلطان والوفد المرافق له، في حين سيقيم أمير قطر ظهر اليوم حفل غداء خاصا لولي العهد السعودي في قصر الوجبة، مقر إقامة أمير قطر، قبل أن يقيم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية مأدبة عشاء تكريما للأمير سلطان والوفد المرافق له، في حين يقيم الشيخ تميم بن حمد مأدبة غداء ظهر غد تكريما للأمير سلطان قبل توجهه لمطار الدوحة للعودة إلى السعودية.

وبالرغم من عدم ترشح أي معلومات عن المباحثات السعودية القطرية التي جرت في وقت متأخر من مساء أمس، إلا أن تعزيز العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، سيكون على رأس أجندة أعمال رئيسي وفدي البلدين، خاصة مع الخطوة السعودية بتعيين سفير لها في الدوحة.

وفور وصوله للدوحة أدلى الأمير سلطان بن عبد العزيز بتصريح جاء فيه: «يطيب لي ونحن نصل إلى دولة قطر الشقيقة تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة أن أعرب عن بالغ سروري لزيارة أهل وإخوة أعزاء وعلى رأسهم الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأن أنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أمير قطر وإلى شعب وحكومة دولة قطر الشقيقة».

وأضاف الأمير سلطان «إن زيارتي هذه تأتي امتدادا وتواصلا للزيارات الأخوية القائمة بين بلدينا الشقيقين وتأكيداً للعلاقات الحميمة بينهما والتي تزداد عراها يوما تلو الآخر انطلاقا من التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بتطوير العلاقات الأخوية الراسخة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين وتعزيز مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وأعرب الأمير سلطان في تصريحه، عن بالغ شكره وتقديره للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وللشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، على ما لقيه من حفاوة استقبال في بلده الثاني، مبينا أن تلك الحفاوة «لا تستغرب على إخوة أشقاء لنا تربطنا بهم صلات أخوية وطيدة رعاها الآباء والأجداد وحافظ عليها الأبناء من بعد».

ويرافق ولي العهد في زيارته للدوحة وفد يضم، الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد، مستشار ولي العهد، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعبد الله الغريري رئيس مراسم ولي العهد، وحمد السويلم نائب رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعبد الله بن مشبب الشهري المرافق الخاص لولي العهد، ومحمد الشثري مدير الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والسفير السعودي في الدوحة أحمد القحطاني، واللواء ركن عبد الرحمن البنيان مساعد مدير عام مكتب وزير الدفاع والطيران، وعبد الله بن محمد النمر.

وكان الديوان الملكي السعودي، أعلن أمس عن مغادرة الأمير سلطان بن عبد العزيز، العاصمة الرياض في طريقه إلى الدوحة، مبينا أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي «إنطلاقاً من روابط الأخوة والقربى بين السعودية ودولة قطر، وفي إطار التواصل والتشاور بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وأخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر» وأنها تأتي «بناءً على دعوة رسمية من أمير دولة قطر».

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز، قد غادر والوفد الرسمي المرافق الرياض أمس متوجها إلى الدوحة، حيث ودعه في مطار قاعدة الرياض الجوية، الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير تركي الفيصل، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، والأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والأمراء.