النائب الياس عطا الله لـ«الشرق الأوسط»: الأزمة طويلة.. ولن ننتخب بالنصف زائدا واحدا

وفود من قوى 14 آذار ستزور العواصم العربية لعرض موقفها

TT

أكد رئيس حركة «اليسار الديمقراطي» النائب اللبناني الياس عطا الله أن فريق الأكثرية لن يلجأ إلى انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائدا واحدا «على رغم انه خيار قانوني»، معترفا بان الأكثرية تتعامل مع الأزمة القائمة على أنها «أزمة طويلة الأمد». واعتبر أن الأزمة الحقيقية ليست في لبنان بل في محاولات النظامين السوري والإيراني استعماله ساحة لتصفية الحسابات. وكشف عن سلسلة زيارات ستقوم بها وفود من قوى «14 آذار» الى العواصم العربية لوضعها في أجواء ما يحصل على الساحة اللبنانية، مشيرا إلى انه لا يعرف حجم التأثير الذي أحدثته اللقاءات التي أجريت على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة من قبل وفد قوى «14 آذار».

وقال عطا الله لـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال عما فعله وفد الأكثرية في القاهرة: «أكدنا تمسكنا بالمبادرة العربية ورفضنا أي تعمية بمساواة موقفنا بالموقف الآخر، حتى لو اقتضت الدبلوماسية ذلك، لأنه من غير الصحيح أن السعي إلى تنفيذ المبادرة واجه صعوبات من الطرفين، بل من موقع واحد. وهذا الأمر لا يحتاج إلى إثباتات رغم ما لحق به من تشويهات نتيجة الحملات الإعلامية. بنود المبادرة العربية واضحة. ونحن مستعدون لإثبات صدقيتنا بالنزول إلى مجلس النواب لتنفيذها عبر انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا وتأليف حكومة لا نمتلك فيها النصف زائدا واحدا ولا تمتلك المعارضة فيها الثلث زائدا واحدا».

* وماذا عن قانون الانتخاب؟

ـ لا يوجد تباعد كبير حول قانون الانتخاب. ويمكن إيجاد ملاءمة بين (اعتماد) القضاء (دائرة انتخابية) وقانون العام 1960، وبغض النظر عن موقفي الشخصي من الخيارين لأننا هنا في صدد تسوية، ولا اعتقد أن قانون الانتخاب سيفشل المبادرة العربية.

* والذي أردتموه من مخاطبة الوزراء العرب؟

ـ قلنا لهم ان الصراع في لبنان هو جزء من صراع اكبر. وان الهجوم من النظامين السوري والإيراني على لبنان هو أوسع من حدود ما يدور في الواقع اللبناني ويستهدف الأمن العربي والاستقرار العربي. ولا حاجة للتأكيد على مبدئية الموقف من إسرائيل لأنه من البديهيات، لكن نحن نرفض هذه الوسائل غير المجدية بإقحام الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهات لا تخدم مصالحهما، فيما إسرائيل تستفيد من هذا المنطق المغلوط وتقدم على جرائمها وتفشل سياسة الاعتدال ومقررات القمم العربية التي بدأت في بيروت عام 2000. وقلنا لهم (الوزراء العرب) إننا متمسكون بحل واقعي حدوده المبادرة العربية التي ورثت الحوار الداخلي والمبادرة الأوروبية وعبرت عنهما في شكل أكثر تكاملا، لكنها نعيت وعرقلت. وأي طرف أعلن من أين جاءت العرقلة تم تصنيفه على انه من «14 آذار» كما حصل مع وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.

*وماذا كانت نتيجة اللقاءات؟

ـ لمسنا تفهما، لكننا لا نستطيع أن نؤكد ما هي حدود التأثير والحد من إمعان سياسات المحور السوري ـ الإيراني. نستطيع أن نفهم الموقف الذي يتخذه بعض الممثلين العرب لضرورات واقعية ربما، لكن هذا الأمر لا يغير من خطورة الأوضاع التي تتولد نتيجة العيش على مآسي شعوب أخرى. مطلوب التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني على قاعدة وحدة الشعبين اللذين يتعرضان لامتحان قاس من قبل إسرائيل. والمساعدة تتم ليس عبر تهريب الصواريخ وتكوين المجموعات الانتحارية فحسب وإنما عبر تمكين وتمتين أواصر المجتمعات لمواجهة هذا الواقع المعقد، علما أن لكل موقع خصوصيته.

* جرى الكثير من الكلام عن «استراتيجية جديدة» لقوى الأكثرية بعد القمة العربية، فما هي معالمها؟

ـ نحن نريد محاولة إيصال قناعتنا التي تؤمن أوسع تفهم لخطورة الوضع، داخليا مع البطريرك (الماروني نصر الله) صفير والمرشح (قائد الجيش) العماد ميشال سليمان وعربيا ودوليا لان لا عمل يحمل في طياته العودة إلى النصف زائدا واحدا، بل إن الشعب اللبناني يتحمل مسؤولياته في مواجهة التحديات التي تواجه الاستقرار الداخلي ونشوء الدولة والحريات. الشعب اللبناني ليس خارجا من المواجهة الوطنية مع هذه المخططات أو سياسة الأحلاف.

* إلى متى استمرار الفراغ الرئاسي؟

ـ له بعدان، داخلي يحتاج إلى مزيد من الوعي لخطورة الوضع على الجميع كأطراف وعلى البلد والدولة، ومزيد من الإدراك والفاعلية والالتزام العربي لأنه أصبح واضحا أننا لا نواجه عملية داخلية بل هي رهينة السياسات الإقليمية، وليس صحيحا أنها لبنانية لأن اعقد مسألة وهي سلاح «حزب الله» نحن نطرح لها حلا بمعالجة عقلانية. أما المحكمة الدولية فقد قلنا إننا لا نرضى بتسييسها، وإنها ليست انتقامية، إنما وسيلة للعدل وبناء الدولة على أسس الحق. الواضح أننا أمام أزمة غير قصيرة، وعلى هذا الأساس سنتعامل مع الواقع على أنها أزمة طويلة الأمد.

* لكن في المقابل انتم متهمون بالمراهنة على التدخلات الخارجية! ـ نحن لا نقبل أن يكون لبنان معبرا لسياسات الأحلاف، خلافا للحملات المتجنية. لسنا مع البوارج ولا نراهن عليها. كما أننا نرفض الخضوع لتحويل لبنان إلى ساحة لمصالح النظامين السوري والإيراني، فالأول يريد وضع اليد على لبنان، والثاني يريد أن يفاوض من موقع المتراس المتقدم في لبنان. نحن لا نعتقد بأن لأحد ما الحق في أن يقول إنه يريد أن يهزم أميركا عبر لبنان، فليهزم أميركا على ساحته».