قائد شرطة ديالى يواجه صعوبات جمة في تحقيق التقارب الطائفي في المحافظة

اللواء القريشي: قتل 1500 من رجالي ويلزمني 1200 شرطي إضافي

TT

بروانة ـ أ.ف.ب: يواجه ضابط رفيع المستوى في الشرطة العراقية صعوبات جمة في تحقيق تقارب بين السنة والشيعة في احدى القرى المختلطة الواقعة في محافظة ديالى المضطربة، اكثر مناطق البلاد خطرا.

ويدخل موكب مصفح للجيش الاميركي بشكل لافت للنظر قرية بروانة، شمال بعقوبة كبرى مدن ديالى، ويقول الميجور توماس ريدر المكلف شؤون تدريب الشرطة في المحافظة «تلقينا شكاوى تتعلق بتصرفات طائفية يقوم بها عناصر من الشرطة العراقية». ويضيف «طلبنا من قائد الشرطة في المحافظة اللواء غانم عباس القريشي التحقيق في هذه الاتهامات»، وكان القريشي قائد الفرقة 37 في الجيش العراقي السابق.

وتنقسم القرية الى بروانة الكبرى ذات الغالبية السنية وبروانة الصغرى التي يسكنها شيعة. وتؤشر الاعلام السوداء والحمراء والخضراء الى بداية الجزء الشيعي. ويقول اللواء القريشي الذي يرتدي زي مغاوير وزارة الداخلية ويعتمر قبعة حمراء تحمل رمز المظليين «قبل عدة اشهر، كان من المستحيل المرور على هذه الطريق».

ويؤكد الجيش الاميركي ان اكثر من 17 الف شرطي يخضعون لاوامر اللواء الذي تسعى شبكة «القاعدة» الى قتله. يشار الى ان ديالى مسرح لأسوأ اعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة كما انها ابرز معاقل «القاعدة». ويضيف القريشي «يلزمني 2500 شرطي» اضافي بعد مقتل اكثر من 1500 من عناصر الشرطة.

وفي بروانة الصغرى، تستقبل امرأة منتحبة ترتدي ثيابا سوداء الموكب وتصرخ قائلة «لقد قتلوا اولادي»، مشيرة الى عائلات من السنة تقطن قرية مجاورة. ويتمركز جنود اميركيون وقوة من الشرطة حول المسجد الذي اخترقت جدرانه شظايا ورصاصات عدة ورفعت عليه صور الامام الحسين. وجلس وجهاء القرية على المقاعد المخلعة في احدى قاعات المبنى في حين يأمر اللواء القريشي عناصره بعدم تفتيش احد منهم. ويقول احد الحاضرين ان «الهجمات الارهابية دمرت شبكة الكهرباء لا توجد مياه ايضا لقد قطعوا كل شيء عنا لم يعد بامكاننا ري الحقول (...) نحن بحاجة الى اموال لتصليح كل ذلك».

ويوضح القريشي «يلجأون الي لأن الادارة المدنية ضعيفة وبالتالي فان ملاذهم الوحيد هو الشرطة»، ويتابع حديثه متوجها الى الجمع الحاضر «ستنتهي الحرب ضد الارهاب في وقت قريب ونبدأ الان معركة اعادة الاعمار وهي اصعب بما لا يقاس يجب عليكم ان تكونوا صبورين»، ويضيف «نحن هنا لتقديم الدعم لكم سنة شيعة واكراد».

من جهته، يقول مدير المدرسة ان «الجروح ما تزال عميقة»، مؤكدا حاجته الى مرافقين لدى انتقاله الى بلدة المقدادية المجاورة.

ويقول القريشي «يجب وقف معمعة العنف الطائفي فوالدي شيعي ووالدتي سنية وانا من العراق»، ويضيف ان «سبعين في المائة من اركان الشرطة في ديالى هم من الطائفة السنية».

ويتابع «ان المصدر الوحيد للعنف في هذه المنطقة هو الطائفية واذا كانت السنة ضحية لاعمال عنف فسيسعون الى طلب الحماية من القاعدة. ومع سقوط النظام، اعتقد العديد من السنة انهم باتوا اضعف سياسيا لذا انضم كثيرون الى القاعدة». ويعتبر انه «من اجل المساعدة في تحقيق المصالحة، يتعين على الاميركيين تعويض العراقيين الذين فقدوا احد افراد عائلاتهم او ممتلكاتهم. في جميع انحاء العالم، يحترق المال عندما ترميه فوق النار الا في العراق فانها تنطفئ».

ويقطع صوت الاذان الاجتماع ويذهب القريشي للوضوء قبل الصلاة. وبعدها بقليل، يغادر الموكب القرية لكن المرأة المفجوعة ما تزال واقفة على قارعة الطريق حاملة صور ولديها المفقودين.