إسبانيا تحيي الذكرى الرابعة لتفجير قطارات مدريد

زائران أمس في القبة المنصوبة بمحطة قطار أتوتشا لتخليد ذكرى أسماء ضحايا تفجيرات القطارات في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2004 (إ.ب.أ)
TT

قام ملك اسبانيا خوان كارلوس وعقيلته دونيا صوفيا، صباح أمس، بزيارة إلى محطة القطارات أتوتشا بمدريد التي سقط بها أكبر عدد من الضحايا الـ191، خلال صبيحة11 مارس (اذار) 2004، ولم يدم تخليد هذه الذكرى أكثر من عشر دقائق بحضور عدة شخصيات اسبانية تمثل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بالبلاد وعائلات الضحايا الذين تغيب بعضهم عن الحدث خلال هذه السنة، كما لم يتم القاء أي خطاب من طرف العاهل الاسباني وعقيلته أو رئيس الوزراء المعاد انتخابه خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، إذ اقتصر تخليد الذكرى على ارتداء بذلات سوداء والتزام الصمت أثناء الاستماع إلى مقاطع موسيقية حزينة خاصة بالتفجيرات. ويعد اللقاء أول ظهور رسمي لثباتيرو بعد إعادة انتخابه يوم الأحد الماضي وظهر بجانبه ورئيس البرلمان الإسباني مانويل ماريل ورئيس المحكمة الدستورية خافيير روخو وزعيم الحزب الشعبي اليميني المعارض ماريانو راخوي الذي قام بتحية غريمه ثباتيرو من بعيد في أول لقاء بينهما بعد الانتخابات. وعلى مدار اليوم أحيت منظمات ضحايا التفجيرات الذكرى الرابعة لهجمات 11 مارس كما قامت بتأبين الضحايا بالقرب من محطات قطار الضواحي بمدريد حيث تم وضع المتفجرات.

يذكر أن المحكمة الوطنية في إسبانيا بدأت في 15 فبراير (شباط) 2007 محاكمة المتهمين البالغ عددهم 29 شخصا، واستمرت الجلسات على مدار أربعة أشهر و17 يوما حتى الثاني من يوليو (تموز) الماضي.

وأصدر القضاء الاسباني في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أحكاما بالسجن على مرتكبي تفجيرات مدريد بلغت في مجموعها مئات السنين.

واستبعدت المحاكمات وجود نظرية تآمرية، كما استبعدت ضلوع منظمة إيتا الانفصالية في الهجمات على خلاف ما كانت تدعيه المعارضة بزعامة الحزب الشعبي الاسباني، مشيرة إلى أن منفذي الهجمات أعضاء في جماعة إسلامية متطرفة. وتميز تخليد أحداث 11 مارس هذه السنة بكونها جاءت بعد يومين فقط من إعلان فوز الاشتراكيين لولاية جديدة، خصوصا أن تفجيرات قطارات الضواحي كانت سببا رئيسيا في حصولهم على أزيد من مليون صوت مكنتهم من العودة إلى المونكلوا (قصر الحكومة الإسبانية) بعد قضاء ثماني سنوات في المعارضة، في الوقت الذي كانت فيه جميع استطلاعات الرأي قبل التفجيرات تؤكد فوز اليمين الاسباني في تلك الانتخابات، كما يأتي تخليد هذه الذكرى بعد شهور قليلة فقط على إصدار القضاء الاسباني أحكامه في حق المتورطين في هذه التفجيرات الإرهابية إثر جلسات محاكمة ماراثونية دامت أزيد من ثلاث سنوات وانتهت بتوزيع 40 ألف سنة سجنا على المتهمين المنتمين إلى تنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات التي نفذها انتقاما من تقديم خوسي ماريا اثنار رئيس الوزراء الإسباني الأسبق دعمه للرئيس الأميركي جورج بوش في حربه على العراق.