نواب من «اللقاء الديمقراطي» يعتبرون المشاركة في قمة دمشق «صك براءة لبشار الأسد»

بري يتهم أميركا بعرقلة مشاريع الحلول في لبنان

رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، مجتمعا امس بالنائبين انطوان سعد ووائل ابو فاعور (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

استغرب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «عدم القبول» بقراره تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة الـ16 اول من امس، مشككاً في تمسك الولايات المتحدة بانتخاب رئيس جديد للبنان ومتهماً اياها بـ«عرقلة اكثر من مشروع حل للازمة» اللبنانية.

وقال الرئيس بري، في تصريح ادلى به امس ردا على «عدم قبول» البيت الابيض تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية: «من لا يؤيد المبادرة العربية، ومن عرقل أكثر من مشروع حل للازمة اللبنانية، بما في ذلك المبادرة الفرنسية، ومن لا يدين الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية حتى في مشاورات الامس في مجلس الامن، ويسكت عن استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا والقسم الشمالي لمنطقة الغجر، ولا يدين ملايين القنابل العنقودية التي ألقتها اسرائيل بعد صدور القرار 1701 في أرضنا وقلوب أطفالنا، ومن يرسل الاساطيل لحماية اعتداءات اسرائيل في غزة، ومن.. ومن.. ومن.. الى متى يريدنا ان نصدق انه متمسك اكثر من اهل البيت بانتخاب رئيس لجمهورية لبنان يكرس وحدته وعودة مؤسساته، كل مؤسساته، بما فيها الحكومة اللاشرعية، والتي من أهم دعائم عدم شرعيتها ترداد الولايات المتحدة الاميركية كل يوم معزوفة أنها شرعية وأنها منتخبة شرعيا، فهم حتى لا يعلمون أن الحكومة لا تنتخب انتخابا؟ الجواب في حال عدم تأجيل الجلسة أملا في حل وسعيا اليه. الجواب اذن الفراغ. قيل لي انكم تطلبونه منذ بداية ما بدأناه، فهل هذا صحيح؟».

هذا، وزار وفد من «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقال عضو اللقاء النائب وائل ابو فاعور، في دردشة مع الصحافيين: «ان وجهة نظر اللقاء الديمقراطي من المشاركة في قمة دمشق هي انه يعتبرها صك براءة لـ(الرئيس) بشار الأسد والنظام السوري الذي يعمل على تغييب لبنان وتغييب الحق المسيحي في المشاركة. وهناك وجهة نظر أخرى في 14 آذار تقول ان علينا المشاركة في القمة وان هناك مسؤولية على النظام السوري في ان يحضر لبنان القمة لشرح وجهة نظره. ولكن هناك وجهات نظر أخرى والأمر خاضع للتشاور بين الدول العربية وفي مجلس الوزراء».

كذلك، زار وفد من قوى الاكثرية مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وسلمه دعوة الى فعاليات المؤتمر الاول لقوى «14 آذار» الذي سيعقد بعد غد. وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا عقب اللقاء انه «في المبدأ يجب أن لا نحضر القمة، لكنه اضاف: «أما التزاما منا بتقديس المؤسسات واحترام المؤسسات، فالدعوة ستوجه في غياب رئيس الجمهورية إلى الحكومة اللبنانية مجتمعة. ونحن سنتشاور مع الحكومة اللبنانية لرؤية ضرورة أو عدم ضرورة الحضور، خصوصا أن موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية الذي هو لب الأزمة اللبنانية مطروح على هذه القمة، قد ترتأي الحكومة المشاركة. وسنتشاور معها لرؤية مدى ايجابية هذه المشاركة أو عدمها. أما بالمبدأ فلبنان من دون رأس وهذه قمة لرؤساء الدول يجب أن يحضر برئيس جمهورية منتخب قبل القمة».وأشار الى ان قوى «14 آذار» تسعى الى تأمين انتخاب رئيس في الموعد الجديد الذي حدده الرئيس بري، أي 25 الشهر الحالي «لكننا لا نأمل كثيراً، فأسباب التعطيل ما زالت قائمة. وبالأحرى استطاع النظام السوري، بافتعال احداث غزة، ان يقدم موضوعاً حامياً للقمة يتجاوز الازمة اللبنانية في المرحلة القادمة».

من جهته، اكد وزير الاتصالات مروان حمادة انه لم يتم التوصل الى قرار بشأن المشاركة في القمة العربية، طالما ان الدعوة لم تصلنا والتقويم النهائي لأهمية الحضور او امكانية الاستغناء عن هذا الحضور لا تزال قيد الدرس». وقال: «ان للبنان، كما نعرف، عنوانا واضحا ومعروفا، وعاصمته بيروت. وللبنان سلطة معترف بها دستوريا تتولى وكالة صلاحيات رئيس الدولة، وهي مجلس الوزراء. وبالتالي لا مجال لقبول دعوات تأتي عبر الدبلوماسية الخارجية او أمانة الجامعة العربية، هذا اولا. اما مبدأ الحضور او عدمه بالمطلق، ومستوى الحضور، والخطاب اللبناني، إذا تقرر الحضور، فهذا كله سيكون مدار مناقشة في مجلس الوزراء الذي يتخذ في النهاية القرار بهذا الشأن»، ناقلاً عن الرئيس السنيورة انه «يمتثل لقرار مجلس الوزراء بصفته السلطة المكلفة». ورفض عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب اكرم شهيب «توجيه الدعوة الى لبنان لحضور القمة العربية بطريقة غير لائقة لان لبنان ليس دولة قيد الدرس» مبديا خشيته من «اقدام هذا النظام (السوري) على توجيه دعوة مفخخة عبر وزير شؤون الامن على غرار وزير شؤون الهلال الاحمر الذي حمل الدعوة الى الرياض».