ساركوزي يقدم تنازلات حول شروط «الاتحاد المتوسطي»

27 ممثلا من دول البحر المتوسط يجتمعون غدا في باريس

TT

يعتزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اغتنام قمة الاتحاد الاوروبي التي تعقد غدا ليحاول الحصول على موافقة شركائه الاوروبيين على مشروع «الاتحاد المتوسطي» الذي طرحه من قبل ولاقى اعتراضات اوروبية خصوصا من المانيا. وكان ساركوزي قد قدم الاسبوع الماضي، وبعد خلاف دبلوماسي عميق استمر اسابيع بين برلين وباريس حول هذا المشروع، تنازلات للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي كانت تعارض إطارا تستبعد منه الدول الاوروبية غير المطلة على البحر المتوسط. وقال ساركوزي حينها: «لقد توصلنا الى تسوية حول هذا الاتحاد المتوسطي الذي يريده كلانا والذي لن يستبعد منه أحد». وقالت ميركل من جهتها: «اتفقنا على ان يكون مشروعا للاتحاد الاوروبي».

غير ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اعلن أول أمس ان ميركل لم تقرر بعد، على الرغم من هذه التسوية، ما اذا كانت ستشارك في القمة المقرر عقدها غدا في باريس بمشاركة دول الجنوب المرشحة لاطلاق هذا الاتحاد والممتدة من المغرب الى اسرائيل مرورا بتركيا.

ويرجح دبلوماسيون اوروبيون أن يؤدي الاتفاق بين باريس وبرلين الى الكشف عن معارضة دول اوروبية اخرى كانت «تختبئ» حتى الان خلف موقف ميركل. وقالت روزا بلفور، المحللة في مركز السياسة الاوروبية ومقره في بروكسل، إن بريطانيا ودول الشمال «غير راضية كثيرا عن المشروع». كما تتحفظ عليه سلوفينيا التي تترأس الاتحاد الاوروبي حتى يونيو (حزيران)، اضافة الى اليونان وسلوفاكيا.

وكان رئيس الوزراء السلوفيني يانيش قال في وقت سابق: «لسنا بحاجة الى ازدواجية او الى مؤسسات تنافس مؤسسات الاتحاد الاوروبي». وسيتيح حفل العشاء غدا، الذي سيشهد اول مناقشة بين الدول الـ 27 حول هذا المشروع، توضيح موقف جميع اعضاء الاتحاد بهذا الصدد بعد حوالي عام على اطلاق ساركوزي فكرته. وفسر مشروع الرئيس الفرنسي عند طرحه على انه مسعى فرنسي للترويج لبديل عن انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي الذي ما زال ساركوزي يعارضه.

وقال مايكل ايمرسون من مركز الدراسات حول السياسة الاوروبية لوكالة الصحافة الفرنسية انه «ان قدم هذا المشروع بشكل اخرق فهذا لا يعني انه لا يمكن ان ينتج عنه شيء جيد». واعتبر ايمرسون ان هذا المشروع المطروح تحت عنوان معبر اكثر من عناوين برامج التعاون القائمة بين الاتحاد الاوروبي ودول جنوب حوض المتوسط، مثل «عملية برشلونة» و«سياسة الجوار الاوروبية»، يمكن ان «يعيد تحريك سياسات الاتحاد الاوروبي الحالية» المصابة بـ«الخمول».

وتصطدم عملية برشلونة التي اطلقت عام 1995 بصورة خاصة بالخلاف بين اسرائيل والدول العربية والذي يمكن ربما تجاوزه في اطار اتحاد يقوم على مشاريع عملية مثل إزالة تلوث البحر المتوسط. غير ان بعض الدول تطرح تساؤلات حول سبل تمويل هذه المشاريع. ولا يمكن استخدام اي اموال اوروبية بدون موافقة الدول الاعضاء بالاجماع. واذا ما تم تخطي كل هذه العقبات ووافقت الدول الـ 27 في نهاية الامر على مشروع الاتحاد المتوسطي، سيبقى على ساركوزي تسويق مشروعه في دول جنوب المتوسط التي اقتصر اهتمام بعضها على حدود اللباقة.