مصدر عراقي في قم: الصدر موجود في المدينة.. ويتلقى دروسا حوزوية خصوصية

نائبة برلمانية عن التيار الصدري: لجنة لديها ورقة مختومة من السيد تدير جيش المهدي

TT

فيما أكدت مصادر عراقية في مدينة النجف اختفاء مقتدى الصدر الزعيم الشيعي منذ اكثر من ثمانية أشهر، قالت مصادر عراقية موثوقة ان الصدر موجود في قم بإيران وهو يتلقى دروسا خصوصية حوزوية. لكن غفران الساعدي، عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن التيار الصدري، اعتبرت هذه الانباء «مجرد أقاويل لا صحة لها»، مشيرة الى ان «السيد في خلوة من أجل الدراسة والعبادة والتكامل النفسي والروحي لمرضاة الله».

وقالت مصادر عراقية من مدينة النجف لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف، امس، ان «الصدر لم يظهر في أي نشاط ديني او اجتماعي في النجف منذ 8 أشهر، كما ان مقره مغلق وقد اختفى غالبية معاونيه والمرافقين له»، مشيرة الى ان انصاره يقومون ببعض الممارسات التمويهية في المدينة مثل تحريك موكب من السيارات المعتمة والمضادة للرصاص في شوارع المدينة للايحاء بوجوده، لكن مقربين منه في النجف يؤكدون عدم وجوده في المدينة.

وأشارت هذه المصادر الى «ضعف نفوذ التيار الصدري في النجف مقابل تنامي قوة نفوذ المجلس الاسلامي الاعلى في العراق الذي يقوده عبد العزيز الحكيم، كما اتسع نفوذ مؤسسة شهيد المحراب التي يترأسها عمار الحكيم (نجل عبد العزيز الحكيم)». وأوعزت المصادر أسباب غياب الصدر عن الساحة النجفية الى «الضربات القوية التي تعرض لها التيار وميليشيا جيش المهدي على ايدي القوات الحكومية في كربلاء والديوانية والسماوة التي كانت احد ابرز معاقل التيار الصدري وجيش المهدي»، مشيرا الى ان «السلطات المحلية في كربلاء والديوانية والسماوة منعت هذا العام منعا باتا رفع صور الصدر او الشعارات التي تمجده سواء خلال الشعائر الدينية او في الحياة العامة».

وأشارت هذه المصادر ايضا الى «الانشقاقات التي حصلت داخل التيار الصدري والتناحر على قيادة التيار»، معبرة عن اعتقادها بأن «عودة حادثة مقتل رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي الى الواجهة قد أقلق الصدر، خاصة بعد مقتل أحد أكثر المقربين منه وهو الشيخ ياسر المظفر من قبل جماعة مجهولة، وهو المطلوب للقضاء العراقي على خلفية قتل الخوئي في النجف في العاشر من ابريل (نيسان) 2003». ويعتقد بعض أعضاء التيار الصدري ان المظفر تم اغتياله من قبل عناصر جيش المهدي ضمن مسلسل تصفية الحسابات داخل التيار وإبعاد المتنفذين عن الواجهة. وكان جواد الخوئي، ابن شقيق عبد المجيد الخوئي والأمين العام المساعد لمؤسسة الامام الخوئي في لندن، قد تعرض لضغوط من قبل شخصيات شيعية متنفذة في الحكومة العراقية، وذلك خلال وجوده في العراق قبل اقل من اسبوعين لغرض لقاء الصدر في قم والتفاهم من اجل حل قضية مقتل الخوئي وديا، حيث يتهم الصدر باعتباره المتورط الرئيس في هذه القضية وهناك مذكرة قضائية للقبض عليه لم تنفذها الحكومة العراقية حتى اليوم. ورفض الخوئي مقابلة الصدر.

مصدر عراقي مقيم في مدينة قم الايرانية اكد لـ«الشرق الاوسط» وجود الصدر هناك، وقال عبر الهاتف امس «ان مقتدى الصدر يتلقى دروسا خصوصية حوزوية، حيث تم تكليف عدد من اساتذة حوزة قم بتدريسه الفقه الشيعي والمنطق والإنشاء واللغة لتخريجه كمجتهد( المجتهد درجة حوزوية عليا لدى المذهب الشيعي)». وأضاف هذا المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، ان «تدريس الصدر يتم بدرجة عالية من السرية، حيث لا يصل اليه إلا مرافقوه والمقربون منه ولا يختلط بالآخرين، كما ان البيت المقيم فيه بعيد عن انظار الناس ويقع في اطراف قم وهو يعيش في ما يشبه الاقامة الجبرية هناك». وأكد هذا المصدر أنه شاهد بعض المقربين جدا من الصدر في قم وهو مصطفى اليعقوبي، ويرتدي زيا اوروبيا اعتياديا وليس دينيا، ومتنقلا بسيارة فارهة، مشيرا الى ان «اليعقوبي هو الآخر متهم بقتل الخوئي في النجف». من جهتها، نفت النائبة غفران الساعدي، من التيار الصدري، هذه الانباء، واصفة اياها بأنها «مجرد اقاويل لا صحة لها»، مؤكدة وجود الصدر في النجف، ثم استطردت قائلة «ليس المهم اين موجود هو، المهم انه متفرغ للدراسة حاليا، وهو معتكف في خلوة لأغراض الدراسة والعبادة والتكامل النفسي والروحي لمرضاة الله». وأضافت الساعدي قائلة لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس، ان «السيد (مقتدى) يتلقى علومه الحوزوية لنيل درجة الاجتهاد لقيادة المجتمع بشكل شرعي من دون ان يعترض عليه احد»، ولدى سؤالنا عن قصدها بجملة من دون ان يعترض عليه احد، وفيما اذا كان هناك من يعترض عليه، أجابت قائلة «هناك من يقول انه قائد ميداني فقط والآن سيعود كقائد ميداني ومجتهد».

ولم تحدد عضو مجلس النواب الفترة التي سوف يستغرقها الصدر في دراسته لنيل درجة الاجتهاد، مشيرة الى ان «السيد يتميز بسرعة البديهة والذكاء والفطنة، لهذا سوف يختصر المدة المحددة لنيل درجة الاجتهاد». وحول وضع قيادة جيش المهدي ومن سيقوده خلال اعتزال الصدر، قالت النائبة ان «جيش الامام المهدي يقوده الامام الحجة (المهدي المنتظر)، اما ميدانيا فهناك لجنة لديها ورقة مختومة من قبل السيد (مقتدى) تخولها قيادة التيار(الصدري) وجيش المهدي، على ألا يتخطون الثوابت».