البشير: صليت داخل الكعبة مع الرئيس التشادي لإنهاء خلافاتنا.. ولم يلتزم

الرئيس السوداني طالب في دبي بتوافق عربي على انعقاد قمة دمشق بمشاركة لبنان

TT

اعرب الرئيس السوداني عمر البشير أمس الثلاثاء في دبي عن شكوكه ازاء امكانية نجاح اتفاق السلام الذي من المفترض ان يوقع عليه مع نظيره التشادي ادريس ديبي عشية قمة المؤتمر الاسلامي في دكار.

وقال البشير في لقاء مع الصحافيين في ختام زيارة الى الامارات العربية المتحدة استمرت ثلاثة ايام «لدينا خمس اتفاقيات موقعة مع تشاد». واشار البشير بشكل خاص الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الرياض في مايو (أيار) الماضي برعاية المملكة العربية السعودية وعقبه اداء مشترك للعمرة بين ديبي والبشير في مكة المكرمة.

وقال الرئيس السوداني في هذا السياق «بعد الزيارة (الى السعودية) عملنا عمرة انا والرئيس التشادي وصلينا داخل الكعبة ووضعنا يدنا بيد بعض وقلنا نحن اتفقنا والخائن الله يخونه». واضاف «اذا كان اتفاق داخل الكعبة الرئيس التشادي لم يلتزم به فهل يتوقع التزامه باتفاق يوقعه في دكار». وكان الرئيس السنغالي عبد الله واد اعلن الجمعة في باريس ان السودان وتشاد سيوقعان في 12 مارس (آذار) في دكار اتفاقا ينص على «حل نهائي» للنزاع بينهما. من جهته اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه سيتوجه الى السنغال للمشاركة في لقاء مصالحة (اليوم) بين رئيسي تشاد والسودان على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي.

وسبق لتشاد والسودان ان وقعا اتفاقات عدة، ظلت حبرا على ورق، تعهدا بموجبها بان يكف كل منهما عن دعم المتمردين في البلد الآخر، وهو السبب الاساس وراء النزاع المستمر بينهما. وتأتي هذه المبادرة الجديدة التي تهدف الى التقارب بين البلدين بعد اكثر من شهر على محاولة فاشلة نفذها متمردون تشاديون مطلع فبراير (شباط) الماضي انطلاقا من قواعد خلفية لهم في السودان للاطاحة بنظام الرئيس ادريس ديبي.

واكد البشير امس على ضرورة وجود توافق عربي لعقد قمة دمشق بحضور لبنان ممثلا بحكومته الشرعية. وقال البشير في تصريحات للصحافيين بدبي ان الجامعة العربية تسعى الى نجاح انعقاد هذه القمة مع مطالبة بتمثيل لبنان بالقمة التي تنعقد في العاصمة السورية اواخر الشهر الحالي. وقال البشير ان دول الخليج اشترطت ايضا ان يكون لبنان ممثلا في القمة. اضاف «حتى مع عدم وجود رئيس فهناك حكومة معترف بها من المجتمع الدولي». واعلن رئيس البرلمان اللبناني الاثنين تأجيل انعقاد البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي وذلك في تأجيل هو السادس عشر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. والموعد الذي حدده رئيس البرلمان هو قبل أربعة أيام فقط من القمة العربية التي تعقد في سورية والتي من المتوقع ألا يحضرها عدد من الزعماء العرب ما لم تحل أزمة الرئاسة في لبنان.

وتستضيف دمشق القمة العربية يومي 29 و30 مارس الحالي وسط توقعات بغياب عدد من الزعماء العرب ما لم يتم انتخاب رئيس للبنان. وقال البشير انه كان على وشك التوصل الى اتفاق بين الاطراف اللبنانية المتناحرة حينما كانت بلاده ترأس الجامعة العربية. واضاف قائلا «كنا على وشك التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة متفق عليها الا انه كان هناك خلاف على وزير واحد، فاقترحنا ان يتم التوافق على وزير يحفظ الموازنة بين الاغلبية والمعارضة». الا ان هذه المساعي لم تلق النجاح. وفقا للبشير الذي اعرب عن امله بأن يلجأ الاطراف اللبنانيون الى الحكمة لمعالجة الازمة وحفظ وحدة بلادهم. وتطرق البشير الذي انهى زيارة رسمية للامارات الى موضوع الجنوب السوداني والاتفاق على اجراء استفتاء هناك لتقرير مصيره. وقال الرئيس السوداني ان الحرب التي دارت بين الحكومة وقوى الانفصال في الجنوب كانت «مكلفة ومدمرة». واشار الى ان قرار اللجوء الى الاستفتاء تعبير عن فشل جهود فرض الوحدة بالقوة على الجنوب طوال فترة الصراع بين الطرفين. وقال «ينبغي منح الخيار لأهل الجنوب لتقرير مصيرهم». وحول ازمة دارفور، اعتبر عمر حسن البشير ان ما يقال عن شن الحكومة السودانية لحملة إبادة ضد العناصر غير العربية في الاقليم «تم تضخيمها من قبل وسائل الاعلام». وشدد على عدم وجود خلفية اثنية للصراع في دارفور مشيرا الى ان الحديث عن تطهير عرقي ومحاولة تلوين الصراع في دارفور بين قبائل عربية وغير عربية هي «فرية وكذب». وقال ان النزاع نشأ على خلفية حدوث جفاف في المنطقة التي يعتمد سكانها تربية الماشية والرعي الامر الذي ادى الى تنقل القبائل بحثا عن مراع جديدة ما أدى الى نشوب النزاعات. وقال البشير ان عدد الذين قتلوا في هذا النزاع لا يتعدى العشرة آلاف شخص وانه يتحدى من يقول ان عدد الضحايا اكثر من ذلك خاصة ان البعض يتحدث عن مقتل ما بين 150 الى 200 الف شخص. وتساءل قائلا «هل مقتل عشرة آلاف ابادة جماعية؟».

ودعا البشير وسائل الاعلام الى زيارة دارفور للوقوف بأنفسهم على حقيقة الامر ومشاهدة التعايش بين جميع الاقوام هناك، الا انه استثنى معسكرات النازحين التي وصفها بأنها «مسيسة». ونفى البشير وقوع خلافات مع الصين واصفا العلاقات بين البلدين بأنها «متميزة جدا». واشار الى الصين هي الشريك التجاري الاول للسودان وان التشاور بين البلدين مستمر ولم ينقطع. وقال «التقيت قبل ايام بمبعوث صيني والتشاور بيننا لا يزال قائما»، في اشارة الى ليو جويجين مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشأن دارفور.

الا ان المبعوث الصيني قال الجمعة الماضي ان جماعات المتمردين التي ترفض تقديم تنازلات تتحمل جزءا من اللوم، لكنه قال ان حكومة السودان تتحمل المسؤولية الاكبر في عدم وقف اعمال القتل في دارفور. وحث المبعوث الصيني الخرطوم على تقديم تنازلات في الخلافات التي تعرقل انتشار قوة حفظ سلام كاملة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. وقال جويجين عن اجتماعاته الاخيرة مع الرئيس عمر حسن البشير وكبار المسؤولين، «نقلت قلق الصين البالغ بشأن تدهور الاوضاع في دارفور».