الجيش الجزائري يواصل البحث عن النمساويين و«القاعدة» تتوعد بخطف غربيين آخرين

حزب تونسي معارض يستنكر خطف السائحين

TT

واصل الجيش الجزائري أمس تمشيط المناطق الحدودية مع تونس بحثاً عن أي أثر لخاطفي السائحين النمساويين، اللذين أعلن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» قبل أيام مسؤوليته عن خطفهما من داخل التراب التونسي يوم 22 فبراير (شباط) الماضي واحتجازهما حالياً داخل الجزائر. وقال مصدر قريب من العملية العسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الفترة الزمنية الفاصلة بين حادثة الاختطاف ويوم الإعلان عنها (17 يوما) تؤكد، حسبه، أن الخاطفين أخذوا كل وقتهم لإبعادهما عن الأماكن التي يفترض أن يتوجه إليها الجيش للبحث عنهما.

في غضون ذلك، قال وزير الاتصال (الاعلام) الجزائري عبد الرشيد بوكرزازة أمس في مؤتمر صحافي بالعاصمة، إن السلطات لا تملك معطيات عن الرهينتين وأنها تتابع القضية عن كثب. وأضاف أن «هيئات متخصصة تقوم بعملها للإحاطة بما حدث». وأبدى الوزير تحفظا إزاء الخوض في الموضوع، واكتفى بالقول: «ليست لدينا معلومات دقيقة عن الرهينتين المختطفين»، مشيرا إلى «وجود تضارب في تحديد المسؤوليات بشأن حادثة الاختطاف» بدون توضيح ما يقصد بالضبط.

أما عن قوله بأن هناك جهات مختصة تتابع القضية فهي إشارة إلى الاجهزة الأمنية تعكف على التحري في حادثة الاختطاف، التي يتوقع أن يكشف الخاطفون عن مطالبهم مقابل الافراج عنهما. وأوضح بوكرزازة، عندما سئل عن موقف السلطات التونسية الذي ذكرت أن السائحين لم يختطفا من الأراضي التونسية: «كل ما تم تداوله في الآونة الأخيرة من قيل وقال حول الحادثة يعد بالنسبة إلينا عارياً من الصحة». وفهم تصريح عضو الحكومة بأنه تأكيد رسمي على أن الاختطاف تم في تونس، وهو أول موقف رسمي منذ اندلاع أزمة الرهائن.

وبث تنظيم «القاعدة» أمس بالمنتديات الجهادية على الانترنت شريطاً صوتياً هدد فيه بقتل الرهينتين في حال حدث تدخل عسكري لتحريرهما. وقال الناطق باسم التنظيم المسلح، صلاح أبو محمد، في الشريط، إن الرهينتين «يحظيان بمعاملة حسنة»، وكشف عن عزم عناصر «القاعدة» خطف أية رعية غربية يصادفونها في أماكن نشاطهم بالمنطقة.

إلى ذلك، توقع الفرنسي ماثيو جيدار، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، تأثر موسم السياحة في المنطقة المغاربية بسبب حادثة الاختطاف. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة الأخيرة «تؤكد أن القاعدة بصدد تنفيذ استراتيجية ذات شقين، أحدهما يتمثل في استهداف النشاطات الاقتصادية بمنطقة المغرب العربي، خاصة السياحة التي تعد عصب الاقتصاد التونسي، والشق الثاني، يتمثل في سعي القاعدة لتوسيع نشاطها إقليمياً». وأوضح جيدار الشهير بكتابي «شهداء القاعدة» و«القاعدة تغزو المغرب العربي» أن «تنظيم القاعدة يحاول التأكيد بأنه قادر على الانتشار في كل المنطقة المغاربية، من موريتانيا إلى تونس، بفضل بعض العمليات العسكرية التي ينفذها، مثل اغتيال السياح الفرنسيين بموريتانيا في ديسمبر (كانون الأول) 2007، ثم اختطاف سائحين نمساويين بجنوب تونس في فبراير (شباط) 2008».

في غضون ذلك، أدان الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض أمس عملية خطف السائحين النمساويين، ودعا الى اطلاق سراحهما «بلا شروط». وعبر الحزب في بيان عن «استنكاره لهذه العملية ورفضه لاستخدام العنف وسيلة لتحقيق أغراض سياسية».

كما عبر الحزب عن «امتعاضه» من التحذير الموجه للسياح الأوروبيين بالامتناع عن زيارة تونس، واعتبر ذلك «تلاعبا بقوت آلاف العائلات التونسية ومحاولة لضرب الاقتصاد وإرباك القطاع السياحي». ويمثل القطاع السياحي في تونس احد مصادر الدخل الرئيسية من العملة الصعبة ويوفر نحو 360 الف فرصة عمل.