رئيس لجنة التحقق من الانسحاب الإسرائيلي يتهم ممثل الأمم المتحدة في لبنان «بالتواطؤ» مع إسرائيل

TT

اتهم رئيس لجنة التحقق من الانسحاب الاسرائيلي في جنوب لبنان العام 2000 العميد الركن المتقاعد امين حطيط، ممثل الامين العام للامم المتحدة السابق في لبنان ومراقب تنفيذ القرار 1701 تيري رود لارسن بالتواطؤ مع اسرائيل في معرض اختراق قواتها «الخط الازرق» الحدودي. ووصفه بانه «سفير اسرائيلي فعلي يعتمر القبعة الزرقاء». وذكر انه عاين اخيراً اراضي قرى حدودية لبنانية محاذية للخط الازرق تمنع القوات الاسرائيلية اصحابها من دخولها فتبين له ان هناك «امراً بالغ الخطورة مفاده ان اسرائيل، وبتواطؤ من الامم المتحدة، تنفذ على الارض خريطة رود لارسن للعام 2000 التي رفضها لبنان والتي لو قبلت يومها لكانت اضاعت على لبنان مساحة 17.756.000 متر مربع».

وافاد حطيط في بيان اصدره امس: «في ربيع العام 2007 تحركت قوى عسكرية من قوات اليونيفيل للعمل على خط الحدود في منطقة رميش واقدمت يومها على نقل المعلم الحدودي BP16 الى داخل الارض اللبنانية لمسافة 20 مترا بحجة ان الخط الازرق المتحفظ عليه في تلك المنطقة يمر في النقطة الجديدة المزعومة. يومها رفضنا التدبير وناشدنا المسؤولين ان يؤكدوا فهمهم وتفسيرنا للخط الازرق بأنه ليس حدودا وبأنه لا يعدو كونه خطاً وهمياً وظيفته التحقق من خروج اسرائيل بقواتها العسكرية من لبنان، وان وظيفة هذا الخط استنفدت في العام 2000 وينبغي التوقف عن اعطاء اي اهمية قانونية او واقعية له». واضاف: «بعد الضجة توقفت اعمال العبث بالخط الازرق لفترة وجيزة ثم استؤنفت مجددا في تلال يارون ومن بعدها في عيثرون. وكلها بحجة التحقق من معالم الخط الازرق. وهي حجة واهية رأينا فيها منذ اللحظة الاولى نية اسرائيلية لجعل الخط الازرق هو الحدود اللبنانية الجديدة كما كان يعلن البعض من الاسرائيليين في العام 2000. وفي هذا اسقاط والغاء للتحفظات اللبنانية على الخط وضياع الحقوق اللبنانية في رميش والعديسة والمطلة ومنطقة مزارع شبعا (الممتدة من الغجر الى العباسية والنخيلة صعودا الى مرتفعات كفرشوبا وصولا الى اعلى جبل حرمون غرب وادي العسل). لكن اسرائيل وبتواطؤ ظاهر، كما يبدو، من الامم المتحدة (وهي عودتنا هذا الامر كما لمسناه في العام 2000) تصر على مسعاها وتقوم اليوم بالسلوكيات التالية والتي نسجل فيها تصرفات مستهجنة لقوات الامم المتحدة: ـ استمرار اسرائيل في الجزء اللبناني من بلدة الغجر على رغم مضي 18 شهرا على توقف الاعمال العسكرية اثر حرب تموز. ولم تتخذ الامم المتحدة موقفا صارما في هذا الشأن. وبات الامر يتجه الى تكريسه كأمر واقع. ـ تجاوز موضوع مزارع شبعا بما يشبه طي ملفها وتكريس الامر الواقع هناك بخاصة في غياب العمل المقاوم المباشر في المنطقة بعد تطبيق القرار 1701. ـ اعادة النظر من موقع اكثر من نقطة ومعلم حدودي من قبل الامم المتحدة ودائما يتم النقل الى داخل الارض اللبنانية. ـ إقدام إسرائيل على نصب كمائن وتنفيذ دوريات ضمن الارض اللبنانية وبعمق يراوح بين 100 و400 متر وفقا لما يذكره الاهالي ويسجله الاعلام اللبناني. وقد كان آخرها تقدم اسرائيلي في وادي الوزاني لمسافة 150 مترا في الارض اللبنانية وما اعقبه من نفي صادر عن قيادة اليونيفيل من ان اسرائيل لم تتجاوز الخط الازرق، ما يعني اقراراً ضمنياً من قبل اليونيفيل بان الخط الازرق نقل الى هذه المنطقة وبات دخول اسرائيل اليها مشروعا ولا يعد خرقا او انتهاكا للبنان في ارضه. ـ إقدام اسرائيل في الاسبوع الحالي على منع سكان بلدة العباسية من استثمار ارضهم، ثم ادعاء الامم المتحدة انه ليس خرقا للخط الازرق. وبعدما قمت شخصيا بمعاينة الارض المحظور دخولها على المواطنين وبمراجعة الانتهاكات السابقة ميدانيا ومقارنة الامر مع الخريطة الاولى التي جاء بها رود لارسن في ايار العام 2000 ورفضت من قبلنا وأبدلت بخريطة الخط الازرق التي صدرت وتحفظنا عليها في نقاط ثلاث ومنطقة مزارع شبعا، توصلت وبكل قناعة الى امر بالغ الخطورة مفاده ان اسرائيل، وبسكوت او قبول او تواطؤ من الامم المتحدة، تنفذ على الارض ومن جانب واحد خريطة لارسن الاولى المرفوضة من قبلنا والتي لو قبلت يومها لكانت اضاعت على لبنان مساحة 17756000 متر مربع».