هنية في أول ظهور له منذ «الشتاء الساخن»: التهدئة يجب أن تكون متزامنة ومتبادلة وشاملة

«الجهاد» تهدد بالرد على اغتيال ناشط.. وحماس تعتبره دليلا على عدم جدية إسرائيل في التهدئة

طفلان فلسيطينيان يقومان بدور قاضيين خلال محاكمة صورية لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك على مجازر غزة (أ.ب)
TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية إن التهدئة مع اسرائيل يجب ان تكون متزامنة ومتبادلة وشاملة وتتضمن رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وفي أول ظهور علني له بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي الذي تمثل في ما يسمى بحملة «الشتاء الساخن»، وفي كلمة له أمام طلاب الجامعة الإسلامية بغزة، انتقد هنية التصريحات التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) التي قال فيها أن حركة حماس توصلت لاتفاق مع إسرائيل يقضي بوقف عملياتها مقابل عدم التعرض لقادتها، مشدداً على أن حركته «لا تلهث وراء التهدئة». واعتبر هنية أن هذه التصريحات تشكل «اساءة لانتصار المقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي»، مشدداً على أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الاخير فشل في «كسر الصمود الفلسطيني عبر ارتكاب المجازر وخلق حالة من الصدمة للشعب الفلسطيني»، مشيرا الى أن العملية الإسرائيلية جاءت بنتائج عكسية، حيث أنه بدلاً من «إلحاق الصدمة بالشعب الفلسطيني، فقد لحقت الصدمة بإسرائيل».

وأكد هنية أن الفشل الإسرائيلي الأخير يندرج ضمن انهيار كل الاستراتيجيات «التي يعكف عليها أعداء الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها استراتيجية الحصار». واتهم هنية الإدارة الأميركية بمنح اسرائيل الضوء الاخضر لشن العدوان الأخير، مؤكداً أن الولايات المتحدة تقف وراء استراتيجية «اجتثاث المقاومة» من خلال دفع الاجهزة الامنية الفلسطينية لتعقب المقاومين وإجبارهم على تسليم السلاح، متهماً السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع اسرائيل. وأوضح هنية استعداد حركته للحوار مع حركة فتح والرئاسة الفلسطينية ومناقشة كل القضايا من دون شروط مسبقة.

الى ذلك هددت حركة الجهاد الاسلامي «بالرد على اغتيال اسرائيل احد نشطائها فجر امس في طولكرم». وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت الجهاد «إنها لا تقبل بالتهدئة في ظل تواصل العدوان على نشطائها ونشطاء حركات المقاومة وابناء الشعب الفلسطيني». ووصفت استهداف كوادرها وقادتها بأنه «أصدق دليل وأقوى برهان على كذب وبطلان إدعاءات موافقة الحركة على التهدئة مقابل عدم التعرض لقياداتها».

واعتبر البيان أن استئناف المفاوضات «يعتبر طعنة للشعب الفلسطيني لما تمثله من غطاءٍ على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وكل المبررات التي يحاول فريق التسوية أن يسوقها لاستئناف التفاوض هي مبررات واهية تكذبها وقائع الاجتياحات وحملات الاستيطان والتهويد المستمر للقدس».

من ناحيته قال سامي ابو زهري الناطق بلسان حماس ان اسرائيل غير معنية بإنجاح الجهود المصرية للتوصل للتهدئة من خلال مواصلة عمليات الاغتيال والعدوان، والتي تتزامن مع تواصل عمليات التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي، الى جانب تحليق الطيران الاسرائيلي بكثافة في اجواء القطاع. وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، حذر ابو زهري الحكومة الاسرائيلية من مغبة مواصلة عمليات العدوان، مشدداً على أنها تتحمل المسؤولية عن تداعيات هذا السلوك.