أوباما يفوز بسهولة في ميسيسبي.. والفارق بينه وبين هيلاري يتسع

تصريحات عنصرية لمرشحة سابقة لمنصب نائب الرئيس تثير جدلا في أوساط الديمقراطيين

اوباما يصافح مؤيديه خلال تجمع انتخابي في ميسيسبي (أ ب)
TT

فاز المرشح الديمقراطي باراك اوباما بسهولة في الانتخابات التمهيدية لولاية ميسيسبي التي جرت أول أمس على منافسته هيلاري كلينتون ليرفع رصيده من المندوبين الى 1610 مندوب بناء على ما نشره موقع «س إن إن» على الانترنت وهو الموقع الأكثر دقة، مقابل 1481 مندوباً لهيلاري.

وحقق اوباما فوزاً كاسحاً في ميسيسبي بنسبة 60 بالمائة في حين حصلت هيلاري على 38 بالمائة من الاصوات، في انتخابات طغى عليها الدافع العرقي، اذ حصل على تصويت حوالي 91 بالمائة من السود الذين يشكلون نسبة 36 بالمائة من ناخبي الولاية بينما صوت 72 بالمائة من البيض لصالح هيلاري. و70 في المائة من الناخبين الديمقراطيين المسجلين هم من السود. وذكرت وكالة الاسوشييتد برس ان هناك ولايتين فقط غير ولاية ميسيسبي كانتا منقسمتين عرقيا بهذا الشكل، وهما ألاباما المجاورة لميسيسبي، واركنسا ولاية كلينتون السابقة.

وأحجمت هيلاري عن تهنئة اوباما بعد فوزه في ميسيسبي على الرغم من انه حرص دائماً على تهنئتها عندما فازت من قبل في بعض الولايات، واصدرت مديرة حملتها ماغي وليامس بياناً هنأت فيه اوباما بعبارات مقتضبة وقالت: «نتطلع الآن للقيام بحملتنا في بنسلفانيا وحول البلاد». وتمنح استطلاعلات الرأي تقدماً لهيلاري في بنسلفانيا التي ستختار 150 مندوباً في 22 ابريل (نيسان) المقبل.

وفي غضون ذلك أثارت تصريحات أدلت بها جيرالدين فيرارو، التي رشحها الحزب الديمقراطي في العام 1984 لمنصب نائب الرئيس، عاصفة من ردود الفعل بعد ان قالت إن اوباما لم يكن يحقق ما حققه لو كان ابيض او امرأة، وانه تمكن من الوصول الى المرتبة الاولى في سباق الحزب على الرئاسة فقط لانه اسود.

وهيمنت تصريحات فيرارو امس على الحملة الانتخابية بعد ان قالت لصحيفة في كاليفورنيا: «لو كان اوباما رجلاً ابيض وليس أسود، فإنه لم يكن ليحتل هذا الموقع المتقدم (في الانتخابات التمهيدية) ولو كان امرأة من اي لون لما كان بامكانه ان يكون في هذا الموقع».

ووصف اوباما التصريح بانه «سخيف»، في حين قالت هيلاري إن تصريحات فيرارو، وهي عضو في حملتها الانتخابية «مؤسفة». وقال اوباما في تصريحات لشبكة «إن بي سي»: «اعتقد ان ما تقوم به فيرارو هو المشاركة في لعبة نرد سياسية حول الأعراق والجنس (رجل او أمراة) وهذه بالضبط السياسة التي تعب منها الاميركيون لاننا إذا قمنا بتقسيم أنفسنا بهذه الطريقة لا يمكننا ان نحل مشاكلنا». وقال اوباما انه يحترم دورها الرائد (اول امرأة تترشح لمنصب نائب الرئيس).

ورفضت فيرارو لاحقا التراجع عن أقوالها وأعلنت تمسكها بها، وقالت ان ملاحظاتها ليست عنصرية وانها فهمت خارج سياقها، مشيرة الى ان فريق اوباما الانتخابي تلاعب بالتصريحات. وأضافت: «تحدثت عن المرشحين التاريخيين... واذا عدنا الى عام 1984 وتأملنا ترشيحي التاريخي لو كان اسمي يومئذٍ جيرارد بدلاً من جيرالدين لما كان ممكناً اختياري مرشحة لمنصب نائب الرئيس».

وعلى الرغم من ذلك، فقد رفضت هيلاري الانجرار خلف مؤيدتها، وقالت: «أنا لا اوافق على ما قالت، وأمر مؤسف ان يتطرق اي أحد من انصارنا في الجانبين لأمور شخصية... علينا ان نركز على القضايا حيث توجد اختلافات بيننا حول الصحة والطاقة والخبرات». وفي موضوع آخر افادت آخر الاحصائيات ان اوباما ضيق هامش الفرق مع هيلاري في استقطاب تأييد المندوبين الكبار ويتوفر اوباما الآن على تأييد 206 مندوبين مقابل 238 مندوباً لهيلاري. ومن المرجح ان يحسم المندوبون الكبار الامر في مؤتمر الحزب الذي سينعقد في 25 اغسطس (آب) في مدينة دنفر بولاية كولورادو .

ويتوزع اعضاء الكونغرس على المرشحين لكن اعضاء اللجنة الوطنية للحزب يقفون مع هيلاري. وسيواجه هؤلاء حرجاً كبيراً في المؤتمر ذلك ان اوباما وطبقاً لجميع الاحتمالات التي تحدثت عنها شبكات التلفزيون الاميركية امس سيحافظ على فارق 100 مندوب عن هيلاري بعد إجراء جميع الانتخابات في ما تبقى من ولايات.