حاكم ولاية نيويورك يقدم استقالته وهيلاري تخسر صوتا من المندوبين الكبار

فضيحة سبيتزر تحرج كلينتون ولكن تأثيرها لن يكون كبيرا

TT

بعد يومين على انتشار فضيحة ارتباطه بشبكة للدعارة واعلان السلطات الاميركية عن امكانية توجيه دعوى جنائية بحقه، أعلن حاكم ولاية نيويورك اليوت سبيتزر أمس استقالته من منصبه في كلمة مقتضبة خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في مانهاتن.

ولم يكن أمام سبيتزر، الذي كان معروفا بأنه من أهم مكافحي الفساد وحمل شعار «تنظيف ألباني (عاصمة نيويورك) من الفساد» خلال حملته الانتخابية، خيارات كثيرة غير الاستقالة. اذ ان الدعوات الى اقالته انطلقت بكثافة من جانب الحزب الجمهوري، فيما عبّر الحزب الديمقراطي عن صدمته من ارتباط الحاكم الشاب والنجم الصاعد في الحزب بشبكة للدعارة. واعتبر المحلل جون فروتيه من مؤسسة «أميركان انتربرايز انستيتيوت» ان سبيتزر وجد نفسه امام البقاء في منصبه ومواجهة امكانية طرده من منصبه، أو الاستقالة بنفسه، وقد اختار أحلى المريّن. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الجمهوريين كانوا بدأوا يتحركون لإقالته فيما لم يكن مضمونا ان يسانده حزبه، وكان من المتوقع ان ينقلب عليه الديمقراطيون ويدفعون الى اقالته. وأعلن سبيتزر أنه سيتنحى عن منصبه يوم الاثنين المقبل، ليحل محله نائبه ديفيد باترسون ليصبح أول حاكم أسود لولاية نيويورك. وقال في كلمة استقالته أمس وقد بدت الى جانبه زوجته سيلدا: «خلال فترة حياتي كنت أصر على ان يتحمل الاشخاص مسؤولية أعمالهم. لا يمكنني ان أطلب من نفسي أقل من ذلك، ولن أفعل. لهذه الاسباب أنا أستقيل من منصبي كحاكم».

وشدد سبيتزر من جديد على أسفه للتسبب بخيبة أمل، وقال متوجها الى النيويوركيين انه سيحاول خدمة المجتمع خارج السياسة. وأضاف: «ان المجد الاعظم ليس بألا نقع في الاخطاء أبدا، بل في أن نقوم منها كلما وقعنا فيها.. ولكن الندم الذي أشعر به لن يفارقني أبدا». وبعد الانتهاء من كلمته، خرج سبيتزر، وامامه زوجته، من القاعة من دون الاجابة على أسئلة الصحافيين. وبدت زوجته سيلدا الى جانبه للمرة الثانية بعد انتشار الفضيحة، وهو تصرف عرضها لانتقادات كثيرة في الصحافة الاميركية والبرامج التلفزيونية. وطغى الحديث عن تصرف ايلدا على البرامج الحوارية الاميركية الصباحية، وانتقدتها النساء على دعمها «الأعمى» لزوجها خصوصا وان لديهما ثلاث فتيات مراهقات. وعلى الرغم من ان الادعاء العام لم يوجه أي تهم بعد الى سبيتزر، فان هذا الامر لم يحسم بعد. وأعلن محامو حكام نيويورك أمس أنهم بدأوا مفاوضات مع الادعاء العام لتفادي توجيه التهم الى موكلهم، من دون توضيح ماهية هذه المفاوضات. وباستقالة سبيتزر، خسرت المرشحة الديمقراطية للانتخابات النيابية هيلاري كلينتون، واحدا من مندوبيها الكبار في وقت هي بحاجة ماسة الى كل صوت يدعمها في مؤتمر الحزب خصوصا وان الفارق بينها وبين منافسها باراك اوباما يتسع لصالحه.

وقد لا تكون خسارة صوت من المندوبين الكبار الخسارة الوحيدة التي ستمنى بها هيلاري باستقالة سبيتزر، اذ ان الفضيحة ذكرت بما تعرضت له هي نفسها حين اشيعت فضيحة زوجها الرئيس بيل كلينتون وارتباطه بعلاقة مع مونيكا لوينسكي في البيت الابيض. وفي حين يعتبر بعض المحللين ان فضيحة سبيتزر قد تؤثر على حملة كلينتون، يرى آخرون ان تأثيرها محدود. وقال فورتييه لـ«الشرق الأوسط»: «لا اعتقد ان الامر سيؤثر عليها كثيرا... فهي عموما ليست مقربة منه كثيرا. بالطبع الامر سيكون محرجا بالنسبة اليها لكن الامر الاهم الذي قد يؤثر عليها هو انه كان من المندوبين الكبار، وباستقالته اليوم لن يتمكن من المشاركة في مؤتمر الحزب ولن يتم استبداله بآخر». وأضاف: «خسارة هيلاري تكمن هنا فهي بحاجة لكل مندوب يمكنها الحصول عليه من المندوبين الكبار. وهذا صوت خسرته ولن يتم استبداله». الامر الاهم الذي قد يشغل بال كلينتون، عدا الاحراج البسيط الذي سيتسبب به الحديث عن فضيحة أحد مؤيديها، هو تأخرها عن اوباما بأكثر من مائة مندوب من المندوبين المنتخبين وتضاؤل حظوظها بالحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.