إحصائيات أميركية: وتيرة الهجمات في العراق ثابتة منذ نوفمبر 2007

رغم تراجع عددها من معدل 180 يوميا في يونيو إلى 60 يوميا في يناير

TT

تشير احصائيات معلنة عن تواتر هجمات المتمردين في العراق الى أنه بعد مكاسب أمنية كبيرة في الخريف الماضي، في أعقاب زيادة القوات الأميركية، دخل النزاع مأزقا، حيث ان مستويات العنف بقيت ثابتة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 حتى أوائل 2008.

الأرقام الجديدة قدمها في جلسة استماع امام لجنة التخصيصات بمجلس الشيوخ بواشنطن ديفيد ووكر مدير مكتب المحاسبة الحكومي. واعترف ووكر المحاسب العام، بأن هجمات المتمردين تقلصت الى معدل بلغ حوالي 60 يوميا في يناير (كانون الثاني) الماضي، في آخر احصاء متيسر، من حوالي 180 يوميا في يونيو (حزيران) 2007.

ولكن ذلك الرقم الأدنى، الذي يساوي عموما مستويات العنف في ربيع 2005، بقي، في الجوهر، من دون تغيير منذ الانخفاض الكبير الأخير بين شهري اكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر الماضيين. وقال ووكر انه «بينما تحسن الأمن في العراق فانه ما يزال يتعين العمل على خلق بيئة أمنية تتسم بالتسامح».

كما قدم ووكر ومسؤولان فيدراليان آخران شهادات حول المخاوف من الفساد في التعاقدات، وحول مشاكل متابعة شحنات الأسلحة الى القوات العراقية والأميركية. فقد ظل القادة العسكريون الأميركيون في العراق يحذرون منذ اشهر من أن المكاسب الأمنية بعيدة عن أن تكون راسخة، طالما أن التقدم في المصالحة السياسية العراقية متوقف.

وكان بعض التحسن الأمني في الماضي قد تلاه تصاعد في العنف. فالمكاسب المتواضعة التي تحققت أواخر عام 2005، على سبيل المثال، انتهت بعد اشهر قليلة، عندما اثار تفجير مرقد سامراء ما يقرب من عام من العنف الطائفي. واعتمادا على تقارير منذ فبراير (شباط) الماضي، قد يكون العنف مستمرا في التصاعد. فقد اشار تقرير لوكالة اسوشيتد برس الى زيادة في الشهر الماضي في معدل العراقيين الذين قتلوا يوميا مقارنة بأرقام يناير الماضي. وتستخدم أرقام مكتب المحاسبة معيارا مختلفا، وهو عدد الهجمات المسجلة ضد قوات الأمن والمدنيين العراقيين.

كما أن جلسة استماع مجلس الشيوخ تعاملت مع نتائج قدمها مكتب المحاسبة ووكالة اشراف فيدرالية مستقلة، ومكتب المفتش العام الخاص باعادة اعمار العراق، من أن آلافا من المسدسات والبنادق الآلية ومعدات أخرى قدمت الى العراق لا يمكن معرفة مصيرها. الى ذلك قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ان العراق شهد زيادة في مستوى العنف منذ يناير (كانون الثاني) بما في ذلك التفجيرات الانتحارية وتفجيرات السيارات الملغومة.

وذكرت الوزارة أول من أمس، في أول تقرير ربع سنوي لها هذا العام، ان تصاعد العنف يرجع جزئيا الى الهجوم الذي تشنه القوات الاميركية على المتشددين، بما في ذلك «القاعدة». وأشار التقرير، الذي اوردته وكالة رويترز، الى تصاعد الحوادث الامنية منذ يناير في محافظتي نينوي وديالى ومناطق أخرى تقول الوزارة ان مقاتلي «القاعدة» تدفقوا عليها منذ طردهم من معاقل سابقة لهم على أيدي قبائل سنية متحالفة الان مع الولايات المتحدة. ووصف التقرير تصاعد العنف بأنه «قصير الاجل»، وانه نتيجة العمليات التي بدأت ضد المسلحين في يناير.

وأظهرت بيانات التقرير زيادة في عمليات القصف هذه خلال شهر فبراير (شباط)، كما أظهرت زيادة في اعداد القتلى المدنيين في نفس الفترة. ولم تتضمن هذه البيانات أرقاما، واعتمد التقرير في كثير من المقارنات على النسب لا الارقام.

* خدمة «نيويورك تايمز»